أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أنها تأمل بتلقي دعوة من بكين للمشاركة في تحقيقاتها بشأن «المصدر الحيواني» لفيروس «كورونا» المستجد. وقال المتحدث باسم الهيئة الدولية طارق ياساريفيتش، إن «منظمة الصحة العالمية ستكون متحمسة للعمل مع الشركاء الدوليين، وبدعوة من الحكومة الصينية للمشاركة في التحقيق بشأن المصادر الحيوانية» للفيروس، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
جاء ذلك في الوقت الذي توقعت فيه دراسة أميركية أن يستمر انتشار وباء «كوفيد- 19» لفترة طويلة تتراوح بين 18 شهراً وعامين، مستبعدة السيطرة عليه دون تطوير ثلثي سكان العالم مناعة ضده. ورجَّحت دراسة مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، أن تكون السيطرة على «كورونا» أصعب من الإنفلونزا التي كانت وراء غالبية الأوبئة في التاريخ الحديث، بسبب قدرة مصابين لم يظهروا أي أعراض مرضية على نقل العدوى. ونقلت «بلومبيرغ» أن «المصابين قد يكونون في الواقع في أشد حالات العدوى قبل ظهور الأعراض عليهم».
ودعا الخبراء في دراستهم الولايات المتحدة للاستعداد للسيناريو الأسوأ الذي يتضمن موجة ثانية ضخمة من الإصابات بفيروس «كورونا» في فصلي الخريف والشتاء، محذرين من أن مزيداً من الأشخاص سيموتون «في أفضل السيناريوهات»، وفق شبكة «سي إن إن».
وشارك في كتابة الدراسة كل من مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، مايك أوسترهولم، وعالم الأوبئة في جامعة هارفارد، مارك ليبسيتش، والمديرة في مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية، كريستين مور، والمؤرخ جون بيري الذي نشر كتاباً في عام 2004 تناول انتشار الإنفلونزا في عام 1918.
ونقلت شبكة «سي إن إن» عن أوسترهولم، قوله إن الفيروس «لن يتوقف حتى يصيب 60 إلى 70 في المائة من الناس»، بينما شدد الخبراء الذين شاركوا في الدراسة على أن «تتضمن الرسائل التي يوجهها المسؤولون الحكوميون لمواطنيهم مفهوم أن هذا الوباء لن ينتهي قريباً، وأن الناس بحاجة إلى الاستعداد لاحتمال ظهور المرض مرة أخرى على مدار العامين المقبلين». ورجَّحوا أن يستمر الفيروس في الانتشار عبر موجات عدَّة قد تستمر حتى عام 2022، أي «حتى تطور المجتمعات مناعة القطيع»، مستندين في توقعاتهم على نماذج مقدمة من مراكز بحثية في جامعة واشنطن الأميركية، وكلية «إمبيريال» في لندن، والتي أظهرت أرقامها أن الفيروس سيتسبب في وفاة الملايين.
وفي حين تسارع مختبرات العالم إلى صنع لقاحات قد تكون متاحة بكميات صغيرة في وقت مبكر من هذا العام، فإن إتاحتها بشكل واسع قد يستغرق شهوراً. رغم ذلك، لفتت الدراسة إلى أن كميات كبيرة من اللقاحات ضد جائحة إنفلونزا 2009 - 2010 لم تكن متاحة إلا بعد أن تجاوز المرض ذروته في الولايات المتحدة، إلا أن الكميات الصغيرة المتاحة مبكراً حالت دون إصابة 1.5 مليون حالة ووفاة 500 شخص.
«الصحة العالمية» تطلب من بكين دعوتها للتحقيق في مصدر الفيروس
دراسة أميركية تتوقع استمرار الوباء سنتين
«الصحة العالمية» تطلب من بكين دعوتها للتحقيق في مصدر الفيروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة