تركيا «دولة أوتوقراطية» للمرة الأولى

دراسة حول الديمقراطية تنتقد القيود الواسعة على حرية الصحافة و{التجاهل الصارخ} للحقوق المدنية

TT

تركيا «دولة أوتوقراطية» للمرة الأولى

تحولت تركيا في السنوات الماضية إلى دولة أوتوقراطية للمرة الأولى بحسب تصنيف معهد برتلسمان الألماني الذي يصدر تقريراً دورياً كل عامين منذ عام 2004، يرصد فيه نسبة الديمقراطية في 137 دولة. وبحسب هذا المعهد، فإن تركيا مرت بعملية مطولة لتفكيك الديمقراطية فيها. وتشير الدراسة إلى أن مثال تركيا يوضح «كيف أن النظام السياسي المصمم بشكل متزايد لأهواء شخصية في مراكز قيادية، يسلب نفسه من الخطاب النقدي والأفكار البديلة، وفي نهاية المطاف من الابتكار والمرونة».
وقال هوكيه هارتمان، خبير من المعهد شارك في إعداد التقرير، بأنه «تم تصنيف تركيا على أنها دولة أوتوقراطية للمرة الأولى بسبب القيود الواسعة التي فرضتها على حرية الصحافة، والتجاهل الصارخ للحقوق المدنية وإلغاء فصل السلطات».
وتلاحظ الدراسة كذلك بأن أداء الحوكمة تراجع بشكل كبير في تركيا و41 دولة أخرى في السنوات العشرة الماضية، من بينها دول أوروبية مثل المجر، وأيضاً الهند التي تفخر بتسمية نفسها أكبر ديمقراطية بالعالم. وإلى جانب هذه الدول، عددت الدراسة بولندا والبرازيل التي انتخبت يمينياً متطرفاً للرئاسة في نهاية عام 2018.
ويمكن بحسب معهد برتلسمان، لأزمة «كورونا»، أن تساهم بزيادة هذه النزعات الأوتوقراطية لدى بعض الدول. وفي أوروبا مثلاً، أثار رئيس الحكومة المجري فيكتور أوربان موجة انتقادات واسعة في بلده وفي الاتحاد الأوروبي بسبب إدخاله تعديلات تسمح له بالحكم منفرداً فعلياً لأجل غير مسمى، بحجة مكافحة وباء كورونا.
وقيّم المعهد الدول الـ137 في هذه الدراسة الوحيدة من نوعها في العالم، من مطلع عام 2017 وحتى مطلع عام 2019، ويساعد في جمع المعلومات التي يبنى التقرير عليها، قرابة الـ280 خبيراً، منتشرون في أكثر من 120 دولة. وتعتمد الدراسة على نظام نقاط معقد لكي تقيس مستوى الديمقراطية في الدول. والدولة التي يحصل على نقاط بين 8 و10 تعد دولة ديمقراطية، بينما الدول التي تحصل على 6 إلى 8 تعتبر أنها تعاني من خلل في الديمقراطية مثل المجر وبولندا، بينما كل الدول الأخرى التي تحصل على نقاط أقل من 6 تعد أوتوقراطية (أي تسيطر عليها حكم الرجل الواحد) أو أنها تعاني من خلل كبير في الديمقراطية.
ومن بين الدول الـ137 التي ضمتها الدراسة، فقد تم تصنيف 63 منها كأوتوقراطية منها إلى جانب تركيا، بنغلادش مثلاً. بينما صنفت 74 دولة على أنها ديمقراطية، منها لبنان وبولندا والمجر. هذا يعني بأن عدد السكان الذين يعيشون في ظل الحكم الأوتوقراطي هو أكثر من الذي يعيشون في ديمقراطيات، ويبلغ عدد التصنيف الأول (أوتوقراطية) 3.4 مليار شخص، بينما الثاني (ديمقراطية) 3.2 مليار شخص. ورغم أن لبنان تم تصنيفه على أنه من بين الدول الديمقراطية، فإنه صنف كذلك من بين الدول الفقيرة التي تعاني من فشل في الحكم.
وأشارت الدراسة كذلك إلى أن الفقر وعدم المساوات منتشرة بشكل كبير في 76 دولة من بين 137 دولة أجريت الدراسة عليها، ومن بين هذه الدول التي ينتشر فيها الفقر 46 دولة أفريقية من أصل 50 دولة في هذه القارة. ومقارنة بعام 2010، حيث صنف التقرير 38 في المائة من الدول التي شملتها الدراسة أنها مستقرة اقتصادياً، فإن هذه النسبة تراجعت هذه المرة إلى 20 في المائة. وقال التقرير بأن هذا الأمر يتسبب بمشكلة حقيقة في ظل وباء كورونا؛ لأن الدول المدانة لن تتمكن من الاستثمار في قطاعها الصحي.
لكن التقرير تضمن شيئاً من الإيجابية عندما تحدث عن «نقاط بارزة ضد الحكم الأوتوقراطي برزت في الجزائر، والسودان، وإثيوبيا»، مشيراً إلى أن «المظاهرات الطويلة أدت إلى إحداث تغييرات في الحكومات، وأعطت أملاً بإحداث تغيير سياسي».



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.