لم تحرز جولة المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، حول ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) أي تقدم، ورغم أن رئيس فريق التفاوض الأوروبي ميشال بارنييه، أكد على أهمية العودة إلى التفاوض بين بروكسل ولندن رغم أزمة كورونا، إلا أنه أعرب عن شعور بالإحباط، لعدم تحقيق تقدم بعد جولة تفاوض، استمرت من الاثنين وحتى الجمعة، بسبب ما وصفه بعدم الشفافية، وطالب بضرورة وجود مسار سياسي ديناميكي ومقترحات تحدد خطوات يمكن البناء عليها والوصول إلى اتفاق تجاري مع لندن.
وحول العلاقات المستقبلية ما بعد المرحلة الانتقالية التي تنتهي نهاية العام الحالي، أكد بارنييه أن بريطانيا رفضت أي تمديد إلى ما بعد نهاية العام الحالي، رغم أن اتفاق بريكست يتضمن إمكانية التمديد لعام أو عامين. ومضى بارنييه قائلاً: «لا يمكننا أن نقبل بالتقدم على مسارات محددة دون أخرى، كما لا يمكننا التوصل إلى اتفاق تجاري بدون حل مشكلة الصيد».
ودافع عن موقف المفوضية، التي تقود المفاوضات باسم الدول الـ27. مشيرا إلى أنها تقدمت باقتراح يعالج كافة الملفات، بينما لم تقدم لندن إلا مقترحات مجزأة. وقال لا يمكن لبريطانيا أن تفرض مدة تفاوض قصيرة، دون تقديم حلول للمسائل الشائكة، فـ«هذا يعيدنا إلى إمكانيات الوصول إلى بريكست حقيقي بدون اتفاق».
وأشار إلى أن الصيد جزء هام من الاتفاق الذي يريد الاتحاد التوصل إليه مع بريطانيا. كما عبر المسؤول الأوروبي عن أسفه لعدم قبول بريطانيا بمرجعية محكمة العدل الأوروبية وكذلك عدم رغبتها بالالتزام بالمعايير والقيم الأوروبية. هذا ويؤكد الأوروبيون أنهم منفتحون على تمديد الفترة الانتقالية لعام أو عامين بشرط اتخاذ القرار بشكل مشترك مع لندن قبل نهاية يونيو (حزيران) القادم.
وسبق الاتفاق بين الجانبين على أن تنعقد ثلاث جولات خلال الفترة من 20 أبريل (نيسان) وحتى الأسبوع الأول من يونيو عبر دوائر الفيديو. وتنطلق الجولة الثانية في الحادي عشر من مايو (أيار)، والثالثة في يونيو. وأكد أن هناك ثلاثة مشاريع سيجري العمل لتنفيذها، وكلها تحديات يجب التعامل معها بشكل متواز ومترابط معا، وهي ضمان التطبيق السليم لاتفاقية الانسحاب الموقعة مع لندن، وأيضا ملف الحدود بين آيرلندا وآيرلندا الشمالية، وقال «وجميع الالتزامات محددة بوضوح في الاتفاق بين الجانبين». وأشار بارنييه إلى تأكيد رئيس الفريق التفاوضي البريطاني ديفيد فروست أن المملكة المتحدة ستحترم جميع هذه الالتزامات القانونية، وأضاف بارنييه «أنها شرط للثقة التي نحتاج إليها لبناء شراكتنا المستقبلية».
وفي سياق متصل سيعود رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لممارسة مهام منصبه يوم الاثنين المقبل بعد تعافيه من فيروس كورونا المستجد. وأفادت صحيفة «ديلي تليغراف» صباح أمس الجمعة بأن جونسون سيعود لممارسة مهام منصبه في لندن في مرحلة حرجة تمر بها البلاد جراء الوباء، حيث يرغب أعضاء من حزبه في تخفيف قيود الإغلاق تدريجيا. ولم يؤكد مكتب رئيس الوزراء صحة التقرير. وكانت وكالة أنباء «برس أسوسيشن» البريطانية قد ذكرت أن جونسون كان يتعافى في مقره الريفي المعروف خارج لندن، حيث كان يؤدي بعض مهام منصبه بما في ذلك تلقي مكالمات هاتفية من الملكة إليزابيث الثانية ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب. وكان جونسون قد نقل إلى العناية المركزة بأحد مستشفيات لندن بعد شعوره بصعوبة في التنفس بسبب المرض الناجم عن الفيروس. وغادر المستشفى في 12 أبريل (نيسان). ويتولى حاليا وزير الخارجية دومينيك راب رئاسة الحكومة، التي تعرضت لانتقادات حادة بسبب تعاملها مع الوباء.
«بريكست» تعود للواجهة... دون تقدم
رئيس الوزراء البريطاني قد يستأنف العمل قريباً
«بريكست» تعود للواجهة... دون تقدم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة