فلسطينيو 48 يحيون ذكرى النكبة بمسيرات رقمية

أحيا العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48)، الخميس، الذكرى الثانية والسبعين للنكبة بحسب التقويم العبري، بمسيرات رقمية إلى 531 بلدة مهجرة في الوطن، وذلك بواسطة الشبكات الاجتماعية، لتفادي خطر الإصابة بفيروس كورونا. وشاركهم في هذا النشاط ممثلون عن دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وعن مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن وقطاع غزة والضفة الغربية.
وخلال هذه المسيرات الافتراضية، تم رفع أعلام فلسطين وبث النشيد الوطني الفلسطيني، وقام المشاركون، برحلات بالفيديو إلى القرى المهجرة، علماً بأن هناك نحو 350 ألف فلسطيني يعيشون مواطنين في إسرائيل لكنهم يعتبرون مهجرين، لأن بلداتهم هدمت ولا يستطيعون العيش فيها. وكانوا يزورون بلداتهم بمسيرات منظمة منذ سنة 1998. في ذكرى النكبة من كل عام، بحسب التقويم العبري، الذي تحتفل فيه إسرائيل بيوم تأسيسها.
وانطلقت المسيرات الرقمية بمبادرة من «جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين» ودعم اللجنة العليا لمتابعة شؤون المواطنين العرب، والقائمة المشتركة للأحزاب العربية في الكنيست. وقال رئيس الجمعية، سليمان الفحماوي، المهجر من قرية أم الزينات، في قضاء حيفا، إن «تنظيم مسيرة العودة الـ23 بصيغة رقميّة، يتم لأول مرة هذا العام، نظراً لظروف الحجر الصّحي الّذي تسبب بها انتشار فيروس كورونا المستجدّ».
وقال رئيس المتابعة، محمد بركة، وهو نفسه من عائلة مهجرة من صفورية، إن «شعبنا يبدأ اليوم وغداً إحياء ذكرى نكبته، بموجب ما قلناه، إن (يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا)، والحقيقة التاريخية، هي أن إسرائيل لم تكن قائمة قبل عام 1948 لتعلن استقلالها، بل هي قامت على أنقاض الجزء الأعظم من شعبنا الذي ارتكبت ضده العصابات الصهيونية، أخطر المجازر والاستبداد، والطرد والتهجير، وتدمير 531 قرية فلسطينية كانت عامرة بأهلها، ومنها ما بات اليوم يحمل أسماء غريبة عن طبيعة المكان والوطن بهدف انتحال التاريخ ومسميات المكان الفلسطيني».
وعبّر بركة عن الاعتزاز بأن «الأجيال الناشئة، من جيل الطفولة والشباب، يحمل الذاكرة الجمعية ويتمسك بالانتماء والهوية، ويحافظ على الرسالة بأنه سيحقق حقوقه المشروعة، بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى وطنهم، وفي وطنهم، إلى أراضيهم وقراهم».
ولفت بركة أن القضية الفلسطينية تواجه هذه السنة واحدة من أخطر المؤامرات لإجهاضها وتثبيت احتلالها، وتعميق هوة الشرخ بين قطاع غزة والضفة. وشدد على أن هذه المؤامرة لا تحتمل أن يبقى هناك انقسام فلسطيني، داعياً الفصائل إلى توحيد الصفوف. وقال إن فلسطينيي 48 نجحوا، رغم الخلافات السياسية والفكرية والتنظيمية، في توحيد الصفوف ضمن لجنة المتابعة والأحزاب العربية التي وحدت صفوفها ضمن القائمة المشتركة. واقترح على أعضاء الفصائل الفلسطينية أن يثوروا على الانقسام وأن يمارسوا الضغوط على قيادتهم حتى ينهوا الانقسام ويتوصلوا إلى الوحدة.