مشاهير الهند من «الجنس الخشن» في المطبخ

{كورونا} يقلب الأدوار ويدفع الرجال إلى الطهي والتفنن فيه

مشاهير الهند من «الجنس الخشن» في المطبخ
TT

مشاهير الهند من «الجنس الخشن» في المطبخ

مشاهير الهند من «الجنس الخشن» في المطبخ

هذا من بين كثير من التساؤلات التي بدأت في الانتشار داخل المنازل الهندية مع دخول المزيد ثم المزيد من الرجال الهنود إلى مطابخ منازلهم، مع احتلال وباء فيروس كورونا صدارة الأحداث في حياة البشر في كل أرجاء العالم.
يقول عارف سهيل: «عندما بدأ الإغلاق العام، قلت لنفسي عليّ أن أختار بين الطلب من تطبيقات توصيل الطعام إلى المنازل أو أنفض عن كاهلي خيوط العنكبوت وأقتحم المطبخ اقتحاماً»، وكان الطهي من المجالات الغريبة للغاية عليه لدرجة أنه لم يكن على دراية بشكل مطبخ المنزل خاصته، وقال: «كنت أحصل على المكونات التي تطلبها زوجتي مني فحسب ثم أترك باقي العمل لها».
وفي هذه الأيام الهادئة للغاية، يُجري عارف سهيل كثيراً من المكالمات الهاتفية مع والدته ليكتشف من خلالها أساسيات الأطعمة الكشميرية التي يحبها ثم يدعمها ببحثه المطول عنها على الإنترنت (وعلى غرار كل الأمهات، تعاني أمي من عادة عدم تحديد المقاييس الدقيقة للأشياء)، وبالتالي فهو يلجأ إلى الارتجال في الطهي، فإنها طريقة مضمونة مثل المعادلات الكيميائية سواء بسواء، كما يقول.
ومع الإغلاق العام في البلاد، بدأ الزعيم الروحاني سري رافي شانكار معارك الطهي الشرسة لدى الرجال. وبالانتقال إلى «تويتر» كتب الرجل يقول: «ماذا لو أعلنت نساء المنازل الإضراب عن دخول المطبخ يوم الاثنين وتركن المهمة الشاقة للرجال، حيث يمكنهن توجيه الآخرين داخل المنزل، بما في ذلك الأطفال، إلى ممارسة الطهي المنزلي».
وفي بعض الحالات، ربما يكون من العسير تلقين أساليب الطهي عن ممارسة الطهي نفسه، ولكن التحدي يستحق العناء. ولقد أصبح ذلك التحدي محفزاً لكثير من الشباب الذين شرعوا فعلاً في تعلم أساليب وكيفية الطهي والمساعدة داخل المطبخ.
يقول سمير غوبتا: «أحب الطهي كثيراً. ولكن مع جدول العمل اليومي المشحون، قلما تمكنت من الاستمتاع بتلك الهواية. ومع ذلك، فلقد دخلت هذا التحدي مؤخراً. (#دعونا نطبخ). ولذا، فكرت لماذا لا أجرب الأمر بنفسي. ومن ثم سيطرت على المطبخ في منزلي وشرعت في الطهي لأسرتي. وكنت مسروراً إذ استطعت أن أمنح والدتي وزوجتي بعض الراحة مع انشغالي الدائم داخل المطبخ. كما أنني بدأت في تجربة أطباق متنوعة، وبعض منها كان طيباً للغاية وحاز إعجاب الجميع».
في واقع الأمر، هناك تقريباً مسابقة «كبير الطهاة» تجري الآن في كل منزل من منازل الهند، حيث تطلب النساء من الرجال تنفيذ قائمة الطعام المطلوبة لذلك اليوم ويتحول الأطفال إلى هيئة المحلفين للحكم على الطعام، ما إذا كانوا يتقنون طهي الأطباق بامتياز، أو بجودة عادية، أو أنهم يبحثون على «غوغل» أو «يوتيوب» في غفلة من الجميع!
ومع إغلاق المطاعم، وإيقاف أغلب خدمات التوصيل في أضيق الحدود، دفع الخوف من الإصابة بالوباء كثيراً من الشبان والرجال في المنازل إلى دخول المنطقة المحظورة في المنزل، ألا وهي المطبخ، ودفعهم كذلك إلى ارتداء ملابس المطبخ الملونة. وتقدم شبكة الإنترنت، وموقع «غوغل» تحديداً، الكثير ثم الكثير من وصفات الطهي الجديدة في زمن الحجر الصحي القسري. والآن، لدينا مشاهير جدد ينضمون إلى القافلة، وأصبحوا يدرسون كيفية طهي مختلف الوصفات والأطباق اللذيذة.
دشن الشيف الهندي الشهير سارانش غويلا مبادرة رقمية جديدة ومثيرة للاهتمام - حيث ينطلق في بث حي على منصة «إنستغرام» في صباح كل يوم مع أصدقائه الطهاة المشاهير من مختلف المجالات. ويرفع من خلال المبادرة شعار «معزولون لكن مترابطون!».
وتفتح مقاطع الفيديو التي يعرضها نافذة جميلة وتلقي نظرة خاطفة على عادات تناول الطعام لدى الضيوف، إلى جانب بعض وصفات الإفطار البسيطة واللذيذة.
ويقول الشيف غويلا على حسابه على «إنستغرام»: «إن الفكرة الكامنة وراء مبادرة (#صباحكم مع غويلا) هي نشر السعادة بين الجميع في أجواء العزلة الذاتية الراهنة. أيضاً، نحاول تعليم الهواة وتلقينهم النصائح الأساسية حول كيفية الاستمرار داخل المطبخ في أوقات العزل الذاتي. ونقدم نصائح لوجبات الإفطار، وكيفية تعامل الآخرين مع مختلف المواقف - ماذا يأكلون، وكيف يمضون صباحهم يومياً. وهي بالأساس عبارة عن تمارين مجتمعية عبر البث الحي في منصة (إنستغرام) في العاشرة من صباح كل يوم. وتدور الفكرة في جمع الناس على الطهي معاً - كل في منزله، وإبلاغهم بأنهم ليسوا بمفردهم فيما يفعلون داخل منازلهم».
- بريق أمل
هناك عدد قليل ممن تدربوا على عمليات الطهي الفعلية بصورة جيدة وشاركوا صوراً لوصفاتهم المطبوخة اللذيذة. وأشاد سودهير شاه، مهندس تكنولوجيا المعلومات، بوقت الحجر الصحي الذاتي حيث كان سبباً في صقل مهارات الطهي لديه التي أثبتت ثمرتها لديه. وفي حين أن بعضهم لديه توق شديد لتجربة الوصفات الجديدة، فإن هناك البعض الآخر يفضل استكشاف مهاراته الخاصة في طهي الوصفات المعروفة.
وصار من المتداول نشر الإنجازات «المطبخية» على منصة «إنستغرام» على الفور بصرف النظر عما جرى طهيه، ومشاركة الصور بين الأصدقاء والمعارف على المنصة، إذ يتوق الجميع إلى التعليقات المختلفة والإشادات اللطيفة.
- المشاهير من الرجال يطهون أيضاً
كان كثير من المشاهير الذكور في الهند يعرضون صورهم البراقة الساحرة، تلك التي تحولت الآن إلى صور لأعمال الطهي والقيام بالمهام المنزلية.
وشارك الممثل علي فضل مقطع فيديو من وراء الكواليس على صفحته في «تويتر» من مطبخه الذي تحول إلى ما يشبه ساحة القتال المصغرة. ومع ذلك، يمكن للمعجبين إلقاء نظرة خاطفة على الممثل علي الخائف للغاية الذي يختبئ خلف باب المطبخ مع قدر معتبر من الضوضاء الصاخبة في الداخل. وفي المقطع المنشور، يمكن سماع الممثل الهندي وهو يقول إنه لم يكن يعلم أن «إناء الطهي بالضغط» يصدر مثل هذه الضوضاء العالية أثناء الطهي، وحتى ذلك النسيج الشبيه بالرغوة التي يخرج منها.
وقام الممثل الهندي فيفيك أوبروي بتدليل زوجته وأطفاله ببعض الوجبات الشهية من صنع يديه. وفي مقطع الفيديو المنشور على منصات التواصل الاجتماعي، يمكن للمعجبين مشاهدته وهو يرتدي قبعة الشيف الشهيرة، بينما تسجل زوجته اللحظات السعيدة بالكاميرا. ونشر الممثل أوبروي الفيديو بتعليق قال فيه: «طهي العشاء للسيدة الجميلة زوجتي»، وتناولت الزوجة الخيط بتعليقها: «لقد ملأت حياتنا بألوان زاهية ورقيقة».
وتحول لاعب الكريكيت الشهير مايانك اغاروال إلى شيف منزلي شهير. وقال على صفحته في «تويتر»: «لقد توصلت إلى خيار صحي للغاية لتناول وجبة العشاء في المنزل، إنه السبانخ وعيش الغراب من أعمال الشيف مايانك!».
وصار الممثل والمغني ديلجيت دوسانج محبوباً بصورة خاصة لمشاركته الوصفات اللذيذة في مدوناته مع المعجبين. ومن فول الصويا وجبن بانير الهندي الشهير والحمص، كان دوسانج منغمساً في أعمال الطهي المنزلية لصناعة وصفاته المفضلة بأسلوبه الخاص.
ونشر الممثل سيدهارث مالهوترا مقطع فيديو لنفسه وهو يطهي أحد الأطباق، بدءاً من تقطيع المكونات وحتى تزيين الطبق في صورته النهائية. وكتب قائلاً على صفحته: «حسناً، لم يفُت الأوان أبداً لتجربة شيء جديد! وإليكم محاولتي الخاصة في طهي الروبيان بزبدة الثوم المفري، التي جاءت بشكل مدهش ومثير للإعجاب للمرة الأولى في حياتي. حاولوا الاستفادة القصوى من تلك الأوقات التي نقضيها داخل منازلنا يا رفاق وواصلوا تجربة الأشياء الجديدة فإنها مفيدة للغاية».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.