ويليامز: مبادرة عقيلة صالح «إشارة إيجابية» لحل الأزمة الليبية

TT

ويليامز: مبادرة عقيلة صالح «إشارة إيجابية» لحل الأزمة الليبية

بعد خمسة أيام من عرضها على الشعب الليبي، أبدت ستيفاني ويليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام بـ«الإنابة» لدى ليبيا، ترحيبها بالمبادرة السياسية التي أطلقها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، واعتبرتها «إشارة إيجابية».
وقالت البعثة الأممية في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء أول من أمس، إن الممثلة الخاصة للأمين العام تواصلت مع المستشار صالح، هاتفياً، للتشاور حول آخر التطورات على الساحة الليبية، مبرزة أن الحديث تناول المبادرة التي قدمها مؤخراً، وأن هذا التشاور يأتي ضمن جهودها المستمرة لإيقاف الحرب، و«إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية عبر التواصل مع الأفرقاء الليبيين».
وكان عقيلة قد طرح مبادرة سياسية ليلة الخميس الماضي، تمحورت حول إعادة تفكيك المجلس الرئاسي الحالي واختيار بديل له، وذلك بالتزامن مع كلمة متلفزة للمشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، طالب فيها الشعب بإسقاط الاتفاق السياسي برمته، وهو الأمر الذي عدته أطراف سياسية بأنه مؤشر على وجود انقسام بينهما.
وقالت ويليامز في بيانها إنها ترحب بجميع المبادرات التي لا تستثني أحداً، والتي تستهدف إنهاء حالة الاقتتال والانقسام، والعودة إلى الحوار السياسي في إطار مخرجات مؤتمر (برلين)، مشددة على أهمية «الإنصات إلى الليبيين في نداءاتهم المتواصلة للدخول في هدنة إنسانية، تتزامن مع هذا الشهر الفضيل، والعودة إلى العملية السياسية بأسرع وقت لإنهاء حالة الحرب نهائياً، بما يتناسب مع مصلحة الليبيين عامة».
وسبق أن دعت دول عدة، بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وممثل الاتحاد الأوروبي الأعلى، إلى «هدنة إنسانية» في ليبيا بمناسبة حلول شهر رمضان، وقالوا في بيانهم «مع بداية شهر رمضان، نرغب في ضم أصواتنا إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وممثلته الخاصة لليبيا بالوكالة ستيفاني ويليامز في دعوتهما إلى هدنة إنسانية في ليبيا».
وتناولت مبادرة رئيس مجلس النواب ثماني نقاط، ترتكز على إعادة هيكلة السلطة التنفيذية الحالية المنبثقة من الاتفاق السياسي، الموقع في مدينة الصخيرات المغربية، وإعادة اختيار أعضائها من الأقاليم التاريخية الثلاثة (برقة وطرابلس وفزان). بالإضافة إلى إعادة كتابة الدستور، مع استمرار مجلس النواب الذي يترأسه إلى حين إجراء انتخابات نيابية ورئاسية.
في شأن آخر، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن السلطات في شرق ليبيا طردت 1400 مهاجر ولاجئ هذا العام، وذلك «في انتهاك للقانون الدولي».
وقال جيريمي لورانس، المتحدث باسم مكتب المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في مؤتمر صحافي عبر «الإنترنت» أمس، إن «الأرقام المتاحة لدي منذ بداية العام تؤكد وجود 1400 مهاجر ولاجئ، وفي هذا الشهر وحده كانت هناك مجموعة من 160 مهاجراً سودانياً». مشددا على أن مثل هذه الممارسات «تخالف التزامات ليبيا الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، والتي تحظر الإعادة القسرية والطرد الجماعي».
وأضاف لورانس موضحا: «لقد تم ترحيلهم إلى السودان والنيجر وتشاد والصومال، ودون الحصول على مساعدة قانونية، أو خدمات لازمة أخرى لضمان حمايتهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.