«ميريت» الثقافية: خطاب التسول وجهود سيد إمام في الترجمة

«ميريت» الثقافية: خطاب التسول وجهود سيد إمام في الترجمة
TT

«ميريت» الثقافية: خطاب التسول وجهود سيد إمام في الترجمة

«ميريت» الثقافية: خطاب التسول وجهود سيد إمام في الترجمة

خصصت مجلة «ميريت» الثقافية، الشهرية الإلكترونية التي تصدر عن دار «ميريت» للنشر، في عددها لشهر مايو (أيار) الحالي، ملفاً عن «تطور خطاب التسول في مصر»، تضمن 11 مقالاً لمتخصصين في الثقافة الشعبية وعلم الاجتماع، من بينها: «عطايا صغيرة تدفع بلايا كبيرة... التسول من زوايا مختلفة» للدكتور خالد كاظم أبو دوح، و«علِّمناهم الشحاتة... التسوُّل في الموروث الأدبي» للدكتور خالد أبو الليل، و«شحاذون... ولكن!!» للدكتورة ابتسام سيد علام، و«العبد وسيده على المحطة» للدكتور حمد شعيب، و«التسول الذكي كفعل اجتماعي: من الخدع الجسدية إلى التكنولوجية» للدكتور وليد رشاد زكي، و«التناول السينمائي للتسول والمتسولين» للدكتور كامل كمال، و«التسول وإعادة إنتاج ثقافة الفقر... قراءة سيكوسوسيولوجية» بقلم رشا الفوال.
وضم باب «ثقافات وفنون» ملفاً احتفائياً بالكاتب والمترجم سيد إمام، تضمن حواراً أجراه معه الشاعر عمرو الشيخ بعنوان: «النصوص المترجمة محصلة إبداع المؤلف وجهد المترجم». إضافة إلى مقالين: «يتغذى من وعي مرهف بالعربية... السيد إمام صديقاً وكاتباً» للشاعر صلاح اللقاني، و«سيد إمام... أصح أحاديث الترجمة والنقد» للشاعر عبد الرحيم طايع.
في ملف «السينما»، مقال د. لنا عبد الرحمن بعنوان «فيلم بعلم الوصول... الرسائل في مواجهة الاكتئاب»، وفي «رأي» مقال لعزت القمحاوي بعنوان «عن الكتاب الساذج والكتاب الحكيم»، وفي «كتب» مقالان: «شعرية الانزياح في (لا تلتفت، لنراها)» للشاعرة التونسية سامية ساسي بقلم عبد الله المتقي (من المغرب)، و«تجلي القسوة في (العطر قاطع طريق)» لمسعد محمد أحمد بقلم سمر لاشين.
وتضمن باب «إبداع ومبدعون» ستة مقالات: «جمالية القسوة... رؤية فلسفية لجوهر السيريالية» بقلم نور الشيخ، و«العربة التي تجرُّ على ظهرها الريح... أفكار حول القصيدة بالنثر العربية» بقلم عبد الوهاب الملوح (من تونس)، و«الدرويشة... جماليات المكون الأسطوري في القصة القصيرة» للدكتور محمد سليم شوشة، و«(بيت القبطية) لأشرف العشماوي.. شهودُ الحياة.. شواهدُ المقبرة» بقلم طارق إمام، و«من الغياب يتشكل العالم» قراءة عن ديوان «العيون التي غادرت سريعاً» بقلم أسامة الحداد، و«تراجيديا الذات والآخر في شعر عبيد عباس من خلال ديوان (الشارع)» بقلم زكرياء الزاير (من المغرب).
وتضمن ملف «الشعر» 19 قصيدة لشعراء من مصر والعالم العربي، من بينهم: عاطف عبد العزيز (مصر)، وعبد العظيم فنجان (العراق)، وعيد بنات (الأردن)، وسوسن نوري (الجزائر)، ورحمة السيد عبد القادر (السودان)، وفراس حج محمد (من فلسطين)، وماجدة حسانين، (ليبيا)، ومحمود وهبة (لبنان)، ومحمود طارقي (تونس).
وتضمن ملف «القصة» ثماني قصص لكل من: محسن يونس، وسعيد نوح، ومحمد الفخراني، وسمير الفيل (مصر)، وأحمد عيسى (فلسطين)، ورأفت حكمت (سورية)، وشيرين فتحي، وعزة بوقاعدة (الجزائر).
في باب «نون النسوة» مقال د. أماني فؤاد «الأدب وحقوق المرأة والقانون»، و«سبع رسائل من المطبخ» كتبتها هبة الله أحمد. وفي باب «تجديد الخطاب» مقال د. عصام الدين فتوح بعنوان «الشيخ رفاعة الطهطاوي... رائد النهضة العربية»، ومقال مؤمن سلام بعنوان «علمانية بما لا يخالف شرع الله!».
في باب «حول العالم» ثلاث ترجمات: «روايات أمبرتو إيكو في سياق فكره»... كتبه كريستيان بنتزلد وترجمه د.عادل ضرغام، وترجمت د. ليلى أحمد حلمي مقال توم فليتشر بعنوان «كيف تعاملنا مع جائحة فيروس الكورونا؟»، ونشرت رولا عبيد ترجمة لمقال كتبه هنري فاريل وإبراهام نيومان بعنوان: «هل ستنهي الكورونا العولمة كما عرفناها؟».
وتتكون هيئة تحرير «ميريت الثقافية» من: محمد هاشم المدير العالم، وسمير درويش رئيس التحرير، وعادل سميح نائب رئيس التحرير، وسارة الإسكافي مدير التحرير، ورنا أشرف المنفذ الفني. وصاحبت العدد لوحات الفنان السوري بهرام حاجو.



الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
TT

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونيسكو» على أنه تراث مشترك بين 16 دول عربية.

ويأتي الملف التراثي نتيجة تعاون مشترك بين وزارتي الثقافة والخارجية المصريتين وسائر الدول العربية التي تعد الحناء من العناصر الثقافية الشعبية المرتبطة بمظاهر الفرح فيها، كما تمثل تقليداً رئيساً لمظاهر احتفالية في هذه المجتمعات وهي: السودان، مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، الكويت، فلسطين، تونس، الجزائر، البحرين، المغرب، موريتانيا، سلطنة عمان، اليمن، وقطر.

وتعقد اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعاً يستمر منذ الاثنين الماضي وحتى الخميس 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في أسونسيون عاصمة باراغواي، للبت في إدراج 66 عنصراً جديداً رُشحَت على أنها تقاليد مجتمعية، وفق «اليونيسكو».

وذكّرت المنظمة بأن الحنّة (أو الحناء): «نبتة يتم تجفيف أوراقها وطحنها ثم تحويلها إلى عجينة تُستخدم في دق الوشوم وتحديداً تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف، وتُستعمل أيضاً لصبغ الشعر أو جلب الحظ للأطفال».

الحنة تراث ينتقل بين الأجيال (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

وعللت «اليونيسكو» إدراج الحنّة في قائمة التراث الثقافي غير المادي بأنها «ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسة من حياته، وترافق طقوس استخدام الحنّة أشكال تعبير شفهية مثل الأغنيات والحكايات».

من جهته أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مشيراً إلى أن تسجيل الحناء يُعد العنصر التاسع الذي تضيفه مصر إلى قوائم التراث الثقافي غير المادي منذ توقيعها على اتفاقية 2003، بحسب بيان للوزارة.

وأكدت الدكتورة نهلة إمام رئيسة الوفد المصري أن الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقساً اجتماعياً عريقاً في المجتمعات العربية؛ حيث تُستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة، كما أشارت إلى «ارتباط استخدام الحناء بتقاليد شفهية، مثل الأهازيج والأمثال الشعبية، وممارسات اجتماعية تشمل زراعتها واستخدامها في الحرف اليدوية والعلاجية».

وسلط الملف الذي قُدم لـ«اليونيسكو» بهدف توثيقها الضوء على أهمية الحناء بأنها عنصر ثقافي يعكس الروح التقليدية في المجتمعات المشاركة، وكونها رمزاً للفرح والتقاليد المرتبطة بالمناسبات الاحتفالية وفق الدكتور مصطفى جاد، خبير التراث الثقافي اللامادي بـ«اليونيسكو»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تمثل الحناء واحدة من أهم عناصر تراثنا الشعبي، فهي مرتبطة بمعظم مفردات التراث الشعبي المصري والعربي الأخرى؛ وهي وثيقة الارتباط بالنواحي الجمالية والتزيينية، وأغاني الحناء، فضلاً عن الأمثال والمعتقدات الشعبية، والاستخدامات والممارسات الخاصة بالمعتقدات الشعبية، وتستخدم الحناء في الكثير من طقوسنا اليومية، المتعلقة بالمناسبات السعيدة مثل الزواج والأعياد بشكل عام».

الحنة تراث عربي مشترك (بكسيلز)

وأكد جاد أن التعاون العربي تجاه توثيق العناصر التراثية يعزز من إدراج هذه العناصر على قوائم «اليونيسكو» للتراث اللامادي؛ مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، وقال: «تثمن (اليونيسكو) عناصر التراث الشعبي المشتركة بين الدول، وقد سبق تسجيل عناصر النخلة، والخط العربي، والنقش على المعادن المشتركة بين مصر وعدة دول عربية؛ مما يؤكد الهوية العربية المشتركة».

وأضاف: «نحن في انتظار إعلان إدراج عنصر آخر مشترك بين مصر والسعودية على القوائم التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بـ(اليونيسكو) اليوم أو غداً، وهو آلة السمسمية الشعبية المعروفة».

وكانت بداية الحناء في مصر القديمة ومنها انتشرت في مختلف الثقافات، خصوصاً في الهند ودول الشرق الأوسط، حتى صارت ليلة الحناء بمثابة حفل «توديع العزوبية» في هذه الثقافات، وفق عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأدلة الأثرية والتحاليل العلمية وثقت دور الحنة باعتبارها مادة أساسية ذات أهمية كبيرة في الحياة اليومية للمصريين القدماء»، وتابع: «بخلاف استخدامها في الأغراض التجميلية مثل صبغ الشعر، فقد تمت الاستعانة بها في الطقوس الجنائزية؛ إذ يعتقد استخدامها في التحنيط، كما كانت جزءاً من الممارسات الروحية لتحضير المومياوات للحياة الآخرة، فضلاً عن صبغ الأقمشة والجلود».

ارتبطت الحناء بالمناسبات والأعياد (بكسيلز)

الفنان العُماني سالم سلطان عامر الحجري واحد من المصورين العرب الذين وثقوا بعدستهم استخدام الحنة في الحياة اليومية، وسجّل حرص الجدات على توريثها للأجيال الجديدة من الفتيات الصغيرات، يقول الحجري لـ«الشرق الأوسط»: «الحنة في سلطنة عمان هي رمز للفرحة، ومن أهم استخداماتها تزيين النساء والأطفال بها في عيد الفطر، حيث عرفت النساء العربيات منذ القدم دق ورق الحناء وغربلته ونخله بقطعة من القماش وتجهيزه، مع إضافة اللومي اليابس (الليمون الجاف)، لمنحها خضاب اللون الأحمر القاتم، وذلك قبل العيد بعدة أيام، ثم يقمن بعجن الحناء المضاف له اللومي الجاف بالماء، ويتركنه لفترة من الوقت، وقبل النوم يستخدمن الحناء لتخضيب اليدين والرجلين للنساء والفتيات».