أكدت مصادر مقربة من الحكومة الألمانية أمسن أن رؤساء المقاطعات الـ16 بالبلاد أبدوا موافقتهم على استئناف دوري الدرجة الأولى (بوندسليغا) منتصف هذا الشهر، وسيتم اتخاذ القرار خلال اجتماع عبر الهاتف مع المستشارة أنغيلا ميركل اليوم.
وأشارت المصادر إلى أن رابطة الدوري حصلت على الضوء الأخضر لاستئناف المسابقة ومن المرجح أن يكون ذلك بدءاً من 15 مايو (أيار) الحالي، ضمن إجراءات البلاد لتخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس «كورونا».
وسيكون الدوري الألماني أول مسابقة في البطولات المحلية الخمس الكبرى في أوروبا يقرر استئناف الموسم بعد توقف أغلب الأنشطة الكروية في العالم منذ منتصف مارس (آذار).
وحتى الآن أعلنت البرتغال وبولندا والمجر مواعيد استئناف المسابقات المحلية وكلها ستكون قرب نهاية الشهر الجاري، لكن ألمانيا وحدها من البطولات الخمس الكبرى التي اتخذت خطوات كبيرة نحو استكمال الموسم، عكس فرنسا التي أنهت الدوري مبكراً، والشكوك التي تحيط بالمسابقة الإيطالية، فيما تتمسك إنجلترا وإسبانيا باستكمال الموسم دون الاتفاق بعد على موعد محدد.
وتم السماح للفرق الألمانية باستئناف التدريبات منذ منتصف الشهر الماضي مع تقسيم اللاعبين إلى مجموعات صغيرة، والخطوة التالية ستكون السماح ببدء التدريبات الجماعية.
وقدمت رابطة الدوري خطة للمحافظة على صحة وسلامة اللاعبين تسمح بإقامة المباريات من دون جماهير وتتضمن إجراء فحوصات منتظمة للاعبين دون وضع بقية التشكيلة في الحجر الصحي حال ظهور حالات إيجابية.
ورغم ذلك قالت الرابطة إنه في حالة إصابة أي لاعب بالعدوى، سيتوقف اتخاذ القرارات بخصوص الإجراءات على سلطات الصحة المحلية.
وكشفت رابطة أندية المحترفين في ألمانيا عن وجود عشر حالات إيجابية لفيروس «كورونا» بعد إجراء 1724 اختباراً في 36 نادياً بالدرجتين الأولى والثانية.
وتكهنت تقارير إعلامية بأن آمال استئناف المسابقة تعرضت لضربة بسبب تصرف مستهتر لبعض اللاعبين في نادي هيرتا برلين، أول من أمس.
ونشر العاجي سالومون كالو مهاجم هيرتا، مقطع فيديو على «فيسبوك» ظهر فيه وهو يصافح زملاءه في الفريق دون مراعاة لإجراءات مكافحة الفيروس. واعتذر اللاعب عن تصرفه وأكد أن ذلك لا يعكس تعليمات النادي للعاملين، لكن إدارة هيرتا قررت إيقافه. وذكر هيرتا برلين في بيان على موقعه: «من خلال تسجيل الفيديو من داخل غرفة خلع الملابس، خالف سالومون كالو اللوائح الأساسية للفريق وسلك سلوكاً غير مناسب للوضع ولا يمثل قواعد السلوك الخاصة بالنادي».
وكان اكتشاف عشر حالات مصابة بالفيروس في أول جولة من الفحوص بالأندية قد أثار الشكوك بشأن حقيقة إمكانية استكمال الجولات التسع المتبقية من الدوري من دون جمهور، رغم أنه لم يكن هناك أي حالات إيجابية في الجولة الثانية من الفحوص.
ويستمر الجدل حول ما إذا كان ينبغي عودة لاعبي كرة القدم، الذين يحصلون على رواتب ضخمة، ليستأنفوا عملهم الذي يوجد به تلامس كثير، بينما يستمر غلق أعمال أخرى مثل المقاهي والمطاعم.
وقال بيتر دابروك الرئيس السابق لمجلس الأخلاق الألماني، لصحيفة «نورنبرغر ناخريشتين»: «أعتقد أنها مسألة مميتة من الناحية الاجتماعية، بل إنها مدمرة، في حالة استئناف اللعب مرة أخرى. المعاملة التفضيلية لمجموعة صغيرة نسبياً ومميزة بالفعل ستكون إشارة خاطئة في هذه اللحظة».وحذر: «الرغبة في تقبل القيود وإظهار التضامن يمكن أن يتضرر بشدة مع بداية البوندسليغا».
تتوق ألمانيا لتخفيف القيود بصورة أكبر رغم أن إجراءات الغلق العام لم تكن صارمة مثل إيطاليا وفرنسا أو إسبانيا، ولكن حتى بعض مجموعات الجماهير كانوا متشككين بشأن ما إذا كان استئناف الدوري شيئاً حكيماً.
ولكنّ السياسيين بقيادة وزير الداخلية هورست زيهوفر، المسؤول عن الرياضة، أرسلوا إشارات بأن هناك إمكانية لعودة الدوري من دون جمهور خلال هذا الشهر - إذا جاءت الموافقة اليوم.
وقال زيهوفر لصحيفة «بيلد إم سونتاج»: «أرى الجدول الزمني لرابطة الدوري الألماني معقولاً وأدعم استئناف البطولة في مايو. ولكن من الواضح بالنسبة لي أنه لن يكون هناك أي امتيازات للبوندسليغا».
قامت مجموعة عمل، من رابطة الدوري الألماني والاتحاد الألماني، بوضع دليل مفصل لكيفية إقامة التدريبات والمباريات في أجواء آمنة بقدر المستطاع ومع الخضوع لفحوص متكررة.
ويبدأ التدريب الجدي في أغلب الأندية بمجرد الحصول على الموافقة اليوم، ويبدو أن الموعد الأقرب للعودة هو 23 مايو الجاري.
وبينما تم الثناء على الدليل المفصل لمجموعة العمل بسبب تفاصيله، أدى اكتشاف 10 حالات مصابة بالفيروس، من بينهم لاعبان اثنان وإخصائي علاج طبيعي في كولن، لمخاوف ودفع الرابطة لإعادة التأكيد على الأندية ضرورة عدم إصدار أي نتائج للفحوص من تلقاء نفسها.
ولكن، قال تيم ماير، رئيس مجموعة العمل، بعد إعلان كولن، إن النتائج الإيجابية كانت متوقعة بشكل ما نظراً للعدد الكبير من الفحوص التي تُجرى في 36 نادياً (1724 في الجولة الأولى من الفحوص) وأن الإجراء الرئيسي هو عزل هؤلاء الأشخاص سريعاً والسماح باستمرار التدريبات والمباريات.
ويقول ماير دائماً إنه لن يكون هناك أمان بنسبة 100% ولكنهم يهدفون «لتحقيق مخاطر مبررة طبياً من خلال مجموعة من الإجراءات».
وقال ماير إن الأمر قد يتطلب الحاجة لخمسة أسابيع لرؤية ما إذا كان النظام يعمل بجد، ولكنه لمح إلى أن هناك إمكانية لأن تسير الأمور بشكل خاطئ في أي وقت.
وأضاف ماير، كبير الأطباء في الاتحاد الألماني لكرة القدم، وهو يحث الجميع على الانضباط الصارم لجعل الأمور تنجح: «إذا كان هناك العديد من الحالات الإيجابية، يمكن لهذا النظام أن يتعثر بكل تأكيد».
وذكرت رابطة اللاعبين الألمان أن العديد من اللاعبين ما زالوا يطلعون أنفسهم بشأن المخاطر الصحية لاستئناف الدوري وأنهم يحاولون تخفيف الخوف والبحث عن حلول فردية مع الأندية.
وقال أولف بارانوفسكي، المدير العام لرابطة اللاعبين الألمان: «ما زال اللاعبون يريدون اللعب، بشرط تأمين الناحية الصحية. الأندية والسلطات مسؤولون عن هذا».
ويعلم كريستيان سيفيرت، رئيس رابطة الدوري الألماني، جيداً أن قطاعات من المجتمع تتشكك بشدة في استئناف المباريات، رغم أن مئات الملايين من اليورو ستتم خسارتها ويواجه بعض الأندية الإفلاس إذا تم إلغاء الموسم.
وأدت المعاناة المالية أيضاً إلى جدل بشأن الإنفاق الكبير على الدوري من دون شبكات أمن، وتعهد سيفيرت بأن هذا الموضوع سيتم النظر إليه بعد انتهاء أزمة فيروس «كورونا».
وقال سيفيرت: «بالتأكيد سنتعلم الكثير من هذا الموقف، وسنفكر بجدية فيما سيبدو عليه الوضع الاقتصادي، ولكن ربما أيضاً سننظر كيف ستبدو القيم الأساسية للبوندسليغا في المستقبل».
ولكن، سيفيرت أشار أيضاً إلى أنه إذا لم تكن هناك إمكانية لاستئناف الدوري ستكون البوندسليغا في مرحلة ما ضرراً جانبياً لأزمة فيروس «كورونا».
ولكن كرة القدم هي مجرد منطقة واحدة تضررت، ستناقشها ميركل ورؤساء المقاطعات الـ16، اليوم، مع فتح المزيد من المدارس من بين بنود أخرى على جدول الأعمال التي قد تكون أكثر إلحاحاً.
من جهته أعلن الاتحاد المجري لكرة القدم أنه سيستأنف منافسات الموسم في 23 مايو الحالي بعد توقفه منذ منتصف مارس، لينضم بذلك إلى بولندا (29 مايو) والبرتغال (30 مايو).
لكن الاتحاد المجري قال في بيان إنه سينهي الموسم فوراً في الدرجات الأدنى ومنافسات كرة الصالات والهواة والشباب.
وسجّلت المجر 3051 حالة إصابة بفيروس «كورونا»، منها 351 حالة وفاة، ويعود الفضل في ذلك إلى إجراءات العزل العام المبكرة.
وقال الاتحاد المجري إن كل المباريات ستقام وفقاً لشروط صارمة تتعلق بسلامة وصحة كل المعنيين بالأمر وستكون دون حضور مشجعين.
وسيبدأ الموسم في 23 مايو بمباراتين في ذهاب قبل نهائي الكأس ومباراة مؤجلة في الدوري، بينما يقام الإياب بعد ثلاثة أيام.
وستنطلق الجولة 26 في الدوري يوم 30 مايو، بينما أكد الاتحاد المجري أن المسابقة ستنتهي قبل نهاية يونيو (حزيران).
وأضاف الاتحاد المجري أنه بالنسبة إلى منافسات السيدات فستقام فقط المباريات المؤثرة في المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، بينما لن يتوج أي فريق باللقب أو يهبط أي فريق.
وسيتحدد ترتيب الدوري في الدرجتين الثانية والثالثة ومقاعد الهبوط والصعود وفقاً لوضعهما الحالي بينما أُلغي باقي الدرجات الأدنى دون وجود نتيجة نهائية للموسم.
كانت أندية الدوري البرتغالي قد عادت للتدريبات بعد إعلان رئيس الوزراء أنطونيو كوستا، أن بوسع الفرق استئناف نشاطها تدريجياً ضمن خطة لتخفيف حالة الإغلاق العام.
وتم تعليق الدوري في 12 مارس بينما كان بورتو يتصدر المسابقة بفارق نقطة واحدة عن بنفيكا حامل اللقب بعد 24 جولة في صراع مثير على اللقب، بينما يأتي سبورتنغ براغا في المركز الثالث بفارق 15 نقطة.
حكّام المقاطعات الألمانية يوافقون على استئناف الدوري... وميركل تحسم الأمر اليوم
المجر تنضم إلى بولندا والبرتغال وتقرر استكمال الموسم الكروي قبل نهاية الشهر الحالي
حكّام المقاطعات الألمانية يوافقون على استئناف الدوري... وميركل تحسم الأمر اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة