دعوات في السودان للتصدي لإعلام «الوحدة السيبرانية الجهادية»

أنصار البشير ما زالوا يتحكمون في «آلية» مراقبة الصحافيين والتجسس عليهم

حمدوك في لقاء جماهيري (أ.ف.ب)
حمدوك في لقاء جماهيري (أ.ف.ب)
TT

دعوات في السودان للتصدي لإعلام «الوحدة السيبرانية الجهادية»

حمدوك في لقاء جماهيري (أ.ف.ب)
حمدوك في لقاء جماهيري (أ.ف.ب)

تعهد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بحماية الحريات الصحافية في البلاد، وبذل الجهود اللازمة لتطوير الصحافة وحفظ حرية التعبير، وعدّ التقدم في تصنيف السودان بمجال الحريات الصحافية دون الطموح. وأكد في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع «تويتر» أنه يتعهد بتقدم مؤشرات الصحافة وحرية التعبير في البلاد، واصفاً التقدم الذي ورد في مؤشر منظمة «مراسلون بلا حدود» بأنه «يمثل نجاحاً، لكنه ليس مبلغ طموحنا».
وتقدم تصنيف السودان ضمن مؤشر المنظمة الخاص بحرية الصحافة حول العالم، ووصل السودان إلى المرتبة 159 على المؤشر البالغ 180 درجة، بعد أن كان في المرتبة رقم 175. ورغم إطاحة نظام الرئيس البشير في أبريل (نيسان) 2019 وإنهاء عقود من الديكتاتورية صُنّف السودان خلالها من أكثر دول العالم قمعاً لحرية الصحافة، فإن أذرع نظامه لا تزال تتحكم في آلية لمراقبة الصحافيين والتجسس عليهم تحمل اسم «الوحدة السيبرانية الجهادية»، وتعمل على إرباك المشهد السياسي بنشر رسائل وإشاعات كاذبة، الهدف منها التأثير على الحكومة الانتقالية، والدفاع عن قوى النظام القديم، عبر سيطرتهم على غالبية وسائل الإعلام.
وأرجعت «مراسلون بلا حدود» التحسن الطفيف في حريات الصحافة في السودان رغم كفالة الدستور المؤقت للحريات الصحافية وحق الوصول للإنترنت، إلى بقاء القوانين التي كانت تستخدم ضد الصحافة سارية حتى الآن. وأوضح حمدوك بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، أن للسودان الحق في الاحتفال بـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، بقوله: «لهذا اليوم معنى خاص للشعوب الأفريقية لارتباطه بـ(إعلان ويندهوك) التاريخي في ناميبيا في 3 مايو (أيار) 1991».
وفي سبتمبر (أيلول) 2019 وقع حمدوك، وثيقة «التعهد العالمي للدفاع عن حرية الإعلام»، على هامش اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتعهد خلالها بـ«ألا يتعرض أي صحافي في السودان الجديد للقمع والسجن». وهنأت وزارة الثقافة والإعلام الصحافيين بـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، وقالت إنه يتزامن مع الذكرى الأولى لانتصار الثورة الشعبية التي أطاحت نظام الإسلاميين، وأشارت إلى دور الصحافيين في إسقاطه، وأعلنت تنبيهاً لشعار «ممارسة الصحافة بلا خوف أو محاباة» الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة، ورحبت بالتقدم الذي حققه السودان في ترتيب الدول التي تحترم حريات الصحافة.
من جهتها؛ دعت «شبكة الصحافيين السودانيين» لإقامة مؤسسات صحافية وإعلامية موالية للثورة التي أطاحت نظام البشير، ومشبعة بقيمها وأهدافها، واستنكرت بقاء المؤسسات الصحافية التي «تدين بالولاء للنظام القديم إلى جانب إعلام الثورة»، وقالت في بيان بالمناسبة: «قد يتبجّح البعض بأنّ الديمقراطية تقتضي ذلك. وهذا غير صحيح، فهو أمر لا تقتضيه إلا السذاجة وغياب الحسم الثوري المطلوب». وشددت «الشبكة»، وهي جماعة ضغط من أجل الحريات، على أهمية إقامة مؤسسات إعلامية، ونددت باستغلال صحافة النظام البائد للحريات الصحافية بإطلاق ما سمّتها «حملاتها المسعورة تنهش في جسد الوطن وتطعن الثورة في الظهر، وتجتهد لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء».
وطالبت اللجنة التمهيدية لنقابة الصحافيين في بيان بدعم التقدم في الحريات الصحافية بتكوين «نقابة للصحافيين»، وقالت إن «أطراف العملية الصحافية تركوا الخلافات جانباً، وإنهم على مبعدة خطوات من وضع اللمسات الأخيرة لتكوين لجنة تسيير النقابة». ودعت اللجنة لإجازة قانون نقابات ديمقراطي يمهد الطريق لقيام نقابات تسهم فيما سمتها «حراسة مكتسبات الشعب، وتدفع نحو استكمال مطلوباته»، ونددت بانتشار الأخبار الزائفة، ودعت للتمسك بالمعايير المهنية الصارمة ومواثيق الشرف المهنية والالتزام بها.
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أشار في رسالة بمناسبة «اليوم العالم العالمي للصحافة» تحت عنوان «مزاولة الصحافة دون خوف أو محاباة»، إلى أن الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام يلعبون دوراً مهماً في مساعد الأمم المتحدة على اتخاذ القرارات المستنيرة، والتي قد تنقذ حياة الناس من الموات في الوقت الذي يكافح فيه العالم جائحة «كوفيد19». وحثّ غوتيريش الحكومات على ضمان تمكين الصحافيين من أداء عملهم طوال فترة تفشي الجائحة وما بعدها، قائلاً: «نناشد الحكومات أن تحمي العاملين في وسائل الإعلام، وتعزز حرية الصحافة وتحافظ عليها، فذلك أمر أساسي لمستقبل يسوده السلام وينعم فيه الجميع بالعدالة وحقوق الإنسان».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.