باحات المباني في مدن عالمية تتحوّل إلى {شاشات سينما}

الجمهور يحضر الأفلام من النوافذ والشرفات

TT

باحات المباني في مدن عالمية تتحوّل إلى {شاشات سينما}

إذا كان هناك شيء إيجابي يسجل لفترة الحجر المنزلي في دول العالم فهو الابتكار في طرق التواصل مع الآخرين ومحاولة تخفيف شعور العزلة والانقطاع عن ممارسة الحياة الطبيعية. من تلك المحاولات ما فعله عدد من الناس في مدن عالمية مثل باريس وبرلين ودرسدن في ألمانيا وبوغوتا في كولومبيا حيث أقيمت عروض سينمائية لسكان العمارات المختلفة في كل حي مع عرض الفيلم بالبروجيكتور على جدران باحات المباني. في برلين نقلت صور للسكان وهم يطلون على الشاشة من نوافذهم وآخرين من شرفات منازلهم، البعض حضر الجلسة بإضافة المأكولات الخفيفة والمشروبات، كما قام عدد من الشباب بتوزيع «الفشار» المغلف على الشقق المختلفة الذي قدمته شركة محلية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كارولا لوتر التي قامت بتنظيم إحدى الفعاليات السينمائية قولها: «لدينا هذا الجدار الأبيض هنا ولطالما فكرنا بأن علينا أن نعرض أفلاماً عليه». وقد تواصلت مع مبادرة «ويندوفليكس» التي تنظم هذه العروض. وقد وافق المشروع المدعوم من قاعات السينما المحلية «يورك» على طلبها لعرض فيلم «لوفينغ فينسنت» للرسوم المتحركة حول سيرة الرسام الهولندي الشهير فينسنت فان غوخ.
وأوضحت كارولا لوتر: «نشعر ببعض الخمول والخوف وعدم اليقين بعد كل هذه الأسابيع، ففكرت أنه من المفيد توفير شيء إيجابي».
وقد تابع المقيمون في المبنى من على الشرفات المضاءة بمصابيح أو من النوافذ، الفيلم وهم يتناولون الطعام أو الفشار.
وأوضحت أودينه زييغ المقيمة في المبنى: «الفكرة ممتازة. بما أنه لا يمكننا الذهاب إلى السينما منذ أسابيع، أتت السينما إلينا».
وأضاف زوجها أوفه: «نأمل أن يقوم الكثير من الناس بتبرعات أيضاً لأن ذلك سيفيد هذا القطاع».
وقد توقف قاعات السينما في برلين عن بيع البطاقات، ووجهت هذه الأخيرة نداء للتبرع تحت عنوان «يتبع» بهدف جمع أكثر من 700 ألف يورو. وقد بلغت وعود التبرعات حتى الجمعة مائة ألف يورو.
وأوضح أولاف كارخوف الذي يقف وراء مبادرة ويندوفليكس: «اعتبرنا أن الناس بحاجة إلى أن يختبروا شيئاً فلم لا نجعلهم يتابعون أفلاماً من على شرفاتهم أو نوافذهم». وإلى جانب عرض الأفلام لديه مشاريع أخرى مثل تنظيم «حفلة موسيقية أو عدة حفلات متزامنة في مئات باحات المباني». وفي باريس أجبرت قيود احتواء فيروس كورونا القائمين على دار عرض سينمائي على إغلاق الأبواب، لذا فكر الفريق في بديل وهو عرض الأفلام على جدار مبنى سكني مجاور حسب ما أوردت وكالة «رويترز».
وقبل عرض فيلم «مان ويذاوت إيه ستار» من بطولة كيرك دوجلاس وإنتاج عام 1955 على الجدار تحدث ديريك ولفندن أحد أفراد الفريق الذي يدير دار عرض «لا كليف» لـ«رويترز» أمس الجمعة قائلاً: «قلنا لأنفسنا: إذا لم نعد قادرين على عرض الأفلام للجمهور داخل دار عرض فلنحتل الجدران ونعرض الأفلام في الخارج».
وبموجب قيود العزل العام، لا يمكن لسكان باريس الخروج إلا لفترات وجيزة لشراء طعام أو لأداء التمارين الرياضية. لكن لا يزال بإمكانهم مشاهدة الأفلام بالنظر من النوافذ أو الخروج إلى شرفات البيوت.
وقال ولفندن: «استشعرنا أن الحي بحاجة لشكل من أشكال الفعاليات لأنه لم يتبق شيء فالشوارع خاوية والوضع يبعث على الحزن». ويسعى فريق سينما «لا كليف» سعياً حثيثاً لإشراك سكان المنطقة في مبادرته، حيث يقع الاختيار على الأفلام التي تُعرض في كل أسبوع بالتشاور مع الجيران.
وقالت كريستين دافنييه، وهي رسامة شاهدت الفيلم من شرفة منزلها «إنه أمر رائع... يأخذنا إلى الزمن الماضي عندما كان الناس يشاهدون الأفلام معاً». وصدرت أوامر تلزم فريق دار العرض السينمائي بدفع غرامة قدرها أربعة آلاف يورو نظير احتلالهم المكان لكن الفريق تقدم بطعن على القرار وسيتم البت في الطعن في يونيو (حزيران).


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.