مكالمة مسجلة للنجدة تكشف تفاصيل جديدة بقضية جوني ديب وأمبر هيرد

الممثل الأميركي جوني ديب وزوجته السابقة أمبر هيرد (رويترز)
الممثل الأميركي جوني ديب وزوجته السابقة أمبر هيرد (رويترز)
TT

مكالمة مسجلة للنجدة تكشف تفاصيل جديدة بقضية جوني ديب وأمبر هيرد

الممثل الأميركي جوني ديب وزوجته السابقة أمبر هيرد (رويترز)
الممثل الأميركي جوني ديب وزوجته السابقة أمبر هيرد (رويترز)

نشرت صحيفة بريطانية محتوى مكالمة مسجلة أجرتها سيدة لشرطة النجدة بلوس أنجليس للإبلاغ عن شجار تم بين النجم الأميركي جوني ديب وزوجته السابقة الممثلة أمبر هيرد في اليوم الذي قررا بعده الانفصال.
وفي التسجيل الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، تقول المتصلة التي رفضت الإفصاح عن اسمها: «مرحبًا، أريد الإبلاغ عن اعتداء يحدث الآن في 849 برودواي في المبنى الشرقي، الشقة رقم 3»، في إشارة إلى المنزل الفاخر الذي كانا ديب وهيرد يعيشان به في مدينة لوس أنجليس.
وأضافت المتصلة المجهولة أن صديقة لها تدعى أمبر تتعرض لاعتداء من رجل وصفته بأنه مجرد «صديق» لها.
من جهتها، سألت ضابطة الشرطة المتصلة ما إذا كانت رأت الحادث بعينيها، لترد عليها قائلة: «لا، ولكنني على يقين أن ذلك يحدث. أرسلي أفراد شرطة إلى هناك من فضلك»، قبل أن تغلق الخط فجأة.
تم إجراء المكالمة مساء يوم السبت 21 مايو (أيار) 2016، وهو اليوم الذي زعمت فيه أمبر أن ديب قام بضربها بالهاتف في وجهها ومزق شعرها مما دفعها للتقدم بطلب الطلاق منه.
وتزوج ممثلا هوليوود، ديب وهيرد، في عام 2015، قبل أن ينفصلا رسمياً في يناير (كانون الثاني) 2017، واتهم كل من الطرفين الآخر بالعنف.
وبعد أن كتبت هيرد مقالاً في إحدى الصحف الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) 2018، تصف فيه نفسها بأنها ضحية لـ«العنف المنزلي»، أطلق ديب دعوى تشهير ضدها في عام 2019، وطالبها بتعويضات بقيمة 50 مليون دولار أميركي.
وفي وثيقة الدعوى، اتهم النجم الأميركي زوجته السابقة بـ«رسم كدمات» زائفة على جسدها، وادّعاء أنها كدمات حقيقية تعرضت لها بعد أن قام ديب بضربها، مشيراً إلى أن هيرد هي التي ارتكبت ضده «أفعالاً لا حصر لها من العنف المنزلي»، وأن ذلك تسبب له في بعض الأحيان في «أضرار جسدية خطيرة».
وأضاف: «لقد ضربتني ولكمتني وركلتني. كما قامت مراراً وتكراراً بإلقاء أشياء على جسدي ورأسي، بما في ذلك الزجاجات الثقيلة وعلب الصودا والشموع المحترقة، مما أدى إلى إصابتي بأذى شديد». واتهم ديب هيرد بنشر «ادّعاءات كاذبة ضده بهدف التقدم في مسيرتها المهنية».
ويقول محامي أمبر إن المكالمة الصوتية التي أجرتها السيدة المجهولة مع الشرطة تؤكد صحة رواية موكلته.
من جهتهم، يقول محامو ديب إن هذه المكالمة في صالح موكلهم.
وأوضحوا قائلين إن صوت السيدة الذي تم سماعه في التسجيل يختلف تماماً عن صوت الكاتبة آي أو تيليت رايت، صديقة أمبر التي قالت إنها اتصلت بها في أثناء هذا الشجار وسمعت ديب وهو يضربها بالهاتف، وقامت بالاتصال بالشرطة على الفور.
وأشار محامو ديب إلى أن ذلك يدل على أن أمبر لفقت التهم ضد موكلهم.
وسبق أن نشرت صحيفة «ديلي ميل» تسجيلاً يكشف عن أن أمبر كانت تعتدي على ديب بالضرب بالأواني والمزهريات والمقالي خلال زواجهما.
وخلال التسجيل، كان ديب يتحدث مع أمبر عن مشاجرة تمت بينهما في الليلة السابقة، حيث أخبرها أنه كان خائفاً للغاية وشعر بأنه في ساحة حرب بعد أن لكمته في وجهه، لترد عليه قائلة: «لم ألكمك في وجهك، كنت أضربك، ولكنني لم ألكمك. أنا آسفة لأنني لم أصفعك على وجهك صفعة مناسبة».
وتابعت: «أنت بخير. لم أُوذِك، ولم ألكمك، لقد كنت أضربك. أنت تتحدث كأنك لم تشارك في المشاجرة ولم تضربني»، ليرد عليها ديب قائلاً: «لقد دفعتكِ فقط. لم أضربك».
وسخرت أمبر من هروب ديب من المشاجرة، واصفة إياه بـ«الطفل الصغير»، ليخبرها ديب بأنه يضطر إلى مغادرة المكان حين يراها غاضبة، مشيراً إلى أنها قامت برمي الأواني عليه، لترد عليه قائلة إن رميها الأواني والقدور والمقالي والمزهريات لا يعطيه العذر في المغادرة وعدم الذهاب إليها بعد ذلك لمصالحتها.
وكشف ديب خلال التسجيل أيضاً عن قيام أمبر بقطع جزء من إصبعه بعد مشاجرة وقعت بينهما خلال وجودهما في أستراليا، بعد شهر واحد من الزواج.
بالإضافة إلى ذلك، أوردت الصحيفة مقطعاً صوتياً يصيح فيه الطبيب المعالج لديب، ديفي كيبر، وهو يبحث عن طرف الإصبع المقطوعة في ذلك اليوم قائلاً: «لا يمكنني العثور على طرف الإصبع».
ويوضح التسجيل أيضاً صوت أمبر وهي تبكي بشدة في الخلفية.
وأوضحت «ديلي ميل» أنه ليس من الواضح كيف تم تسجيل هذا المقطع الصوتي أو مَن الطرف المسؤول عنه.



«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.