نواب أميركيون يدعون {البنتاغون} إلى نشر منظومة «القبة الحديد» في العراق

TT

نواب أميركيون يدعون {البنتاغون} إلى نشر منظومة «القبة الحديد» في العراق

دعا عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وزارة الدفاع الأميركية إلى نشر بطاريتين من منظومة «القبة الحديدية» في العراق. وأعرب هؤلاء في رسالة كتبوها إلى وزير الدفاع مارك إسبر عن قلقهم الشديد من الاعتداءات التي تنفذها ميليشيات تابعة لإيران ضد الأميركيين وقوات التحالف في العراق، عادّين أن نشر المنظومة سيحمي هذه القوات من خطر الهجمات بالصواريخ.
وفي حين لم تردّ وزارة الدفاع الأميركية بعدُ على طلب «الشرق الأوسط» للتعليق على هذه الرسالة، قال النائب الجمهوري جو ويلسون، وهو عضو في لجنتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية: «كما رأينا في الأشهر الماضية، فإن الاعتداءات ضد جيشنا وقوات التحالف في العراق من قبل الإرهابيين برعاية إيرانية ازدادت؛ الأمر الذي يشكل تهديداً لحياة الأميركيين. إن عناصرنا بحاجة إلى وضع تدابير وقائية لحمايتهم من التهديد المتزايد للهجمات بالصواريخ».
وأشاد ويلسون بفعالية القبة الحديدية التي تنتجها إسرائيل قائلاً: «(القبة الحديدية) هي واحدة من أفضل الأنظمة الدفاعية الصاروخية، وقد أثبتت قدرتها على صدّ هجمات من هذا النوع، كما أنها دعامة أساسية للفوز في الحرب ضد الإرهاب». وحثّ ويلسون وزير الدفاع الأميركي على الموافقة على نشر البطاريتين بأسرع وقت ممكن لحماية حياة القوات الأميركية.
من ناحيتها، عدّت النائبة الديمقراطية غريس منغ أن الهجمات التي تعرضت لها قوات التحالف في العراق أظهرت نقاط الضعف في النظام الدفاعي الجوي للولايات المتحدة. وشددت منغ على فعالية منظومة «القبة الحديدية» في مواجهة تهديدات مماثلة لتلك التي تشهدها قوات التحالف في العراق.
وقالت منغ في الرسالة نفسها: «خلال الشهرين الماضيين ازدادت الاعتداءات على المنشآت الأميركية في العراق؛ الأمر الذي يشكل خطراً على حياة القوات الأميركية وقوات التحالف والمدنيين كل يوم. إن هذه الاعتداءات كشفت عن نقاط الضعف في نظام دفاعاتنا الجوية، ويجب النظر في هذا فوراً». وتابعت النائبة الديمقراطية: «منظومة (القبة الحديدية) أثبتت فعاليتها ضد تهديدات متطورة. وأنا أحثّ الجيش على نشر هذه البطاريات بأسرع وقت ممكن لحماية قواتنا».
وقالت منغ إنها ستسعى إلى التنسيق مع وزير الدفاع الأميركي للنظر في خطط تمكّن البنتاغون من إدخال المنظومة في أنظمته الدفاعية لمواجهة التهديدات الحالية.
وتقول الرسالة التي وقّعها 23 نائباً من الحزبين، إن الكونغرس بانتظار خطة مفصلة لنشر أول بطاريتين من المنظومة، وذلك وفقاً لقوانين سارية المفعول. وأعرب هؤلاء عن قلقهم العميق من قدرات الميليشيات برعاية إيرانية على تخطي الأنظمة الدفاعية الجوية للولايات المتحدة لتنفيذ اعتداءاتها. وحذّروا: «إن لم نتعامل مع الخطر الذي يواجه قواتنا اليوم؛ فإن النتائج ستكون وخيمة».
وكانت وزارة الدفاع نظرت في عام 2014 في نشر المنظومة في العراق وأفغانستان، لكنها لم تَمضِ قدماً في خطتها، وذلك بسبب نقاط ضعف في أجهزة الرادار التابعة لـ«القبة الحديدية». وقد أعرب الجنرال دانييل كاربلر، قائد وحدة الدفاعات الصاروخية في البنتاغون، عن قلقه من هذه النقطة بالتحديد، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون الشهر الماضي. وقال كاربلر إن «المنظومة لا تشارك المعلومات التي في أنظمتها مع بقية الرادارات الموجودة حالياً».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».