حملة سعودية كبيرة لإزالة النفايات في عدن

برنامج الإعمار دشن المرحلة الثانية من «التصحيح البيئي» للعاصمة اليمنية المؤقتة

جانب من مساهمة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في إزالة مخلفات السيول التي داهمت عدن قبل أسابيع (الشرق الأوسط)
جانب من مساهمة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في إزالة مخلفات السيول التي داهمت عدن قبل أسابيع (الشرق الأوسط)
TT

حملة سعودية كبيرة لإزالة النفايات في عدن

جانب من مساهمة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في إزالة مخلفات السيول التي داهمت عدن قبل أسابيع (الشرق الأوسط)
جانب من مساهمة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في إزالة مخلفات السيول التي داهمت عدن قبل أسابيع (الشرق الأوسط)

حققت حملة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن «عدن أجمل» للنظافة والإصحاح البيئي في العاصمة المؤقتة عدن، تقدماً كبيراً في الشهر الأول من الحملة، وذلك عبر إزالة المخلفات والقمامة المتكدسة بنسبة 222% من إجمالي الكمية المتوقع إزالتها خلال المرحلة الأولى من المشروع، والتي استفاد منها 120 ألف مستفيد مباشر، و341 ألفاً و744 مستفيداً غير مباشر من المواطنين والمواطنات في المحافظة، طبقاً لبيان أصدره البرنامج أمس.
وتخطت الحملة الأهداف المرسومة لها، وذلك بإزالة 21.755 ألف متر مكعب من القمامة والمخلفات، فيما كان الهدف المتوقع للمشروع هو إزالة 9 آلاف متر مكعب من القمامة والمخلفات المتراكمة في الشوارع والأحياء السكنية، وتصريف وريّ الأشجار بما يقارب 1.773 متر مكعب من المياه.
وتجاوزت حملة «عدن أجمل» كل الخطط الموضوعة، إلى العمل على تطوير الأنشطة المصاحبة لها من خلال ريّ الأشجار والمساهمة الفاعلة والطارئة في إزالة مخلفات السيول وتصريف الأمطار ومساعدة جميع أهالي عدن عقب أضرار الأمطار والسيول الأخيرة في المحافظة.
وبلغ معدل الزيادة في إنتاجية العمل في الحملة 122%، وذلك من خلال العمل في 124 مربعاً، و82 موقع عمل، فيما بلغ متوسط ساعات العمل لمعدات وآليات البرنامج نحو 9 ساعات يومياً، بمسافة مقطوعة تجاوزت 30 ألف كيلومتر، في 476 نقطة عمل، بمشاركة 45 فريق عمل، ضمت فرقاً من عمال النظافة، وأخرى من منظمات المجتمع المدني.
ووفّر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن خلال هذه الحملة 22 آلية و220 حاوية لتجميع القمامة، بهدف المساهمة في رفع كفاءة وجودة الحياة الصحية والبيئية للعاصمة المؤقتة عدن عبر دعم الجهة المسؤولة عن الإصحاح البيئي في المحافظة والمتمثلة في صندوق النظافة في عدن.
واستهدفت الحملة في المرحلة الأولى من المشروع المناطق الأشد احتياجاً في عموم محافظة عدن، فيما شملت أعمال الحملة المناطق المستهدفة وهي: مديرية الشيخ عثمان وذلك عبر 15 يوم عمل، ومنطقة إنماء والشعب في 5 أيام عمل، ومديرية خورمكسر في 8 أيام، ومديرية صيرة في 6 أيام عمل، ومديرية التواهي في 4 أيام، ومديرية المعلا في 3 أيام عمل.
ودعمت حملة «عدن أجمل» التشجير واستعادة الطابع الجمالي في مدينة عدن، والعناية بالأشجار عبر ريها بسيارات الري المخصصة من البرنامج في مديريات التواهي، والمعلا، والشيخ عثمان، وصيرة، وخورمكسر، وموقع إنماء والشعب، ووفر كل صهريج مياه 18 نقلة بمعدل 5000 لتر للنقلة الواحدة لعدد 6 صهاريج. وتعمل الحملة وفق آليات محوكمة لإنجاز المهام الإدارية والميدانية، ومنها: توزيع الأعمال على الفرق والتي تشمل إدارة الأعمال الميدانية والإشراف والتوجيه للمشروع من خلال متابعة مستوى الإنجاز اليومي للمشروع، بالإضافة إلى التقييم اليومي والأسبوعي للمشروع وذلك بتحديد مدى تطبيق خطة وأهداف الحملة.
وتركزت معدات وآليات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في إزالة النفايات والمخلفات في النقاط العشوائية من الطرق الرئيسية والأحياء الداخلية والمناطق السكنية، والتي تم تجاهلها لفترات طويلة وتحولت إلى مربعات موبوءة تسببت في تفشي الأمراض في تلك المناطق.
ويشارك في حملة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن «عدن أجمل» فريق التوعية والمكوّن من منظمات المجتمع المدني، ويهدف لنشر الوعي بين الأهالي وتقديم كل الشروحات المتعلقة بالنظافة والإصحاح البيئي، إلى جانب مساهمة الحملة في رفع قدرة وكفاءة عمل صندوق النظافة في محافظة عدن بنسبة 77%.
وأعد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن خطة طارئة لمعالجة ما خلّفته السيول والأمطار والتي جاءت بالتزامن مع حملة «عدن أجمل»، ونسّق البرنامج مع شركاء الحملة للعمل على إزالة مخلفات السيول وتصريف مياه الأمطار والتي تسببت في إغلاق عدد من الطرق الرئيسية، نظراً إلى منسوب المياه المرتفع وانسداد مجاري التصريف لها.
وعملت الخطة الطارئة على إزالة 4.316 متر مكعب من الأحجار والمخلفات، بالإضافة إلى تصريف 1.173 متر مكعب من مياه الأمطار في الخطوط الرئيسية والأحياء السكنية، عبر 5 أيام بمعدل 12 ساعة عمل متواصلة.
وفعّلت حملة «عدن أجمل» للنظافة والإصحاح البيئي دور المشاركة المجتمعية في عدن، وذلك عبر مشاركة أبناء وأهالي عدن، بالإضافة إلى مشاركة منظمات المجتمع المدني، والتي كان لها دور في الإشراف ومتابعة الأعمال اليومية لفرق عمال النظافة وآليات البرنامج وتحديد مربعات الاستهداف وعمل المسوحات الميدانية وتحديث البيانات وتعبئة نماذج العمل.
ورفعت حملة «عدن أجمل» من الوعي المجتمعي وذلك بالتأكيد على تغيير سلوك السكان بعدم رمي المخلفات عشوائياً، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المدني بجميع فئاته، رفعاً للقيمة البيئية الصحية وتحقيق النظافة المستدامة في المحافظة. وتأتي حملة «عدن أجمل» انطلاقاً من الدعم المتواصل من المملكة العربية السعودية للأشقاء في الجمهورية اليمنية في المحافظات اليمنية كافة، واستكمالاً لخطة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن والتي تهدف لتقديم الدعم الاقتصادي والتنموي في جميع المجالات لليمن والمساهمة في تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية المقدمة للشعب اليمني وخلق فرص العمل.
ويعمل البرنامج على تحسين الخدمات الأساسية للمجتمع وتحقيق النتائج التي تلامس المواطنين بشكل مباشر، وذلك عبر بناء الشراكات الاستراتيجية من خلال العمل مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، ومعرفة الاحتياجات وإعادة تأهيل القطاعات الأساسية ودعمها في بناء قدراتها.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.