مستوطنون ينفّذون سلسلة اعتداءات ضد الفلسطينيين في الضفة

TT

مستوطنون ينفّذون سلسلة اعتداءات ضد الفلسطينيين في الضفة

باشر عدد من المستوطنين المتطرفين التابعين لحركة «تاج محير» (تدفع الثمن)، أمس (الجمعة)، حملة اعتداءات على الفلسطينيين؛ وذلك «انتقاماً من الجيش الإسرائيلي» الذي هدم لهم 8 بيوت مؤقتة بنيت بلا ترخيص، أول من أمس، في بؤرة استيطانية.
وتمثلت هذه الاعتداءات في أعمال تجريف لأراضي مواطني قريتي ياسوف واسكاكا شرقي سلفيت في الضفة الغربية المحتلة، وكتبوا شعارات عنصرية ضد العرب في بلدة بيتا وقطعوا 33 شجرة زيتون في بلدة الساوية، الواقعتين جنوب نابلس. كما هددوا بتنفيذ اعتداءات أخرى على الفلسطينيين.
وجاءت هذه الاعتداءات في أعقاب قيام الجيش الإسرائيلي والشرطة وموظفي التنظيم والبناء بهدم 8 بيوت مؤقتة كان المستوطنون قد أقاموها على بؤرتين استيطانيتين بهدف توسيع مستوطنتي «يتسهار» - المقامة على أراضي نابلس المحتلة - و«نفي نحيميا»، المقامة على أراضي قريتي ياسوف واسكاكا منذ أكثر من 15 عاماً.
وقال مدير عام هيئة الشؤون المدنية في سلفيت، أسامة مصلح، إن المستوطنين لم يعودوا يكتفون بمشاريعهم الاستيطانية وصاروا يجدون في خلافاتهم مع الجيش ذريعة للاعتداء على الفلسطينيين، بحجة الانتقام من الجيش.
وأكد أن الجيش يهادن هؤلاء المستوطنين، وفي غالبية الأحيان يحميهم وهم ينفذون الاعتداءات، بل ويعتدي على الفلسطينيين الذين يتصدون لهم أو حتى يلتقطون الصور لتوثيق الاعتداءات. وكان عشرات المستوطنين قد اعتدوا أيضاً على سيارات الجيش، خلال عملية الهدم، فمزقوا عجلاتها وحاولوا إشعال النيران فيها. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، إنه هدم هذه البيوت لأنها أقيمت بلا ترخيص في مناطق معدة لحفظ الآثار.
من جهة أخرى، أقدمت سلطات الاحتلال على إجراءات قمعية عدة للفلسطينيين، فنصبت حواجز عسكرية في مواقع عدة وشطبت شعارات فلسطينية وطنية من قرى منطقة القدس. وفي بلدة كفر قدوم قضاء قلقيلية، هاجمت المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان بأدوات قمع مختلفة، فأصيب شاب بعيار معدني مغلف بالمطاط في البطن والعشرات بحالات الاختناق الشديد.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، أن جنود الاحتلال اقتحموا البلدة وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز والأعيرة المعدنية بكثافة صوب الشبان والمنازل؛ مما أدى إلى إصابة شاب يبلغ من العمر 21 عاماً بعيار معدني في البطن عولج ميدانياً من قبل طاقم الهلال الأحمر، علاوة على العشرات من حالات الاختناق التي تم التعامل معها في مركز إسعاف القرية. وأوضح شتيوي، أن مواجهات عنيفة وقعت بين الشبان وجنود الاحتلال الذين اقتحموا منازل المواطنين وحاولوا نصب كمائن فيها لاعتقال الشبان دون تسجيل أي حالة اعتقالات. وأكد شتيوي أن المسيرة انطلقت تنديداً بمساعي الاحتلال ضم مناطق الأغوار الفلسطينية والمستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة عام 67 إلى السيادة الإسرائيلية، داعيا الفلسطينيين إلى تصعيد المقاومة الشعبية في المواقع كافة لوقف هذا القرار.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».