أعتقد أننا تعلمنا الكثير من محنة «كورونا»، التي ضربت كل القطاعات الحيوية في الحياة، وليس الرياضة فقط، وأول ما تعلمناه أننا لم نكن نعي النعم البسيطة التي كنا نعيشها مثل ممارسة الرياضة والتجمع والتدريب والذهاب للملاعب، والتسوق بحرية، وحلاقة الشعر، والأكل في المطاعم، ولقاء الأهل والأحبة، وأمور يومية اعتيادية لم نكن نفكر فيها بتعمق كبير.
واليوم ندخل شهر رمضان المبارك، ونحن في بيوتنا بعيدين عن الأهل والأصدقاء، وبعيدين لأول مرة (منذ وعينا على هذه الدنيا) عن ممارسة طقوس هذا الشهر الذي ننتظره بشغف كل عام مرة.
وسط كل هذه الأمور المستحدثة في حياتنا من فيروس مستحدث، لم يعرف العلم له دواءً حتى الآن، نجد أن المجتمعات العربية بشكل عام، والمجتمع السعودي بشكل خاص، تعاضدت أكثر وأكثر، وشاهدنا مبادرات ومساهمات نرفع القبعة لها، احتراماً، وشاهدت وعياً لدى نجوم كرة القدم الذين يتابعهم الملايين، وهم يحثون الناس على البقاء في المنازل، وتواصل معي أكثر من نجم مثل هتان باهبري، مثلاً، يطلب مني مساهمة بفكرة أو مقولة أو تحدٍ، ليضعه على حساباته في السوشيال ميديا من أجل الترفيه عن المحجورين في بيوتهم أولاً، وتوعيتهم ثانياً، وحتى لقتل الملل، وملء وقت الفراغ الطويل، جراء الجلوس في المنزل.
مدربة اللياقة البدينة السعودية أمل باعطية، التي لم يعد بمقدورها الذهاب لمركزها الرياضي لتدريب زبائنها، ابتكرت فكرة إبداعية بالتبرع بجلسات تدريبية لكل من تحب (أو يحب) عبر حسابها على «إنستغرام»، باستخدام أدوات المطبخ، وهي فكرة دفعتنا لإعداد تقرير مطول عنها لبرنامج «صدى الملاعب»، الذي بقي مستمراً طوال أزمة «كورونا»، رغم توقف النشاط الرياضي السعودي، إيماناً منا بالمسؤولية المجتمعية على الإعلام الرياضي الذي لا ينحصر عمله فقط في تغطية المباريات، ونقد التحكيم، ولقاء النجوم، بل عليه أيضاً مسؤولية (تربوية وتوعوية)، حتى في الأوضاع الطبيعية غير الاستثنائية مثل التي نمر بها حالياً.
الإعلام مسؤولية صحيح أن قد يكون ترفيهياً وإمتاعياً، ولكن الأصح أن يكون طرفاً في قضايا مجتمعة وشريكاً فاعلاً فيها، بعيداً عن الإثارة المفتعلة التي تضر... ولا تنفع.
7:57 دقيقة
المسؤولية الاجتماعية
https://aawsat.com/home/article/2250976/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9
المسؤولية الاجتماعية
المسؤولية الاجتماعية
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة