بغداد: بحث «الانسحاب الكامل» مع واشنطن في يونيو

TT

بغداد: بحث «الانسحاب الكامل» مع واشنطن في يونيو

أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء عبد الكريم خلف، أمس، على أن «الحكومة جادة بتنفيذ قرارات مجلس النواب الخاصة بانسحاب القوات الأميركية بشكل كامل من البلاد باتفاق البلدين»، وأن بلاده ستفاوض الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) على سحب قواتها بالكامل.
كان البرلمان العراقي صادق، مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأرض العراقية، بعد أيام من قيام الطيران الأميركي باغتيال قائد فيلق «القدس» الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي.
وقال المتحدث باسم القائد العام اللواء خلف في تصريح أوردته صحيفة «الصباح» شبه الرسمية: إن «الرسالة التي سلمها السفير الأميركي لدى بغداد لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي كانت إيجابية جداً وتضمنت بحث العلاقة الاستراتيجية وبجميع أشكالها بين العراق والولايات المتحدة الأميركية بشكل مفصل وهو أمر مهم وجيد»، مبيناً أن «العراق سيبحث مع الولايات المتحدة موضوع انسحاب القوات الأجنبية بشكل جدي وتفصيلي».
وأضاف، أن «الولايات المتحدة خفضت وبشكل كبير من قواتها وبالاتفاق مع الحكومة العراقية كبادرة حسن نية وهناك تفهم وإشارات إيجابية من الجانب الأميركي». وأشار خلف إلى أن «العلاقة الأمنية بين العراق والولايات المتحدة ستستمر في إطار عمليات التدريب وتبادل الخبرات حتى في حال تنفيذ قرار الانسحاب وأن المفاوضات ستناقش جميع أشكال العلاقة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية وكذلك الثقافية والمثبتة ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي».
وتقدر المصادر العسكرية عدد القوات الأميركية في العراق بنحو 5200 جندي يتوزعون على مجموعة قواعد عسكرية شمال وغرب البلاد وضمنها قاعدة «عين الأسد» الكبيرة في محافظة الأنبار التي شن الإيرانيون عليها هجوماً صاروخياً في يناير (كانون الثاني) الماضي انتقاماً لمقتل قاسم سليماني ولم يسفر الهجوم عن خسائر في الأرواح بين صفوف القوات الأميركية.
وتسعى أطراف داخل البرلمان العراقي، وخاصة تلك التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران إلى رحيل القوات الأميركية عن البلاد.وتتوقع اتجاهات قانونية عراقية ترحيل اتخاذ قرار نهائي بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق حتى مجيء حكومة عراقية كاملة الصلاحيات. وتشير إلى عدم وجود أهلية قانونية ودستورية للحكومة الحالية المستقيلة التي يرأسها عادل عبد المهدي، كما يؤكدون على عدم أحقية مجلس النواب العراقي في اتخاذ قرارات تتعلق بانسحاب القوات الأميركية وهو من اختصاص الحكومة المقبلة ذات الصلاحيات الكاملة التي يفترض أن يصوت عليها داخل البرلمان.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.