الجيش اللبناني يرفض اتهامات التعامل بـ«استنسابية» مع المظاهرات

TT

الجيش اللبناني يرفض اتهامات التعامل بـ«استنسابية» مع المظاهرات

نفت قيادة الجيش اللبناني اتهامات وجهها الناشطون خلال المظاهرات الأخيرة تحدثت عن استراتيجية جديدة يعتمدها الجيش في التعامل مع المظاهرات، وأكدت قيادة الجيش أن سياستها لم تتبدل وتنطلق في تعاملها مع حرية التعبير عن الرأي ضمن حدود ومعايير واضحة. وأكدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن الأوامر لم تتغير منذ بدء التحركات الشعبية في أكتوبر (تشرين الأول). وفيما ترفض الحديث عن «استنسابية» في التعامل مع المناطق بحيث إن التعليمات هي نفسها معطاة لكل الوحدات في مختلف المناطق، تتحدث عن أعمال شغب أكبر من تلك التي نفذت في مرحلة التحركات الماضية، مما استدعى أحياناً ردة فعل مغايرة من قبل العسكريين الذين وقع بينهم عدد كبير من الجرحى.
وفيما كان الجيش قد تحدث في بيان عن وجود مندسين بين المتظاهرين، تؤكد المصادر أن القرار المتخذ واضح ولم يتغير وهو أن الجيش يحمي حرية التظاهر السلمي لكن في الوقت عينه هناك أمور محددة لا يمكن المس بها وهي الأملاك العامة والخاصة وقطع الطرقات والتعدي على الجيش.
في المقابل يرى البعض تبدلاً في تعامل الجيش مع التحركات منذ بدأت في 17 أكتوبر حتى اليوم، وهو الأمر الذي لا ينفصل عن الضغوط السياسية التي مورست عليه، إضافة إلى وقوع خطأ في تحركات طرابلس الأخيرة حيث سقط قتيل بين المحتجين.
وفي مبادرة حسن نية من قبل الناشطين في طرابلس ولقطع الطريق على أي فتنة مع الجيش، عمدوا إلى توزيع الورود على الضباط والعناصر، مؤكدين أن الجيش خط أحمر، والاحتجاجات موجهة ضد السياسيين والمسؤولين الذين حرموا المدينة من مقومات الصمود وليست ضد المؤسسة العسكرية.
ويقول الناشط السياسي إبراهيم منيمنة لـ«الشرق الأوسط» إنه «في تحركات الأيام الأخيرة يبدو العنف المفرط واضحاً في التعامل مع المتظاهرين، وهي السياسة التي تندرج ضمن سياق القرارات الأخيرة التي تأخذها الحكومة من فك خيام المتظاهرين وغيرها عبر قمع أي تحرك شعبي ضد العهد».
فيما يرى سامي نادر، مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية في بيروت أنه منذ بدء التحركات الشعبية في 17 أكتوبر ظهرت أكثر من صفحة في أسلوب تعامل الجيش اللبناني مع المتظاهرين، وهو ما لا ينفصل عن الضغوط السياسية التي تعرض لها خاصة لجهة الطلب منه الحسم في تعامله مع المحتجين. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه في الأيام الأخيرة بدأ يظهر مشهد من عدم التوازن و«استنسابية» في تعاطي الجيش مع التحركات الشعبية المتجددة، معتبراً أن هذا الأمر قد يعمّق شعور الانقسام بين المناطق ويصعّب المهمة على الجيش ويؤثّر سلباً على علاقة المواطنين به.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».