جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمسكه بقيام دولة اتحادية في بلاده ترتكز على «توزيع عادل للسلطة والثروة»، مشيراً إلى أن الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيّاً تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة في بلاده.
وأكد هادي في خطاب بثّته المصادر الرسمية اليمنية لمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، أن بلاده «لن تكون مرتعاً للأفكار الهدّامة، أو ممراً خلفياً يعبر منه المتسللون لإقلاق أمن المنطقة؛ عبر وكلاء هنا أو هناك يفتقدون روح الانتماء لأمتهم العربية، ويقامرون بحقد طائفي دفين في زمن لم تعد المقامرة فيه إلا صورة جلية للخيانة والغدر»، في إشارة للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وقال الرئيس اليمني إن انقلاب الميليشيات المستمر منذ 6 سنوات بدعم إيراني تسبب في كارثة إنسانية لم يشهد اليمن مثيلاً لها، «وكل ذلك لتنفيذ أجندة طائفية دخيلة يقف وراءها ملالي طهران»؛ بحسب تعبيره.
وجدد هادي التأكيد على أن الحرب لم تكن خيار الشرعية وأنها حاولت بشتى الطرق والوسائل تفاديها، حتى بعد أن أشعلتها الميليشيات الانقلابية، وقال: «عملنا، ولا نزال، على إنهاء الحرب، وقدمنا التنازلات تلو التنازلات؛ ولعلّ آخرها استجابتنا لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن لوقف إطلاق النار في كافة الجبهات، وكذلك لمبادرة تحالف دعم الشرعية من أجل التفرغ وحشد الإمكانات والطاقات لمواجهة وباء (كورونا) المستجد».
وأضاف: «لكن للأسف الشديد، وكعادتها، قامت الميليشيات الانقلابية بتكثيف عملياتها العدوانية والقتالية في أكثر من جبهة، وأطلقت الصواريخ الباليستية على الأحياء والتجمعات السكنية في مدينة مأرب مستغلة التهدئة».
ووجّه الرئيس اليمني التحية لقوات الجيش والمقاومة وقال: «لقد آن الأوان بعد أن رأى العالم كيف تعاطت ميليشيا الانقلاب الحوثي مع هذه الهدنة، أن يدرك المجتمع الدولي حقيقة هذه الميليشيات الحوثية الدموية، وأنها مجرد أدوات ودُمى تحركها طهران لخدمة أجندتها المشبوهة والمساومة بدماء اليمنيين». وفي سياق حرص الشرعية اليمنية على التعاطي مع جهود السلام، قال الرئيس اليمني: «نجدد التأكيد أننا سنظل، ومن موقع القوة والمسؤولية، في مربع الإيجابية والتعاطي البنّاء والجاد مع كل الدعوات الصادقة والحريصة لإحلال السلام الشامل والدائم وفق المرجعيات الثلاث، بنية صادقة وحرص أيضاً على ثوابت وتضحيات اليمنيين الجسيمة من أجل وطن لا مجال فيه للاستقواء بالسلاح أو المناطقية أو السلالية، وإقامة دولة اتحادية مدنية عادلة ترتكز على التوزيع العادل للسلطة والثروة».
وثمّن الرئيس هادي «نيابة عن اليمنيين المواقف البطولية لدول تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية في نصرة اليمن»، وأضاف: «نجدد العهد والوعد، أن اليمن لن تنسلخ من جلدها العربي لصالح ثقافة دخيلة على شعبنا وتاريخنا»؛ في إشارة إلى المشروع الإيراني وأداته الحوثية.
كما أشار إلى أن الرئاسة والحكومة تشاطر الشعب «المعتز بهويته العربية وإسلامه الوسطي المعتدل والمقاوم للأجندة الطائفية الدخيلة، المعاناة والألم والأعباء والتحديات المعيشية والاقتصادية» التي قال إنها «ازدادت صعوبة ومعاناة مع ما شهدته عدد من المدن والمحافظات اليمنية؛ وعلى رأسها عدن من سيول وأمطار غزيرة، جراء المنخفض الجوي».
وأكد الرئيس اليمني أنه لن يدخر جهداً لوضع حد لهذه المعاناة المتفاقمة، مشيراً إلى أنه أمر الحكومة «بالقيام بواجبها لمواجهة هذه التحديات والصعوبات واستنفار الطاقات لتقديم الخدمات الأساسية والتخفيف عن كاهل المواطنين وتعزيز حضور الدولة في المناطق المحررة وبناء المؤسسات الخدمية والأمنية».
وتابع: «التحديات كبيرة، ولكن الإصرار والتحدي، وعزائم الرجال المخلصين، ووحدة الصف ونبذ الانقسامات والاختلافات، سيمكننا من تجاوز تلك التحديات والصعوبات».
وعلى خلفية الأضرار التي أصابت مدينة عدن، كشف الرئيس اليمني عن أنه وجّه الحكومة بالعمل «وبشكل فوري وبعيدٍ عن الروتين لرصد عاجل من 3 مستويات للأضرار التي تسبب بها المنخفض الجوي وتعويض المتضررين».
وأثنى هادي على المَشاهد التي جسدها شباب مدينة عدن وغيرها من المدن وهم ينقذون الأهالي وكبار السن من الغرق، وقال: «علينا أن نتضامن على المستوى الرسمي والشعبي، مع كل عائلة وأسرة يمنية فقدت أغلى ما لديها وهم يضحون بحياتهم من أجل الحفاظ على الدولة والجمهورية وإسقاط المشاريع الرجعية المتخلفة أياً كانت».
هادي متمسك بدولة اتحادية «ترتكز إلى توزيع عادل للسلطة والثروة»
هادي متمسك بدولة اتحادية «ترتكز إلى توزيع عادل للسلطة والثروة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة