الاقتصاد الأميركي يفقد خُمس قوته العاملة

30.3 مليون عامل تم تسريحهم خلال ستة أسابيع في ظل «كوفيد ـ 19»

الاقتصاد الأميركي يفقد خُمس قوته العاملة
TT

الاقتصاد الأميركي يفقد خُمس قوته العاملة

الاقتصاد الأميركي يفقد خُمس قوته العاملة

أعلنت وزارة العمل الأميركية أن سوق العمل فقدت حولي 3.8 مليون وظيفة في الأسبوع الماضي، المنتهي في 25 أبريل (نيسان)، ليبلغ بذلك العدد الإجمالي لعدد العمال الذين تم تسريحهم بسبب جائحة كورونا حوالي 30.3 مليون عامل، خلال الأسابيع الستة الماضية فقط. ويمثل هذا العدد ما يقرب من 18.6 في المائة من القوى العاملة الأميركية، وهي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تشهد فيها سوق العمل هذا العدد الضخم من تسريح العمالة.
ورغم أن معدل البطالة يمكن أن يتحول بشكل سريع مع عودة الاقتصاد، إلا أن التحدي الذي يقلق الاقتصاديين هو كيف يمكن للاقتصاد أن يتعافى بالسرعة المرجوة في ظل ارتفاع معدلات البطالة، التي تؤثر بشكل مباشر على القوة الشرائية للمستهلكين. وحذرت وزارة التجارة الأميركية، في تقرير لها أمس، من أن ارتفاع البطالة سيؤثر بشكل كبير على الدخل وإنفاق المستهلكين، وهو أكبر محرك للاقتصاد، مشيرة إلى أن دخول الأفراد انخفضت بنسبة 2 في المائة خلال الأسابيع الماضية، وصاحب ذلك انخفاض في نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 7.5 في المائة في مارس (آذار). ويتوقع الاقتصاديون أن يصل معدل البطالة إلى 14 في المائة خلال شهر أبريل، وسيكون هذا هو المعدل الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات الشهرية لسوق العمل في عام 1948. ومن المتوقع أن تصدر وزارة العمل تقريرها الشامل عن البطالة لشهر أبريل الأسبوع المقبل. ورغم أن الولايات المتحدة سجلت أعلى نسبة بطالة خلال فترة الكساد الكبير، الذي بدأ عام 1292. والتي بلغت ذروتها عند 24.9 في المائة في عام 1933. إلا أنه بالنظر إلى الأرقام دون النسب، سنجد أن خسائر سوق العمل الأميركية بسبب جائحة كورونا هي الأكبر على الإطلاق.
من جانبه، قال رئيس البنك المركزي الأميركي (الاحتياطي الفيدرالي)، جيروم باول، إنه سيكون هناك بعض الوقت حتى يعود معدل البطالة إلى ما كان عليه في فبراير (شباط)، والذي بلغ 3.5 في المائة، مشيرا إلى أن عودة سوق العمل والمدة التي سيستغرقها الانخفاض في معدل البطالة ستعتمد على شكل ووتيرة الانتعاش الاقتصادي المرتقب. ورغم بدء العد التنازلي لتخفيف القيود المفروضة في العديد الولايات الأميركية، إلا أن نزيف الاقتصاد الوطني بسبب الفيروس التاجي ما زال مستمرا، حيث تعاني العديد من القطاعات، خاصة السياحة، من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة. ومن المرجح أن تستمر خسائر سوق العمل الأميركية خلال الأسبوعين المقبلين، قبل أن يبدأ الاقتصاد في استعادة عافيته. وحتى الآن، شهدت ولايتا كنتاكي وجورجيا أكبر فقدان للوظائف بشكل عام، بينما كانت هاواي الأكثر تضررا على الإطلاق، حيث قدم حوالي 29 في المائة من العمال في الولاية مطالبات إعانات بطالة بعد أن تم تسريحهم بسبب انهيار صناعة السياحة.
من ناحية أخري، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الخميس، أنه يخطط لتوسيع نطاق الإقراض للشركات المتوسطة بشكل مباشر، في إطار برنامج «إقراض الشارع الرئيسي». وقدم مسؤولو الفيدرالي مخططاً لكيفية عمل برنامج الشارع الرئيسي، والذي بمقتضاه سيقدم البنك قروضاً مباشرة للشركات، تصل إلى 500 ألف دولار، وسيوسع نطاق الأهلية بحيث يمكن للشركات الكبرى التقدم. ويعد البرنامج الذي أعلن عنه الاحتياطي الفيدرالي لأول مرة في 23 مارس، جزءاً من حملة البنك المركزي الأوسع للحفاظ على تدفق الائتمان والسيولة إلى الاقتصاد. ولم يحدد البنك بعد موعداً لبدء البرنامج.



تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)
ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)
TT

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)
ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

مع تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة -كندا والمكسيك والصين- من المرجح أن تشهد بعض الصناعات والقطاعات الرئيسة تأثيرات كبيرة نتيجة لهذه السياسات. ومع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

وتشمل هذه الشركات مجموعة واسعة من الصناعات، بدءاً من صناعة السيارات وصولاً إلى التكنولوجيا والإلكترونيات، وكذلك شركات السلع المعبأة، وفق «رويترز».

وفيما يلي الشركات التي لها وجود صناعي في المكسيك والتي قد تتأثر بهذه السياسة:

- شركات صناعة السيارات

«هوندا موتور»: تصدر 80 في المائة من إنتاجها في المكسيك إلى السوق الأميركية. وقد حذر مدير العمليات شينجي أوياما في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) من أنه سيتعين على الشركة التفكير في نقل الإنتاج إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية دائمة على السيارات المستوردة من المكسيك.

«نيسان موتور»: تمتلك مصنعين في المكسيك حيث تصنع طرازات «سنترا» و«فيرسا» و«كيكس» الموجهة للسوق الأميركية. وقد أنتجت نحو 505 آلاف سيارة في المكسيك في الأشهر التسعة الأولى من 2024، لكن الشركة لا تكشف عن عدد السيارات التي تم تصديرها إلى السوق الأميركية.

رجل يلتقط صوراً داخل سيارة «نيسان أرمادا 2025» في معرض لوس أنجليس للسيارات (رويترز)

«تويوتا موتور»: لديها وجود أصغر في المكسيك، حيث تصنع فقط شاحنة «تاكوما» في مصنعين هناك. باعت أكثر من 230 ألفاً منها في الولايات المتحدة في 2023، ما يمثل نحو 10 في المائة من إجمالي مبيعاتها في السوق الأميركية. وكانت «تويوتا» تنتج «التاكوما» في الولايات المتحدة ولكنها الآن تشحنها جميعاً من المكسيك.

«مازدا»: صدرت نحو 120 ألف سيارة من المكسيك إلى الولايات المتحدة في 2023. وقال رئيس «مازدا»، ماساهيرو مورو، في 7 نوفمبر إن قضية الرسوم الجمركية «ليست مشكلة يمكن حلها من قبل الشركات الفردية»، وإن الشركة ستدرس التفاصيل بعناية قبل اتخاذ قرارها.

«كيا كورب»: التابعة لشركة «هيونداي موتور» الكورية الجنوبية، تمتلك مصنعاً في المكسيك يصنع سياراتها الخاصة وعدداً قليلاً من سيارات «سانتا في» لتصديرها إلى الولايات المتحدة.

- شركات صناعة السيارات الألمانية

«فولكس فاغن»: مصنعها في بويبلا هو أكبر مصنع سيارات في المكسيك وأحد أكبر مصانع مجموعة «فولكس فاغن». تم إنتاج نحو 350 ألف سيارة في 2023، بما في ذلك طرازات «غيتا» و«تيغوان» و«تاوس»، وكلها مخصصة للتصدير إلى الولايات المتحدة.

مصنع «فولكس فاغن» في ساو برناردو دو كامبو ولاية ساو باولو البرازيل (رويترز)

«أودي»: مصنعها في سان خوسيه تشيابا يصنع طراز «كيو 5» ويعمل فيه أكثر من 5 آلاف شخص. وقد أنتج نحو 176 ألف سيارة في 2023، وفقاً لموقع الشركة، في النصف الأول من 2024، وتم تصدير نحو 40 ألف سيارة إلى الولايات المتحدة.

«بي إم دبليو»: مصنعها في سان لويس بوتوسي ينتج طرازات «3» و«2 كوبيه» و«إم 2»، مع تصدير معظم الإنتاج إلى الولايات المتحدة والأسواق العالمية الأخرى. واعتباراً من عام 2027، ستنتج خط طراز «نيو كلاس» الكهربائي بالكامل.

- موردو «تسلا»

شجعت «تسلا» مورديها الصينيين على إقامة مصانع في المكسيك في 2023 لتزويد مصنعها العملاق في المكسيك. وكانت «تسلا» تخطط لبدء الإنتاج في المكسيك في بداية 2025 لكنها قامت بتوجيه خطط التوسع بشكل كبير إلى مصنعها في تكساس.

سيارات «تسلا سايبرترك» متوقفة خارج معرض لوس أنجليس للسيارات (رويترز)

- شركات صناعة السيارات والموردون الصينيون

تعد بعض شركات تصنيع مكونات السيارات الصينية، مثل شركة «يانفينغ للسيارات الداخلية» المتخصصة في صناعة المقاعد، من الشركات التي كانت قد أقامت منشآت إنتاجية في المكسيك على مدار سنوات عدة. وقد تم ذلك لتوريد مكونات لصالح شركات تصنيع السيارات الكبرى مثل «جنرال موتورز» و«تويوتا»، اللتين نقلتا جزءاً من طاقتهما الإنتاجية إلى المكسيك بهدف تقليل التكاليف.

أما شركة «بي واي دبليو»، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية في الصين، فقد كانت تبحث عن مواقع لإنشاء مصنع في المكسيك. ولكنها أكدت مراراً أن هذا المصنع سيكون موجهاً فقط لخدمة السوق المكسيكية المحلية ولن يكون مخصصاً لإنتاج سيارات يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، دخلت شركة «جاك موتورز»، منذ عام 2017، في مشروع مشترك مع شركة «جاينت موتورز» في المكسيك لتجميع السيارات تحت علامة «جاك» التجارية. وفي أغسطس (آب)، أعلنت شركة «إم جي»، المملوكة لشركة «سايك» موتور، عن خطط لبناء مصنع في هذا البلد.

- «فوكسكون»

تقوم شركة «فوكسكون»، أكبر شركة لتصنيع الإلكترونيات في العالم، ببناء مصنع ضخم لخوادم الذكاء الاصطناعي في المكسيك بالتعاون مع شركة «إنفيديا». ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في أوائل عام 2025، حيث سيتم تصنيع خوادم مبردة بالسوائل تحتوي على رقائق الذكاء الاصطناعي من عائلة «بلاكويل» الجديدة والمتطورة من «إنفيديا».

- «لينوفو»

تنتج شركة «لينوفو» الصينية، المتخصصة في صناعة الكمبيوتر، الخوادم ومنتجات مراكز البيانات الأخرى في منشأة كبيرة في مونتيري التي قامت بتوسيعها في عام 2021. وقالت الشركة في ذلك الوقت إن جميع منتجات مراكز البيانات الخاصة بها للسوق في أميركا الشمالية يتم تصنيعها في هذه المنشأة.

- «إل جي إلكترونيكس»

تصنع شركة «إل جي إلكترونيكس» الكورية الجنوبية أجهزة التلفزيون والأجهزة المنزلية وقطع غيار السيارات الكهربائية في منشآتها بالمكسيك. وفي 26 نوفمبر، أكدت الشركة أنها تراجع خياراتها بما في ذلك التعديلات المحتملة في السياسات التجارية المتعلقة بالرسوم الجمركية.

- «سامسونغ إلكترونيكس»

تقوم شركة «سامسونغ إلكترونيكس» الكورية الجنوبية بتصنيع أجهزة التلفزيون والأجهزة المنزلية في المكسيك، وتصدر هذه المنتجات إلى الولايات المتحدة.

جناح سامسونغ خلال معرض «سي إي إس 2023» في لاس فيغاس نيفادا (رويترز)

- شركات السلع المعبأة

تُظهر البيانات أن شركتي «بروكتر آند غامبل» و«يونيليفر» من بين الشركات الكبرى في قطاع السلع المعبأة التي قد تتأثر بالرسوم الجمركية على الواردات من المكسيك. ووفقاً لمزود بيانات الاستيراد «إمبورت ييتي»، فإن نحو 10 في المائة من شحنات «بروكتر آند غامبل» في الأشهر الثلاثة حتى نهاية سبتمبر (أيلول) كانت من المكسيك. كما أن نحو 2 في المائة من واردات «يونيليفر» البحرية إلى الولايات المتحدة تأتي من المكسيك.

وقد استثمرت كل من هذه الشركات، بالإضافة إلى مجموعات استهلاكية كبيرة أخرى مثل «بيبسيكو» وشرائح «ليز»، مئات الملايين من الدولارات في سلاسل التوريد المكسيكية الخاصة بها.