ليبيا تسجل وفاة جديدة بالفيروس وتحذير من «انفلات الحظر»

مصراطة
مصراطة
TT

ليبيا تسجل وفاة جديدة بالفيروس وتحذير من «انفلات الحظر»

مصراطة
مصراطة

وسط تحذيرات من تجاهل المواطنين لإجراءات حظر التجول، سجلت ليبيا ثالث حالة وفاة بـ«كوفيد-19»، في وقت يتجه المركز الوطني لمكافحة الأمراض في البلد إلى وضع آليات للبدء في مسوحات طبية شاملة للكشف عن الوباء «بهدف معرفة سلوكيات الفيروس، وطبيعة تنقله بين المواطنين».
ولم تسجل ليبيا إصابات جديدة بالفيروس، باستثناء 61 حالة سُجّلت سابقاً، وغالبيتهم في مدن غرب البلاد، وقد تعافى منهم 15 حالة. وقالت وزارة الصحة بحكومة «الوفاق» إن الحالة الثالثة التي توفيت بـ«كورونا»، مساء أول من أمس، لم تستجب للأدوية والمضادات الحيوية التي تلقتها منذ إدخالها المستشفى.
وأوضح الدكتور توفيق حريشة، مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحة، أمس، أن المريضة توفيت بمركز العزل، وهي سيدة مسنة تبلغ من العمر 92 عاماً، وكانت مخالطة لحالة الوفاة الثانية بفيروس «كورونا»، منوهاً بأنه تم إيواء الحالة منذ 10 أيام في العزل الصحي، بعد أخذ عينات منها وظهورها إيجابية، وتم وضعها تحت الملاحظة الطبية حتى دخلت في وضع حرج ووافتها المنية.
وبدا أن المواطنين في ليبيا اطمأنوا إلى انحسار الفيروس، فبدأوا يضيقون ذرعاً بإجراءات حظر التجول، وأظهروا عدم التزامهم بالإجراءات التي حددتها السلطات التنفيذية في البلاد، وهو ما أقلق الأجهزة الطبية، ودفعها لحث المواطنين على ضرورة الالتزام بالأوقات المقررة للحظر، والحد من حالة الانفلات التي تشهدها الشوارع والأسواق التجارية. وفي هذا الإطار، حذرت بلدية مصراتة، في بيان أمس، من تبعات عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة فيروس «كورونا»، وقالت إنه في «حال خرج الأمر عن السيطرة، في ظل عدم التزام المواطنين، فإنه سيصعب تقديم الخدمات الصحية المطلوبة، نظراً لأن البنية التحتية لقطاع الصحة في البلاد ما زالت في حدها الأدنى».
وطالبت البلدية «جميع المواطنين بضرورة الالتزام بحظر التجول المفروض»، داعية الأجهزة الأمنية باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات حيال المخالفين.
وفي السياق ذاته، أطلق المركز الوطني لمكافحة الأمراض، ضمن خطته التوعوية التي تنفذها لجنة التواصل والإعلام الصحي، الخميس، برنامجاً تلفزيونياً باسم «مع الطبيب»، يسلط الضوء من خلال استضافة مختصين على مستجدات ملف «كورونا» المستجد، بالإضافة إلى التعريف بالأمراض المزمنة التي يعاني منها الأشخاص خلال شهر رمضان.
وناقش المركز، في اجتماع عقده مساء أول من أمس، كيفية وضع آلية لإجراء مسوحات طبية شاملة للكشف عن الفيروس، كما بحث «آلية العمل لتقليل خطر انتشار الفيروس، خاصة في المرحلة المقبلة، خلال دخول الليبيين العالقين بالخارج، وعودتهم إلى البلاد».
وكانت الهيئة الطبية الاستشارية لمكافحة «كورونا» بالحكومة الموازية في شرق البلاد قد بدأت في تنفيذ البرنامج التدريبي الذي يستهدف إجراء مسوح عشوائية في بنغازي، لمعرفة حقيقة الوضع الوبائي بالمدينة، وما إذا كان فيروس «كورونا» منتشراً فيها أم لا، إلى جانب اكتشاف مدى اكتساب المواطنين مناعة ضد الفيروس، أو ما يعرف بـ«مناعة القطيع».
وفي إطار استكمال عودة المواطنين العالقين بالخارج، أعلنت مديرية أمن شحات (شمال شرقي ليبيا)، مساء أول من أمس، وصول الدفعة الثانية من أبناء المدينة الذين كانوا قد علقوا في مصر إلى منفذ إمساعد البري.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.