200 عمل فني في {إبداعات حظر}

معرض افتراضي بمشاركة 40 تشكيلياً مصرياً وعربياً

لوحة «أتألم مع أبنائي» للفنان سفيان الشاوي
لوحة «أتألم مع أبنائي» للفنان سفيان الشاوي
TT

200 عمل فني في {إبداعات حظر}

لوحة «أتألم مع أبنائي» للفنان سفيان الشاوي
لوحة «أتألم مع أبنائي» للفنان سفيان الشاوي

«مِن المحَن تأتي المنَح»... هكذا يكون شعار الباحثين عن الجانب المضيء في كل المواقف المعتمة التي تواجههم، حيث يرون ما بداخل الصعوبات بزاوية مختلفة، وهو ما يحاول 40 فناناً تشكيلياً مصرياً وعربياً ترجمته فعلياً، بإحياء الإبداع، وعدم توقفه أمام عثرة ما يحيط بهم من ظروف جراء انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، ومع فرض حظر التجوال، وتوقف معظم النشاطات الفنية.
وعبر مائتي عمل فني متنوع، يضمها معرض «إبداعات حظر»، الذي ينظمه غاليري «لمسات» بالعاصمة المصرية القاهرة، يحاول هؤلاء التشكيليون عدم الاستسلام لمحنة الوباء العالمي، رافعين فرشاتهم في وجه الفيروس وتداعياته، مقدمين معرضاً افتراضياً في الوقت الحالي.
عن فكرة المعرض، تقول مديرة الغاليري، الدكتورة نيرمين شمس، لـ«الشرق الأوسط»، «أردنا من خلال معرض (إبداعات حظر) أن يكون لنا دور فعّال وإيجابي في ظل الظروف التي نعيشها حالياً، وأن توجد حركة للفن التشكيلي والثقافة، وبالتالي نحقق قدراً من الإيجابية بدلاً من السلبية، وأن نصل بأعمالنا للمهتمين بالفنون بصفة عامة، ومحبي الفن التشكيلي بصفة خاصة».
وتلفت إلى أن المعرض يأتي «أون لاين» تماشياً مع الوضع الصحي القائم، حيث نعرض الأعمال عبر صفحات الغاليري على مواقع التواصل الاجتماعي، مع السماح بخلق حلقة تواصل بين العارضين والجمهور في المنازل، بجانب تقييم الأعمال من قبل النقاد والمختصين في مجال الفن التشكيلي، الذين يقومون بالتحاور مع العارضين وتقييم الأعمال في شكل مداخلات مباشرة، وهو ما يجعل المعرض فرصة مناسبة للربط والتلاقي الفني، وتوطيد تبادل الخبرات الإبداعية.
يضم المعرض موضوعات تعبر عن الفيروس، وكيفية التعامل مع تداعياته، وحظر التجوال، وموضوعات أخرى متنوعة أنتجها أصحابها خلال هذه الفترة، كما نجد المشاعر والانفعالات الإنسانية منعكسة في عدد آخر من الأعمال، وهو ما عبر عنه الفنانون بالتجول بين المدارس التشكيلية المختلفة، إلى جانب التلاعب بالألوان التي تتعدد بين الزيتية والأكريلك والمائية.
من المشاركين بالمعرض، يقول الدكتور محمد محيي الدين، «حاولت أترجم خواطري وأفكاري حول ما يحيط بنا وتجسيدها على أرض الواقع، حيث أتعرض في العمل المشارك إلى تجسيد كوكب الأرض، وقد أرتدى القناع الواقي مع محاولات العالم إلى التعافي والتطهير من آثار الفيروس، مستخدماً المدرسة التجريدية الرمزية في التعبير عن ذلك، حيث وجدتها أكثر ملائمة، لأن أوصل بها فكرتي عن فيروس كورونا، حينما تعجز عن توصيل فكرتك بأسلوب الواقعية».
وحول المشاركة في المعرض الافتراضي، يقول: «الفكرة جريئة وجديدة، وهو ما شجعني على الفكرة، حيث إنها كانت مطلوبة جداً في هذا التوقيت، لأنني أؤمن دائماً أن الإبداع غالباً ما يولد من رحم المعاناة، لذا كان مناسباً لنا كفنانين لتفريغ الشحنات الداخلية في صورة أعمال فنية».
تنوعت الأفكار التي تعبر عن حالة الفيروس، منها لوحة الفنان الجزائري سفيان الشاوي، التي تحمل عنوان «أتألم مع أبنائي»، التي تظهر فيها إحدى الأمهات محتضنة ابنها في خوف من تفشي الفيروس البادي في خلفيتهما، وقد ارتديا كمامات الوقاية.
كذلك حاولت الفنانة شهيرة شاهين، أن تعبر عن الحظر بلوحتها «فراغ الحظر»، حيث لجأت إلى التجريدية لنقل فكرتها، عبر تداخل الألوان الأكريلك على كانفاس. أما الفنان طارق محد، فلجأ إلى المدرسة التعبيرية مجسداً آلام العالم تجاه المأساة التي يعايشها بسبب فيروس كورونا بخامة الرصاص.
موضوعات أخرى أبدعها فنانو المعرض، على غرار لوحات الفنان عادل رحومي، فهو يعبر عن حالات وصلت لها منطقتنا العربية عبر عدة لوحات، فهو يجسد الهجرة غير الشرعية، وكيف أن الرحلة تحمل نوعاً من التراجيدية، سواء في مخاطر الرحلة ذاتها، أو عدم التأقلم في الموطن الجديد، وبالتالي إعادة الظروف نفسها التي فروا منها في أراضٍ جديدة. كما يعبر في لوحة أخرى عن صعوبة الخروج من مشكلاتنا الصناعية، حيث تروس الآلة التي تسير في حركة ديناميكية مما يخلق حالة حركية لا متناهية.
يحضر التصوير الفوتوغرافي أيضاً بين أعمال المعرض، منها أعمال المصور أحمد الشناوي التي تحاول توثيق جماليات الآثار والقصور في مصر، فهو يُبرز ركن الشاي بقصر عابدين، وبزاوية بانورامية يعرض أركان غرفة نوم الوالدة باشا والدة الخديوي إسماعيل، بما يظهر جمال الغرفة.



خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
TT

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

في عودة للمسلسلات المأخوذة عن «فورمات» أجنبية، انطلق عرض مسلسل «سراب» المأخوذ عن رواية بعنوان «سبعة أنواع من الغموض» (Seven Types Of Ambiguity) للكاتب الأسترالي إليوت بيرلمان، التي حُوّلت مسلسلاً عُرض عام 2017، وحقّق نجاحاً لافتاً. وتدور أحداثه في قالبٍ من الغموض والإثارة، وهو ما يعوّل عليه بطل المسلسل المصري الفنان خالد النبوي، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين، من بينهم، يسرا اللوزي، ونجلاء بدر، ودياموند بوعبود، وأحمد مجدي، وهاني عادل، وأحمد وفيق، وإنجي المقدم، وسيناريو وحوار ورشة كتابة بإشراف المؤلف هشام هلال وإخراج أحمد خالد.

يؤدي خالد النبوي في المسلسل شخصية «طارق حسيب»، الذي يتمتّع بحاسة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحقُّقها، في حين تجسد يسرا اللوزي دور زوجته «الطبيبة ملك». يفاجأ الزوجان باختفاء طفلهما زين (7 سنوات) من مدرسته، ورغم عودته سالماً لوالديه، تتكشف لهما وقائع صادمة كثيرة؛ مما يقلب حياتهما الهادئة رأساً على عقب.

المسلسل تعرضه منصة «TOD» القطرية حصرياً في 10 حلقات ابتداءً من الثلاثاء، وقد عُرضت 3 حلقات منه، وحظي باهتمام لافتٍ منذ بثّ الإعلان الرسمي له، الذي أثار حالة تشوّق كبيرة من متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهدته.

وأكد المؤلف هشام هلال، أن «المسلسل المصري لا يُقدّم نسخة مطابقة للمسلسل الأسترالي، بل يقدم معالجة مصرية خالصة، بحيث لا يمكن المشاهد أن يشكك في كونها عملاً غير مصري»، لافتاً إلى تولّيه الإشراف على فريق من الكتابة يضمّ 5 مؤلفين هم، محمود حسن، ومحمود شكري، وخالد شكري، ودعاء حلمي، وبسنت علاء. منوهاً إلى أن «المسلسل الأسترالي دارت أحداثه في 6 حلقات، في حين يُقدّم العمل المصري في 10 حلقات لإضافة شخصيات جديدة لأن الموضوع يسمح بذلك»، حسب قوله.

بوستر المسلسل (الشركة المنتجة)

ويشير هلال إلى اختلاف طريقة السّرد الدرامي في الحلقات قائلاً: «اتبعنا أسلوباً غير سائدٍ في كتابة الأعمال الدرامية، لم يعتده المُتفرج المصري والعربي؛ إذ تتناول كلّ حلقة شخصية من الشخصيات التسع الرئيسية، في حين تجمعهم الحلقة العاشرة والأخيرة. كما أن المخرج أحمد خالد يُقدم أسلوباً مغايراً ينتقل خلاله بين الزمن الحالي والأزمنة السابقة التي وقعت فيها أحداث في المسلسل».

من جانبه، قال الناقد الفني محمد عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحلقات الثلاث الأولى من المسلسل تمتّعت بمستوى عالٍ من التّشويق، خصوصاً بعد العثور سريعاً على الطفل المفقود، بشكل يجعل علامات الاستفهام أكبر، وفي اتجاه غير معتادٍ درامياً، فبدلاً من السؤال عن مكان الطفل، بات البحث عمّا حدث في ماضي الأبطال للوصول إلى لحظة اختفائه».

الفنان أحمد مجدي خلال تصوير المسلسل (الشركة المنتجة)

ويرى عبد الرحمن أن أداء الممثلين في «سراب» جيّدٌ واحترافي، وأن خالد النبوي يقدم شخصية «طارق» بتركيزٍ واضح بجانب الاهتمام بتفاصيل الشخصيات نفسياً، وهو أمر يُحسب لورشة الكتابة بإشراف هشام هلال، وللمخرج أحمد خالد أيضاً، الذي حرص على توفير إيقاع سريع للأحداث، واستغلال كل أحجام الكادرات للتعبير الدرامي عن التفاصيل، مثل مشهد وصول «النبوي» إلى مقرّ عمله، وتقسيم جسده إلى كادرات تعكس ثراءه الشديد وثقته بنفسه.