التفسير النفسي وراء رفض بعض الأشخاص ارتداء الكمامات

سيدة ترتدي كمامة في بريطانيا (أ.ب)
سيدة ترتدي كمامة في بريطانيا (أ.ب)
TT

التفسير النفسي وراء رفض بعض الأشخاص ارتداء الكمامات

سيدة ترتدي كمامة في بريطانيا (أ.ب)
سيدة ترتدي كمامة في بريطانيا (أ.ب)

رغم تأكيد كثير من المسؤولين الصحيين حول العالم أهمية ارتداء أقنعة الوجه (الكمامات) وسط تفشي فيروس «كورونا» المستجد، فإن كثيراً من الأشخاص ما زالوا يرفضون ارتداء هذه الأقنعة رفضاً تاماً.
ونقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عن بعض أطباء علم النفس قولهم إن هذا الرفض يرجع إلى عدة أسباب، هي:

- تقييد الحرية:

على الرغم من أن ارتداءها ليس إلزامياً في معظم البلدان، فإن بعض الأشخاص يرون أن الكمامات تقيد حريتهم.
وقال ستيفن تايلور، عالم النفس الإكلينيكي، ومؤلف كتاب «علم نفس الأوبئة»: «الناس يقدرون حرياتهم بشدة. وقد يصابون بالضيق والسخط عندما يشعرون بأن هناك تقييداً أو تعدياً على حرياتهم؛ بل إنهم قد يثورون عندما يتم إخبارهم بالإجراءات التي يجب عليهم اتباعها، حتى إذا كانت هذه الإجراءات ستحميهم من مشكلة أو مرض ما».
وأعطى تايلور مثالاً على ذلك برفض كثير من الأشخاص الإجراءات الخاصة بحظر تدخين السجائر في المطاعم أو المدارس، بحجة أن التدخين حرية شخصية، لا يحق لأحد التحكم فيها.

- عدم إظهار الضعف:

قال ديفيد أبرامز، وهو طبيب نفسي وأستاذ العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية «الصحة العامة» بجامعة نيويورك، إن بعض الأشخاص قد يرفضون ارتداء الكمامة حتى لا يبدو الأمر وكأنهم ضعفاء وخائفون من الإصابة بالفيروس.
وأضاف: «يظن هؤلاء الأشخاص، وأكثريتهم من الرجال، أن ارتداءهم الكمامة قد يؤثر على صورتهم أمام الآخرين، ولذلك فإنهم يرفضون ارتداءها لتحدي خوفهم، والتأكيد على شجاعتهم وقوتهم».

- التوجيهات المتضاربة:

منذ بدء تفشي فيروس «كورونا» المستجد، قالت بعض المنظمات الصحية إن ارتداء الكمامات أمر ضروري للوقاية من العدوى، في حين صرحت منظمات أخرى بعدم جدوى ارتدائها من قبل الأشخاص الأصحاء.
وقد أكد الخبراء أن هذه التوجيهات المتضاربة أصابت الأشخاص بالارتباك، ونشرت حالة من عدم اليقين بشأن ضرورة ارتداء الكمامة.
وقال الدكتور ديفيد آرونوف، مدير قسم الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت: «هذه التوجيهات المتناقضة كانت مربكة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وليس فقط للأشخاص العاديين».
وأضاف: «في البداية أخبرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها المواطنين بتجنب ارتداء الكمامة إذا كانوا في صحة جيدة، إلا أنها عادت وأكدت على ضرورة ارتدائها من قبل جميع الأشخاص. هذا الأمر جعل الناس تظن أن هناك خطأ في القرارات والتوجيهات».
وتابع: «هذا التناقض يدفع الناس إلى تجاهل التوجيهات الصحية والتصرف من تلقاء نفوسهم».

- البعض يجدها غير مريحة:

يشير أبرامز إلى أن هناك أشخاصاً يجدون هذه الكمامات غير مريحة نفسياً وجسدياً. وأوضح قائلاً: «يخاف كثيرون من أن يصبح ارتداء هذه الكمامات عادة متبعة مستقبلاً، وذلك لأن الطبيعة النفسية لمعظم الأشخاص تجعلهم لا يتقبلون أي تغيير في عاداتهم وتصرفاتهم اليومية؛ بل وتزيد شعورهم بعدم الأمان».
وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، فإن البعض يجد هذه الأقنعة غير مريحة جسدياً أيضاً؛ حيث إنها قد تجعلهم لا يتنفسون بأريحية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».