في مرحلة ما خلال الأيام المقبلة، ستتلقى المجموعة العلمية الحكومية للطوارئ مقترحات لإعادة الحياة الرياضية في بريطانيا إلى سابق عهدها. ورغم أنني أتفهم حقيقة أنه لا يزال يجري دراسة التفاصيل الصغيرة المتعلقة باستئناف النشاط الرياضي من قبل مجموعة عمل رياضية، فإن الخطوات الأكبر والأوسع نطاقا – استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، وسباقات الخيول والكريكيت بدون جمهور، مع إجراء اختبارات دورية لفيروس كورونا المستجد – تخضع للدراسة أيضا منذ عدة أسابيع.
ومهما حدث بعد ذلك في هذه الأوقات المضطربة، فمن المفترض أن الدوري الإنجليزي الممتاز لن يصاب بأذى وسيتم استئنافه. صحيح أن الأمر قد ينتهي بحصول اللاعبين على مكافآت وعائدات مالية أقل، وصحيح أن قيمة صفقات انتقالات اللاعبين وعائدات البث التلفزيونية ستنخفض، لكن عندما يتم استئناف المباريات مرة أخرى، فستعود العائدات المالية مرة أخرى وسيجذب الدوري الإنجليزي الممتاز أنظار الجميع مرة أخرى.
في الواقع، أن الأنشطة الرياضية الأخرى هي التي يجب أن نشعر بالقلق حيالها، نظرا لأنه في الوقت الحالي تلوح في الأفق السحابة الاقتصادية الأكثر قتامة في حياتنا، ولست متأكداً من أننا قد استوعبنا العواقب المحتملة على عالم الرياضة، وعلينا نحن شخصيا.
وقد لاحظ الأكاديميون منذ فترة طويلة «تأثير الركود»، حيث ينخفض النشاط الرياضي بين الجمهور خلال أوقات الانكماش الاقتصادي، لأن الناس يكونون أقل قدرة على دفع المقابل المادي لمتابعة الرياضات الجماعية أو الحصول على عضوية في الصالات الرياضية - أو يشعرون بالقلق ببساطة بسبب الصعوبات المالية. لكن عندما تحدثت إلى شخصية رائدة في عالم الرياضة في نهاية هذا الأسبوع، فقد حذر من «خطر جسيم» من أن الكثير من البنية التحتية التي تمكننا من ممارسة الرياضة قد لا تبقى على قيد الحياة لمدة 18 شهراً، وهي المدى المتوقع أن يستغرقه الأمر من أجل الوصول إلى علاج لهذا الفيروس.
وتعاني العديد من سلاسل الترفيه والصالات الرياضية بالفعل من مشاكل مالية هائلة. ومؤخرا، حذرت مؤسسة «يو كيه أكتيف»، التي تمثل أكثر من 3500 صالة رياضية تجارية ومركز ترفيه مجتمعي، من أن الملاك «يجبرون صالات الألعاب الرياضية على دفع الإيجار خلال فترة التوقف بسبب فيروس كورونا» – وأن هناك «عددا متزايدا من الحالات التي هدد فيها الملاك باتخاذ إجراءات قانونية ضد المستأجرين في حال التوقف عن دفع الإيجار».
ولا يبدو أن المجالس المحلية ستكون قادرة على التدخل لحل هذه المشكلة، نظرا لأن التخفيضات الضخمة في ميزانيات المجالس المحلية خلال سنوات التقشف جعلت من الصعب عليها أداء مهامها القانونية، مثل رعاية الأطفال وأصحاب المعاشات المعرضين للخطر، ناهيك عن توفير المتنزهات وأحواض السباحة ومراكز الترفيه. في الواقع، في بعض الحالات كانت المجالس المحلية هي التي تطالب الصالات الرياضية بالاستمرار في دفع إيجاراتها في هذه الظروف الصعبة!
وفي غضون ذلك، ووفقاً لأحد التقارير الحديثة، فقد تم بيع أكثر من 200 ملعب كرة قدم مدرسي وإغلاق 700 ملعب مملوك للمجالس المحلية منذ عام 2010 - في حين تم بيع ما يقرب من 700 ملعب تنس كان متاحا للجمهور العادي وأكثر من 80 ملعباً للكريكيت كان مخصصا لتلاميذ المدارس. إنه أمر سيئ للغاية بكل تأكيد. لكن ماذا سيكون تأثير ذلك على الأطفال الذين قد يحرمون من دروس التربية الرياضية وممارسة الأنشطة الرياضية لشهور؟ من المرجح أن يكون لجميع هذه القضايا تأثيرات أكبر مما كنا نعتقد. وإذا خرجت مراكز الترفيه من الأعمال التجارية، على سبيل المثال، فهذا يعني انخفاض عدد الملاعب التي كان المواطنين يلعبون عليها مثل كرة الريشة أو كرة الشبكة، أو السباحة أو ممارسة اليوغا لكبار السن عندما تعود الأشياء إلى طبيعتها.
إننا نعلم أيضاً أن العادات يمكن أن تتغير بسهولة، فهل تعلمون ما هو ثالث أكثر نشاط رياضي كان يتم ممارسته في المملكة المتحدة عام 1977 بعد المشي والسباحة؟ لقد كانت لعبة البلياردو - حيث قال 9.3 في المائة من البالغين في الاستطلاع السنوي للأسر إنهم كانوا يمارسون البلياردو بانتظام. وحلت لعبة الرشق بالسهام في المركز الرابع، حيث قال 5.8 في المائة من الأسر إنهم كانوا يمارسون تلك اللعبة.
وفي عام 1977 أيضا، قال 3.3 في المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع إنهم حافظوا على ممارسة الرياضة لتحسين لياقتهم أو مارسوا اليوغا في الأسابيع الأربعة السابقة، في حين قال 2.7 في المائة إنهم لعبوا كرة القدم، و1.9 في المائة قالوا إنهم حافظوا على رياضة ركوب الدراجات. وفي الوقت الحاضر، فقد تغيرت الأمور كثيرا، حيث بات الكثير منا يركب الدراجات أو يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية. وبات لدينا أيضاً فهم أفضل لكيفية تأثر الجسم والعقل بصورة إيجابية من ممارسة الأنشطة الرياضية. لكن هناك مخاوف مفهومة من أن يؤدي هذا الركود الاقتصادي وانخفاض عدد المرافق المناسبة وقلة النشاط إلى أن تصبح المملكة المتحدة دولة رياضية ذات مستويين.
وبالمناسبة، قيل لي بأن أي قرار يؤثر على الرياضة لن يؤخذ بمعزل عن القرارات الأخرى. لكن كيف ستتأثر الرياضة بتخفيف بعض الإجراءات والقيود على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة؟ تشير بعض التقارير إلى أنه قد يتم تخفيف هذه الإجراءات في يونيو (حزيران)، وربما في وقت لاحق. لكن بينما أتوقع أن يعود بعض السابقات ويعود الدوري الإنجليزي الممتاز بدون جمهور في وقت قريب، فإن الافتراض العملي لمعظم العلماء وكبار الرياضيين الذين أتحدث إليهم هو أنه لن تكون هناك ملاعب مكتظة بالجماهير مرة أخرى حتى العام المقبل.
وقد يكون ذلك مدمرا، بالطبع، لرياضات مثل دوري الرغبي وألعاب القوى وكرة السلة. وتعتمد التصفيات النهائية لدوري كرة السلة البريطاني، على سبيل المثال، على مبيعات التذاكر التي تشكل نحو ثلث دخل الأندية. وستتعرض ألعاب القوى في المملكة المتحدة أيضاً لضربة مالية كبيرة إذا تم إلغاء سباق الجائزة الكبرى لألعاب القوى، المقرر إقامته في يوليو (تموز) المقبل.
وفي الوقت نفسه، تسلط مؤسسة «سبورت إنغلاند» الضوء بالفعل على تدنى النشاط الرياضي للمجموعات الاجتماعية والاقتصادية الأقل خلال فترات الأوبئة – حيث تظهر الأبحاث بالفعل أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض يجدون صعوبة أكبر من المعتاد في ممارسة الأنشطة الرياضية. وخلال الأسبوع الماضي، حث الرئيس التنفيذي للمؤسسة الرياضية، تيم هولينغسورث، الرياضة على البدء في التفكير بشكل جماعي بشأن كيفية الحفاظ على رفاهية الأمة بعد القضاء على الوباء، لكن يبدو أن مثل هذا النقاش لن يبدأ قريبا في حقيقة الأمر!
كرة القدم ستحيا من جديد... لكن رياضات أخرى ستواجه صراعاً من أجل البقاء
عندما يتم استئناف الدوري الإنجليزي الممتاز ستعود العائدات المالية مرة أخرى إلى جميع الأطراف
كرة القدم ستحيا من جديد... لكن رياضات أخرى ستواجه صراعاً من أجل البقاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة