رحيل المطرب إيدير سفير الأغنية الأمازيغية

إيدير في سنواته الأخيرة
إيدير في سنواته الأخيرة
TT

رحيل المطرب إيدير سفير الأغنية الأمازيغية

إيدير في سنواته الأخيرة
إيدير في سنواته الأخيرة

بنزلة صدرية، انطفأ في مستشفى باريسي، ليلة أول من أمس، الملحن والمغني الجزائري إيدير، سليل منطقة القبائل، الذي تمسك بلغته الأمازيغية، ودافع عنها لعقود عديدة، قبل أن يجري الاعتراف بها رسمياً. كان إيدير، واسمه الأصلي حمير شيريت، قد دخل الإذاعة الجزائرية بمحض المصادفة، عام 1973، حين كان يؤدي الخدمة العسكرية، ليؤدي أغنية من ألحانه كان من المقرر أن تؤديها مغنية معروفة.
ونظراً لتمسك عائلته القروية بأمل أن يدرس الابن، ويحصل على شهادة عالية، لم يراهن إدير على الفن، بل واصل تعليمه ما بين الجزائر وباريس، ويدرس في المعهد العالي للمناجم ويتخصص في الجيولوجيا. إلى جانب ذلك، واصل هوايته الفنية في التلحين والغناء وكانت الشهرة في انتظاره حين قدم أغنية «آفا إينوفا» التي لقيت رواجاً استثنائياً. واختار المغني اسماً فنياً لكي لا تعرف والدته أن المغني هو ابنها. ومنذ تلك الأغنية صار مطلوباً على المسارح والحفلات في فرنسا، ورمزاً لشباب جزائري يشعر بالحاجة للتعبير عن نفسه بلغته الأم.
قدم إيدير أغنيات تستلهم التراث الشعبي وترانيم الفلاحين وتهويدات الأمهات للأطفال. وجاءت ألحانه شجية تنسجم مع إيقاعات المناطق التي ولد فيها على سفوح جبال لالة خديجة. وتعاون خلال مسيرته الحافلة مع كبار المغنين الفرنسيين والأفارقة. واشترك مع شارل أزنافور في أغنية باللغة الأمازيغية. لكنه ابتعد عن الغناء لعدة سنوات ما بين 1981 و1991 قبل أن يعود ويستعيد مكانته مع انطلاق موجة موسيقى «الراي» الجزائري في فرنسا، أمثال الشاب مامي والشاب خالد. وبدعوة من خالد وقف إيدير على المسرح، ليقدما أغنية مشتركة أمام جمهور من مختلف الثقافات.
استقر إيدير مع أسرته الصغيرة في فرنسا، نظراً لارتباطاته الفنية العالمية، دون أن يطلب جنسيتها ومات جزائرياً.



مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.