دورية روسية ـ تركية مختصرة في إدلب

لافروف وجاويش أوغلو بحثا هاتفياً الملف السوري

عناصر الدفاع المدني في عفرين بعد تفجير «صهريح مفخخ» يوم أمس قُتل فيه أكثر من 36 مدنياً (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني في عفرين بعد تفجير «صهريح مفخخ» يوم أمس قُتل فيه أكثر من 36 مدنياً (أ.ف.ب)
TT

دورية روسية ـ تركية مختصرة في إدلب

عناصر الدفاع المدني في عفرين بعد تفجير «صهريح مفخخ» يوم أمس قُتل فيه أكثر من 36 مدنياً (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني في عفرين بعد تفجير «صهريح مفخخ» يوم أمس قُتل فيه أكثر من 36 مدنياً (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الدفاع التركية أنه تم تسيير الدورية المشتركة السادسة بين القوات التركية والروسية على طريق حلب - اللاذقية أمس (الثلاثاء)، في وقت بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، التطورات في سوريا وبخاصة الوضع في إدلب. واستمر التوتر بين تركيا و«هيئة تحرير الشام».
ولم تتمكن القوات التركية والروسية، كما حدث في الدوريات الخمس السابقة، من استكمال مسار الدورية المحدد في اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقّع في 5 مارس (آذار) الماضي بين أنقرة وموسكو، من ترنبة بريف سراقب شرق إدلب إلى عين الحور في اللاذقية، وتم الاكتفاء بتنفيذها على مسافة 3 كيلومترات فقط من ترنبة إلى النيرب.
وتعثر تسيير هذه الدورية يوم الأحد الماضي بعد تدخل القوات التركية لفض اعتصام الأهالي وعناصر من جبهة تحرير الشام في النيرب شرق إدلب، ما أدى إلى مقتل عنصرين من الجبهة وإصابة 3 آخرين ووقوع اشتباكات مع القوات التركية في سابقة هي الأولى من نوعها... وقالت وزارة الدفاع التركية، في تغريدة على «تويتر»، إن الدورية جرى تسييرها بمشاركة قوات برية وجوية من الجانبين التركي والروسي، ونشرت صوراً تظهر العناصر العسكرية المشاركة في الدورية. وكانت الدورية الخامسة قد نفّذت في 21 أبريل (نيسان) الجاري، وذلك منذ إطلاق هذه الدوريات في 15 مارس الماضي. في سياق متصل، قامت القوات التركية، صباح أمس، برفع سواتر ترابية وإغلاق طريق مفرق «كتيان» بريف حلب الغربي من أجل قطع الطريق باتجاه معبر تعتزم هيئة تحرير الشام فتحه بين بلدتي معارة النعسان وميزناز، ليربط بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام السوري لتسهيل حركة التجارة.
ويتخوف الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة السورية بإدلب وحلب من انتقال عدوى فيروس «كورونا المستجد» من مناطق سيطرة النظام السوري إليهم، في حال فتح المعبر، إضافة إلى أنه سيقدم متنفساً اقتصادياً جديداً للنظام.
كانت هيئة تحرير الشام قد قامت بتفكيك الألغام المزروعة بين بلدتي ميزناز ومعارة النعسان، وإزالة السواتر الترابية ومخلّفات الأعمال العسكرية لتسهيل حركة مرور السيارات والشاحنات، وتجمع مدنيون من إدلب وريفها في معارة النعسان وقطعوا الطريق وهددوا بمنع عبور الشاحنات التجارية بكل الوسائل المتاحة.
وسعت الهيئة من قبل إلى فتح معبر تجاري مع النظام السوري بين مدينتي سرمين الخاضعة لسيطرتها، وسراقب الخاضعة لسيطرة النظام في شرق إدلب، لكنّ مظاهرات واعتصامات غاضبة من الأهالي والناشطين والمنظمات والفعاليات الطبية والمدنية في إدلب عرقلت هذه المحاولة.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استنفار عسكري بين الجيش التركي وفصيل «فيلق الشام» من جهة، و«هيئة تحرير الشام» من جهة أُخرى، في معارة النعسان بعد استقدام هيئة تحرير الشام آليات لإزالة الساتر الترابي الذي قام الجيش التركي بوضعه ليلة أول من أمس بهدف قطع الطريق على الشاحنات التجارية ومنعها من الوصول إلى المعبر التجاري الذي تحاول الهيئة فتحه مع مناطق النظام.
وانتشرت القوات التركية بالقرب من مفرق بلدة كتيان، لقطع الطريق على شاحنات هيئة تحرير الشام المعدة لدخول مناطق قوات النظام بالقرب من معارة النعسان، وقطعت كل الطرق باتجاهها مع ريف حلب، كما انتشرت آليات تركية في كل من معارة النعسان وشلخ، لمنع مرور الشاحنات والسيارات الكبيرة. وترفض تركيا إقامة علاقات تجارية بين الفصائل الموالية لها والنظام.
وبحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي أمس، التطورات في سوريا وبخاصة الوضع في إدلب إلى جانب التعاون بين بلديهما في مكافحة فيروس «كورونا».
كما بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في اتصال هاتفي مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي، مساء أول من أمس، العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وفي مقدمتها التطورات في سوريا وليبيا ومنطقة البحر المتوسط.
من ناحية أخرى، هز انفجار جديد مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب الشمالي الغربي، في المنطقة المعروفة باسم «غصن الزيتون» نتج عن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس على طريق ترندة، ما أدى لأضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.