العالم يخرج من «سبات كورونا» ببطء... وخوف

أوروبا تستعيد حياتها تدريجياً... والصين تفتح مدارسها

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عائدا أمس إلى «10 داونينغ ستريت» بعد تعافيه من «كورونا» (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عائدا أمس إلى «10 داونينغ ستريت» بعد تعافيه من «كورونا» (أ.ف.ب)
TT

العالم يخرج من «سبات كورونا» ببطء... وخوف

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عائدا أمس إلى «10 داونينغ ستريت» بعد تعافيه من «كورونا» (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عائدا أمس إلى «10 داونينغ ستريت» بعد تعافيه من «كورونا» (أ.ف.ب)

عززت دول كثيرة حول العالم، أمس، خطوات الخروج من «السبات» الذي التزمته لمنع انتشار فيروس «كورونا المستجد}، وسط مخاوف من عودة جديدة للوباء الذي تجاوزت الإصابات به عالمياً عتبة ثلاثة ملايين إصابة.
وأعادت الصين التي خرج منها الوباء للعالم، نهاية العام الماضي، فتح مدارسها في المرحلة الثانوية أمس، في حين بدأت الحياة تعود إلى مدنها عقب التمكن من احتواء الوباء في شكل شبه كامل تقريباً. أما في أوروبا، فقد بدأت دول القارة العجوز، أمس، خطوات الخروج من العزل التي تبدو معقدة، خصوصاً أن الوباء الذي تسبب في وفاة أكثر من 206 آلاف شخص في العالم لا يزال خارج السيطرة، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي حين تباطأ الوباء في الدول الأوروبية الأربع الأكثر تضرراً، وخصوصاً في بريطانيا، عاد رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي أصيب بالفيروس، إلى مزاولة عمله أمس، داعياً مواطنيه إلى التحلي بالصبر والتزام العزل. وشدد على ضرورة مواصلة احترام إجراءات العزل، رافضاً أن «يفسد جهود وتضحيات الشعب البريطاني ويخاطر بحدوث موجة ثانية كبرى من الوباء».
في أماكن أخرى في أوروبا، وبفضل التحسن الذي لوحظ في الأيام الماضية نتيجة القيود المشددة على حركة التنقل المفروضة منذ أكثر من شهر، تستعد دول عدة لكي ترفع تدريجياً إجراءات العزل أو بدأت بذلك. ففي النرويج، أعادت المدارس فتح أبوابها أمس. وفي سويسرا بات بإمكان السكان زيارة مصففي الشعر مع فتح بعض المتاجر. وفي ألمانيا، بدأت انقسامات تظهر لدى الرأي العام والاحتجاجات تزداد حيال استراتيجية المستشارة أنجيلا ميركل الحازمة لمكافحة فيروس «كورونا». وفي إسبانيا، سمح للأطفال اعتباراً من الأحد بالخروج من بيوتهم بعد ستة أسابيع من الحجر واللعب في الخارج، لكن وسط قيود تفرض عدم التقارب.
وبعد 41 يوماً من الحجر الصحي المفروض على الفرنسيين، يمثُل رئيس الحكومة إدوار فيليب أمام مجلس النواب بعد ظهر اليوم ليعرض «الاستراتيجية الوطنية لخطة لرفع العزل» وسط مخاوف ورهانات وانعدام اليقين بالنسبة للكثير من المسائل، خصوصاً الخوف من موجة جديدة من الوباء.
واعتبر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهانوم غيبريسوس، أمس، أنه «كان على العالم الاستماع» إلى المنظمة التي حذّرت من «كوفيد - 19» منذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تيدروس غيبريسوس قوله في مؤتمر صحافي في جنيف «كان على العالم الاستماع بانتباه إلى منظمة الصحة العالمية؛ لأن حال الطوارئ العالمية أُعلنت في 30 يناير»، مع تسجيل 82 إصابة بالفيروس خارج الصين، لكن من دون إحصاء وفيات.
... المزيد
 


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».