الفصائل الموالية لتركيا تتقاتل على عائدات المعابر في حلب

الفصائل الموالية لتركيا تتقاتل على عائدات المعابر في حلب
TT

الفصائل الموالية لتركيا تتقاتل على عائدات المعابر في حلب

الفصائل الموالية لتركيا تتقاتل على عائدات المعابر في حلب

طردت الشرطة العسكرية، والفرقة التاسعة، المدعومتان من تركيا، فصيل «جيش أحرار الشرقية» من مدينة جرابلس في ريف حلب ضمن ما يسمى بمنطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها في شمال سوريا، بعد اشتباكات استمرت 3 أيام بهدف السيطرة على معبري جرابلس الحدودي مع تركيا ومعبر عون دادات مع مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد).
وذكرت مصادر محلية أن السبب الرئيسي للاشتباكات، التي اندلعت منذ ليل الجمعة الماضي، هو عدم التزام فصيلي «أحرار الشرقية» و«جيش الشرقية» بتنفيذ أوامر «الجيش الوطني» التابعين له، واعتراضهم على توزيع عائدات المعابر التجارية والحدودية.
واندلعت هذه الاشتباكات، بالتزامن مع الأحداث التي يشهدها ريف إدلب، نتيجة اعتراض أنصار «الجيش الوطني» على قيام «هيئة تحرير الشام» بفتح معبر تجاري مع النظام.
في الوقت ذاته، أعلنت فصائل المعارضة السورية التركمانية التابعة للجيش التركي، إغلاق مدينة أعزاز في ريف حلب لـ«أسباب أمنية» حتى عيد الفطر، وسط حالة فوضى وانفلات أمني تشهدها المنطقة، أدت لعمليات تفجير كان آخرها تفجير صهريج محمل بالوقود في مدينة عفرين، الأسبوع الماضي، ما أدى لمقتل نحو 50 شخصاً، وإصابة العشرات بجروح.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية، مقتل وإصابة 12 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال شرقي سوريا.
وقالت الوزارة، في بيان أمس (الأحد)، إن مسلحين من الوحدات الكردية أطلقوا، الليلة قبل الماضية، أعيرة نارية عبر رشاشات آلية على أفراد من الجيش التركي بمنطقة جنوب مدينة تل أبيض الواقعة ضمن ما يسمى بمنطقة «نبع السلام» في شرق الفرات. وأضاف البيان أنه بالتزامن مع إطلاق النار على القوات التركية، حاولت مجموعة أخرى من عناصر الوحدات الكردية التسلل إلى المنطقة، مشيراً إلى أن مجموعة من 10 إلى 15 عنصراً هاجموا الجنود الأتراك، وأن القوات التركية تأهبت على الفور وردت على الهجوم، «في إطار الدفاع عن النفس»، وتمكنت من تحييد (قتل وإصابة) 12 منهم. ولفت البيان إلى عدم وقوع خسائر بين أفراد القوات المسلحة التركية أو بصفوف العناصر الصديقة (الفصائل السورية الموالية لتركيا).
في سياق متصل، أفادت الوزارة، في بيان آخر، بقيام 6 من عناصر الوحدات الكردية بتسليم أنفسهم إلى قوات الأمن التركية، منهم 3 سلموا أنفسهم في مخفر حدودي بقضاء «كيزل تبة» في ولاية ماردين الحدودية بعد هروبهم من شمال سوريا.
وقالت وزارة الداخلية التركية، من جانبها، إن 3 عناصر من الوحدات الكردية سلموا أنفسهم عن طريق الإقناع، في إطار الجهود المشتركة للمخابرات والمديرية العامة للأمن.
ولم يشر بيان لوزارة الداخلية إلى المنطقة التي سلم فيها الإرهابيون الثلاثة أنفسهم، وقال إن عدد من سلموا أنفسهم من عناصر الوحدات الكردية خلال العام الحالي عن طريق الإقناع بلغ 75 عنصراً.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.