مصر: إصابات «كورونا» لا تزال ضمن قدرات النظام الصحي

مجلس الوزراء: زيادة أعداد المرضى بسبب تراجع التزام المصريين بالإجراءات الاحترازية

مواطن مصري يتابع حديثاً تلفزيونياً سابقاً لرئيس مجلس الوزراء (أرشيفية - رويترز)
مواطن مصري يتابع حديثاً تلفزيونياً سابقاً لرئيس مجلس الوزراء (أرشيفية - رويترز)
TT

مصر: إصابات «كورونا» لا تزال ضمن قدرات النظام الصحي

مواطن مصري يتابع حديثاً تلفزيونياً سابقاً لرئيس مجلس الوزراء (أرشيفية - رويترز)
مواطن مصري يتابع حديثاً تلفزيونياً سابقاً لرئيس مجلس الوزراء (أرشيفية - رويترز)

أعلن رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم (الأربعاء)، أن إصابات فيروس كورونا في مصر ما زالت ضمن قدرات النظام الصحي الاستيعابية، ووفقاً للخطة المتوقعة.
كما أعلن مدبولي خلال اجتماع مع أعضاء حكومته، اليوم، إنشاء مجلس أعلى للصحة ليتولى إعداد استراتيجية موحدة للخدمة الصحية تشمل جميع الجهات التي تعمل بالمنظومة الصحية، ووضع التنظيم الملائم لتشغيل المستشفيات الحكومية والخاصة.
وأقر رئيس مجلس الوزراء اليوم التوسع في إنشاء كليات الطب بالجامعات الحكومية لتخفيض الكثافات والحفاظ على متطلبات جودة التعليم الطبي والمكتسبات التي تمت مع جهات الاعتماد العالمي، بالإضافة إلى التوسع في إعداد كليات ومعاهد ومدارس التمريض لمواكبة الاحتياج الشديد لهذا القطاع الحيوي المهم.
وفي سياق متصل، أوصى الاجتماع الوزاري بإعادة جميع المصريين العالقين في الكويت خلال 10 أيام، حسبما نقل موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
كما أكد رئيس الوزراء المصري، أنه لا توجد زيادة على المواطن ولو قرشاً واحداً رغم صدور رسوم تنمية على بعض السلع والخدمات، كما أعلن استمرار صرف المرحلة الثانية من المنحة الرئاسية للعمالة غير المنتظمة والتي تقدر بـ500 جنيه مصري (نحو (30 دولاراً)، وإتاحة عدد من الخدمات الحكومية المميكنة في 30 يونيو (حزيران) المقبل.
وأعلن مدبولي استمرار الإجراءات الاحترازية التي تم الاتفاق عليها خلال الفترة المتبقية من رمضان لمكافحة «كورونا»، وأن الدولة تعمل على تحقيق التوازن المطلوب، الذي يجمع بين استمرار عجلة العمل والإنتاج في المواقع المختلفة، وفي الوقت نفسه تطبيق الإجراءات الاحترازية لحماية العاملين.
كما وافق مجلس الوزراء المصري على تأسيس شركة خاصة بمشروع المخازن الاستراتيجية للأدوية والمستلزمات الطبية وتوقيع الاتفاق الخاص بها في أقرب فرصة، والموافقة على الشراكة بين الصندوق السيادي وهيئة الشراء الموحد بمشروع مخازن الأدوية.
وفي رسالة طمأنة للمصريين، أقر مدبولي بأن معدل توريد القمح هذا العام هو الأعلى منذ سنوات عدة سابقة ومخزون القمح في مصر آمن.
كما أعلن مجلس الوزراء اعتماد عدد من ضوابط الإقامة بالفنادق وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية لإعادة التشغيل تدريجياً، بالتزامن مع اقتراب موسم عيد الفطر المبارك، إضافة إلى تشكيل فرق عمل مشتركة بين الغرفة وإدارة مكافحة العدوى في وزارة الصحة، للمرور على الفنادق والتأكد من استيفاء الاشتراطات وجاهزيتها للتشغيل.
وتسجل مصر حتى الآن، بحسب إحصاءات وزارة الصحة، أكثر من 7000 إصابة بـ«كوفيد – 19» بينها أكثر من 450 وفاة.
وكان المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أرجع زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا إلى عاملين، أولهما هو فترة «التراكمات» التي سبقت شهر رمضان الكريم، والآخر هو تراجع التزام المصريين بالإجراءات الاحترازية والطبية المعلن عنها.
وأوضح سعد خلال اتصال هاتفي للتلفزيون المصري أمس (الثلاثاء)، أن الأسابيع الثلاثة الأولى لجائحة «كورونا» كان هناك التزام من المواطنين، لكن خلال الفترة الحالية تراجع هذا الالتزام، وهذا سبب من أسباب زيادة أعداد الإصابات.
ومع بدء وصول وباء «كوفيد – 19» إلى مصر، فرضت السلطات تدابير احترازية شملت تعليق الطيران وحظر تجوال ليلي وغلق جزئي للمحال التجارية والمقاهي والمطاعم وتخفيض أعداد الموظفين في الجهاز الإداري للدولة؛ ما أدى إلى تعطيل خدمات أساسية للمواطنين وأعمال كثيرة.


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».