الدوري الألماني يتلقّى دعم وزير الداخلية لاستئناف مبارياته هذا الشهر

إيطاليا وإسبانيا تسمحان للأندية بفتح مراكز التدريب على أمل استكمال الموسم

لاعبو شالكه انتظموا بالكامل في مركز تدريب النادي بانتظار قرار استئناف الدوري (أ.ف.ب)
لاعبو شالكه انتظموا بالكامل في مركز تدريب النادي بانتظار قرار استئناف الدوري (أ.ف.ب)
TT

الدوري الألماني يتلقّى دعم وزير الداخلية لاستئناف مبارياته هذا الشهر

لاعبو شالكه انتظموا بالكامل في مركز تدريب النادي بانتظار قرار استئناف الدوري (أ.ف.ب)
لاعبو شالكه انتظموا بالكامل في مركز تدريب النادي بانتظار قرار استئناف الدوري (أ.ف.ب)

زادت حالة التفاؤل فيما يتعلق باستئناف مباريات الدوري الألماني لكرة القدم هذا الشهر ليصبح بالتالي أول بطولة أوروبية كبرى تعاود نشاطها بفضل الوضعية الأكثر ملاءمة في ألمانيا مقارنة مع سائر الدول الأوروبية فيما يتعلق بمواجهة تداعيات فيروس «كورونا» المستجد.
وتلقت رابطة الدوري الألماني جرعة قوية من قبل وزير الداخلية والرياضة الألماني هورست سيهوفر الذي أعرب عن دعمه لاستئناف الدوري الألماني لكرة القدم خلال الشهر الحالي.
وجاء موقف سيهوفر الداعم في حديث لصحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار أمس وقال: «أجد أن البرنامج الموضوع من قبل رابطة دوري كرة القدم جيد وأدعم استئناف البطولة في مايو (أيار)»، وذلك قبل اجتماع الأربعاء المقرر للسلطات الألمانية للبت في مصير البوندسليغا.
لكن سيهوفر الذي يلعب دورا محوريا داخل الحكومة كونه يحمل حقيبتين وزاريتين، أشار إلى أنه يتعين على الفرق واللاعبين احترام شروط عدة ولن يحصلوا على أي «استثناء». وأضاف في هذا الصدد: «في حال وجود حالة (كورونا) واحدة في صفوف الفريق أو جهازه الفني، يتوجب على النادي بأكمله والفريق المنافس له الذي واجهه في آخر مباراة أن يدخلوا في حجر صحي لفترة 14 يوما».
وتابع: «وبالتالي ثمة مخاطر تتعلق بالبرنامج وبالترتيب في حال انتقال العدوى، ما يستدعي انضباطا كبيرا في إطار مكافحة (كورونا)».
كما رفض الوزير منح أفضلية للأندية مقارنة بالآخرين في إطار الخضوع للفحوصات في الوقت الذي طالبت فيه الأندية بفحوصات دورية للاعبيها على سبيل الحماية.
وجاء كلام سيهوفر قبل ثلاثة أيام من اجتماع للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رؤساء المقاطعات الألمانية الـ16، حيث من المرجح منح الضوء الأخضر لاستئناف الدوري المحلي في 16 أو 23 مايو الحالي من دون جمهور.
وكانت وزارة العمل الألمانية وافقت على خطط استئناف دوري البوندسليغا وقال بيورن بوهنينغ سكرتير وزارة العمل لمجموعة «آر إن دي» الإعلامية الأربعاء الماضي: «يمكن ضمان سلامة اللاعبين، والمدربين وباقي الأجهزة إلى حد كبير إذا تم تنفيذ الفكرة بشكل كامل».
وعاودت الأندية الـ18 في دوري الدرجة الأولى تدريباتها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لكن بمجموعات صغيرة مع اعتماد التباعد الاجتماعي حتى على أرضية الملعب.
وتبدو رابطة الدوري الألماني مصممة على إنهاء الدوري في 30 يونيو (حزيران) لضمان حصول الأندية على إيرادات من حقوق النقل التلفزيوني تقدر بـ300 مليون يورو، في ظل تقارير تشير إلى أن 13 ناديا من أصل 36 في الدرجتين الأولى والثانية على شفير الإفلاس.
لكن المخاوف لا تزال موجودة في ألمانيا لا سيما بعد أن تبين وجود ثلاث حالات في صفوف نادي كولن أحد فرق دوري الدرجة الأولى السبت.
وقد وُضع الأشخاص الثلاثة (لاعبان ومعالج فيزيائي بحسب بعض التقارير) في الحجر الصحي لمدة أسبوعين.
وانتقد البلجيكي بيرغر فيرسترايت لاعب كولن الذي تعاني خطيبته من مشاكل في القلب طريقة تعامل ناديه مع الموقف وقال: «إنه أمر غريب بعض الشيء أن يتم إخضاع اللاعبين الثلاثة فقط للعزل، كان يجب وضع جميع اللاعبين في الحجر الصحي بعد ظهور هذه الفحوصات».
وأوضح «إخصائي العلاج الطبيعي هو الشخص الذي عالجني أنا واللاعبين الآخرين لأسابيع، ولقد تدربت بشكل ثنائي مع أحد اللاعبين المصابين في صالة الألعاب (الجيم) يوم الخميس».
وتابع «ليس من الصحيح أنه لا يوجد عضو آخر في فريق كولن تعامل عن قرب مع اللاعبين المصابين».
وقال فيرسترايت: «الأمر لا يعود إلي فيما يتعلق بما يجب أن يتم إقراره في دوري بوندسليغا، لكني أستطيع القول إن تفكيري ليس في كرة القدم في الوقت الحالي، صحة عائلتي وصحة خطيبتي لها الأولوية».
وتأمل رابطة الدوري الألماني ألا تؤثر الإصابات في فريق كولن على قرار السياسيين في اجتماع الأربعاء خاصة بعد أبدت الحكومة ارتياحها للخطط الموضوعة لأجل استئناف الموسم.
وكانت رابطة الدوري قد أخضعت منذ الجمعة لاعبي مسابقتي دوري الدرجتين الأولى والثانية لفحوص الكشف عن فيروس «كورونا» المستجد. وذكرت مجلة «كيكر» الرياضية الألمانية عبر موقعها الإلكتروني، أن الأندية ستكون بحاجة إلى إجراء جولتين من تلك الفحوص كي تتمكن من استئناف التدريبات الجماعية.
وتوقف الدوري الألماني في منتصف مارس (آذار) بسبب تفشي وباء «كوفيد - 19». وخرجت ألمانيا بأقل الأضرار من وباء «كوفيد - 19» مقارنة مع نظيراتها في أوروبا حيث سجلت 162496 إصابة و6649 حالة وفاة وهو رقم متدن جدا مقارنة مع الدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا وإيطاليا التي تشكل البطولات الخمس الكبرى في كرة القدم في القارة.
وكانت رابطة الدوري الفرنسي أسدلت الستار على الدوري المحلي بعد قرار الحكومة بمنع إقامة المباريات الرياضية حتى سبتمبر (أيلول) وأعلنت باريس سان جيرمان بطلا للدوري المحلي.
وفي إيطاليا يبدو أن الحكومة الإيطالية في طريقها للسماح باستئناف تدريبات فرق كرة القدم مبكرا، بعد حصول العديد من أندية دوري الدرجة الأولى على موافقة المجالس البلدية مع التخفيف التدريجي للإجراءات الاحترازية المتعلقة بفيروس «كورونا» المستجد.
واستفادت بعض المناطق من إجراءات تخفيف قيود الحظر في البلاد وقررت منطقة إميليا - رومانيا (شمال) التي تتبع لها أندية بارما، وسبال، وساسوولو، وكامبانيا (جنوب) التي يتبع لها نادي نابولي السماح لتلك الأندية بفتح مراكز التدريب، ولكن دون تجمعات. وكررت أندية الدوري الإيطالي رغبتها بإنهاء الموسم الكروي، بحال سمحت بذلك السلطات الرسمية التي يتوقع أن تتخذ قرارها في الأيام القليلة المقبلة.
وكان ناديا ساسوولو وبولونيا أول من أعلن عن فتح أبواب مراكز التدريب للاعبين قبل أن يلحق بهما بارما.
وأوضح ساسوولو أن مركز التدريب سيكون متاحا للاعبين الراغبين. ويمكن أن يخوض ستة لاعبين فقط التدريب في وقت واحد دون استخدام غرف الملابس لتحاشي تفشي الفيروس، مع احترام مسافة التباعد الاجتماعي ودون وجود للجهاز الفني.
من جهته، أوضح بولونيا أن ملاعب التدريب ستكون متاحة بدءا من الغد، فيما رأى بارما أنه «بدءا من الأسبوع المقبل» ستكون التمارين متاحة فقط «للراغبين ولنشاط جسدي فردي».
ويمكن لمناطق أخرى أن تحذو حذوها، على غرار إقليم لاتسيو الذي يضم فريقي روما ولاتسيو وإقليم سيردينيا الذي يضم كالياري بعد تقدمها بطلبات للمجالس البلدية بالسماح بفتح مقرات التدريب.
وأسفر الفيروس عن وفاة أكثر من 28 ألف شخص في البلاد وتعليق نشاط «سيري أ» منذ منتصف مارس.
واجتمعت رابطة الدوري الجمعة عبر تقنية الاتصال بالفيديو بحضور الأندية العشرين، قبل اجتماعها المقرر في الثامن من مايو الحالي مع الاتحاد الإيطالي للعبة الذي من المتوقع أن يكون حاسما.
ومع تبقي 12 مرحلة على نهاية الدوري وتوصية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بأن يكون شهر أغسطس (آب) موعدا لإنهاء البطولات المحلية، بدأ الطريق «يضيق أكثر فأكثر» بشأن استئناف المباريات وفق ما أفاد وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا الأسبوع الماضي.
لكن رئيس الاتحاد الإيطالي للعبة غابرييل غرافينا أكد أنه لن «يوقع أبدا على نهاية البطولات» التي ستكون، بحسب قوله، بمثابة «موت الكرة الإيطالية».
وقدر الاتحاد خسائر كرة القدم الإيطالية في حال إلغاء الموسم بنحو 900 مليون يورو من إيرادات حقوق البث التلفزيوني، تذاكر المباريات، عقود الرعاية والتسويق.
وفي إسبانيا، لم يتم تحديد أي موعد لاستئناف نشاط الموسم الكروي لكن الحكومة أعلنت أنها ستسمح للرياضيين المحترفين، بمن فيهم لاعبو الدوري المحلي لكرة القدم، باستئناف التمارين الفردية بدءا من اليوم. واعتبر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن هذا القرار هو الخطوة الأولى ضمن إطار تخفيف إجراءات الإغلاق التام المفروض في البلاد، والتي ستحدث على أربع مراحل على امتداد شهرين.
أما في إنجلترا، فتحاول رابطة الدوري استئناف الدوري في 8 يونيو شرط أن تقام المباريات وراء أبواب مؤصدة وفي ملاعب محايدة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».