الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة أستانة» بحث أوضاع إدلب وشرق الفرات والتسوية

وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران (ارشيفية)
وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران (ارشيفية)
TT

الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة أستانة» بحث أوضاع إدلب وشرق الفرات والتسوية

وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران (ارشيفية)
وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران (ارشيفية)

أجرى وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران جولة محادثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أمس، تناولت تطورات الوضع في إدلب ومسار العملية السياسية في سوريا والوضع الإنساني وعودة اللاجئين.
وقالت مصادر روسية إن موسكو ركزت من جانبها على ضرورة رفع العقوبات الأحادية المفروضة من جانب الولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى على سوريا وإيران وعدد آخر من البلدان.
وأكد وزراء خارجية الدول الثلاث ضرورة مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى بشأنها، بما في ذلك في إطار الترتيب لعقد قمة سادسة في إطار عملية أستانة بعد تطبيع الوضع مع فيروس كورونا.
وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن اجتماع مسار أستانة السابع الذي عقد أمس (الأربعاء) عن بعد تناول آخر التطورات في إدلب وشرق الفرات والعملية السياسية في سوريا والوضع الإنساني وعودة اللاجئين. وأضاف أن الاجتماع الثلاثي بحث أيضا سبل مكافحة وباء كورونا المستجد.
وسبق الاجتماع زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت طهران إلى أن قمة رؤساء الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) لم تلغ لكن أُجلت بسبب انتشار فيروس كورونا.
وعشية الاجتماع، الأمس، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالين هاتفيين مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني، تركز البحث خلالهما على التطورات في سوريا والوضع في إدلب وسير اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين في 5 مارس (آذار) الماضي. وقالت مصادر بالرئاسة التركية إن إردوغان وبوتين شددا خلال الاجتماع على ضرورة العمل على دفع العملية السياسية في سوريا والتمسك بوحدتها.
إلى ذلك، أعلنت موسكو أن لافروف أجرى أمس، اتصالا هاتفيا مع نظيره الأردني أيمن الصفدي. وجاء في بيان الوزارة أنه جرى خلال المكالمة «تبادل الآراء حول الجوانب الرئيسية من جدول الأعمال الإقليمي مع التركيز على الوضع في سوريا، بما في ذلك مهام المساعدة على حل مشاكل السكان المدنيين بالتوافق مع القانون الإنساني الدولي». وأضاف أنه «تم التعبير عن الرضا بشأن توصل الأطراف السورية إلى اتفاق حول ترتيب الأعمال اللاحقة للجنة الدستورية»، مشيرا إلى أن الصفدي أشاد بخطوات الجانب الروسي لدعم تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار أستانة.
على صعيد آخر، نفذت تركيا موجة ثالثة من حملة توطين تقوم بها في تل أبيض، شمال محافظة الرقة، وقامت قواتها في سوريا بالإشراف على عملية نقل أكثر من 500 شخص من عائلات مقاتلي الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا في جرابلس الواقعة ضمن ما يسمى منطقة «درع الفرات» في شمال حلب، عبر 150 حافلة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تم أيضا نقل بعض مهجري غوطة دمشق وحمص وإدلب إلى مدينة تل أبيض، بينما لا تزال المجالس المحلية في مناطق القوات التركية والفصائل الموالية لها تسجل أسماء عائلات المقاتلين من أجل نقلهم إلى ما يعرف بمنطقة «نبع السلام» في شرق الفرات.
وتعد هذه هي الموجة الثالثة لنقل عائلات المقاتلين، وقال الرئيس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن بلاده بدأت العمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين، بعد أن سيطرت عليهما القوات التركية والفصائل الموالية لها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فيما يسمى عملية «نبع السلام» العسكرية.
في الوقت ذاته، كشفت تقارير عن أن القوات التركية انتهت مؤخرا من إقامة جدار جديد في منطقة عفرين الواقعة ضمن ما يسمى منطقة «غصن الزيتون» التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها في شمال سوريا، على بعد يصل إلى 600 متر من الجدار الحدودي القديم، وسط مخاوف من احتمالات قيام أنقرة برسم حدود جديدة وضم قرى وتلال استراتيجية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.