حزب الأمة السوداني يشترط حل هياكل «الحرية والتغيير» للعودة إلى التحالف

تشكيل لجنة مشتركة لتجاوز الخلافات

TT

حزب الأمة السوداني يشترط حل هياكل «الحرية والتغيير» للعودة إلى التحالف

شكل المجلس المركزي لقوى «إعلان الحرية والتغيير»، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية في السودان، لجنة مشتركة مع حزب الأمة القومي، بزعامة الصادق المهدي، للنظر في المطالب، التي أعلن بسببها الحزب تجميد نشاطه في قوى (التغيير) لمدة أسبوعين، ورهن عودته للتحالف بالاستجابة لمطالبه. وتتكون قوى (التغيير) من أربع كتل رئيسية، تضم داخلها الأحزاب والحركات المسلحة الموقعة على ميثاق إعلان الحرية والتغيير، قبل إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن حزب الأمة طالب بحل المجلس المركزي والتنسيقية المركزية لقوى (التغيير)، وإبعاد الممثلين الحاليين، وتشكيل تلك الأجهزة من عناصر جديدة. بالإضافة إلى زيادة تمثيل كتلة (نداء السودان)، التي يمثل حزب الأمة جزءاً منها، بما يوازي حجمهم الطبيعي داخل قوى (التغيير).
ويضم تحالف نداء السودان، حزب الأمة القومي، وحركة جيش تحرير السودان، بقيادة مني أركو مناوي، وبعض الفصائل المسلحة في (الجبهة الثورية)، علاوة على التحالف الوطني السوداني.
ويمثل المجلس المركزي القيادة السياسية العليا لقوى إعلان الحرية والتغيير، ويتكون من 5 ممثلين لكل من تجمع المهنيين السودانيين، ونداء السودان، وقوى الإجماع، وثلاثة ممثلين لكل من التجمع الاتحادي وتجمع القوى المدنية.
وأشارت المصادر إلى أن قوى (التغيير) بدأت قبل فترة بالترتيب لمؤتمر تداولي لإعادة هيكلة الأجهزة داخل قوى إعلان الحرية والتغيير، وتوسيعها بغرض إشراك بعض قوى الثورة غير الممثلة في الهياكل. لكن ظروف جائحة «كورونا» حالت دون إكمال ترتيبات قيام المؤتمر.
وبحسب المصادر، التي فضلت حجب اسمها، فإن المؤتمر سيجري تقييما لتجربة أداء قوى (التغيير) خلال الفترة الماضية، وسيعمل على معالجة القصور.
وقالت المصادر إنه رغم إعلان حزب الأمة تجميد نشاطه في هياكل قوى إعلان الحرية والتغيير، إلا أنه أبقى على ممثليه في اللجنة العليا للطوارئ الصحية، ولجنة تفكيك واجتثاث نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مشيرة إلى أن المطالب التي يطرحها حزب الأمة «ضغوط لتحقيق أهداف أخرى». وكان حزب الأمة القومي قد دفع بمذكرة للمجلس المركزي، الذي يشارك فيه بممثلين، قرر فيها تجميد نشاطه في هياكل قوى إعلان الحرية والتغيير لمدة أسبوعين، منتقدا ما أسماه باضطراب موقف القيادة السياسية لقوى إعلان الحرية والتغيير بصورة مخلة.
ودعا «الأمة» في المذكرة إلى عقد مؤتمر تأسيسي لقوى الثورة، الموقعة على إعلان الحرية والتغيير داخل وخارج هياكل قوى (التغيير) الراهنة، واعتماد عقد اجتماعي جديد لإصلاح هياكل الفترة الانتقالية لتحقق مهامها الواردة في الوثيقة الدستورية.
وهدد حزب الأمة في حال عدم الاستجابة لمطالبه في ظرف أسبوعين، بأنه سيعمل على تحقيق التطوير والإصلاح المنشود مع كافة الجهات الوطنية من قوى التغيير والحكومة التنفيذية والمجلس السيادي بشقيه، المدني والعسكري.
وأشار الحزب إلى أنه طرح رؤية لإصلاح الأوضاع تتجاوز المصفوفة التي اتفق عيلها شركاء الحكم في السودان، مجلسي السيادة والوزراء، وقوى إعلان الحرية والتغيير لحل القضايا الاستراتيجية، والملحة في البلاد خلال الفترة الانتقالية.
وقالت ذات المصادر التي تحدثت للصحيفة، إن حزب الأمة كان مشاركا ضمن قوى إعلان الحرية والتغيير في الوصول إلى المصفوفة التي أجازتها الأطراف الثلاثة، كما يشارك بممثلين في اللجان الفرعية التي شكلت بموجب المصفوفة.
وأكدت المصادر أنه من الصعوبة تجاوز المصفوفة، التي توافق عليها شركاء الوثيقة الدستورية، ووضعت جداول ومواقيت زمنية محددة لإكمال هياكل السلطة الانتقالية بتعيين ولاة الولايات المدنيين، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، وحل الضائقة الاقتصادية، إلى جانب إحداث إصلاحات في الأجهزة العدلية والنظامية بالبلاد.
وأوضحت المصادر أن اللجنة المشتركة ستعمل على تجاوز الخلافات والتباين في وجهات النظر مع حزب الأمة القومي، رغم وجود تيار متشدد داخله، يطالب بالرد كتابة على المذكرة، وتوقعت أن يأخذ الأمر بعض الوقت.
وكانت كتلة (نداء السودان) قد أعلنت عن تكوين لجنتين لتطوير وتبني رؤية وخطوات واضحة لعملية الإصلاح التنظيمي والسياسي داخل الحرية والتغيير.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».