{تواطؤ} على الحجر في لبنان بين الحلاقين وزبائنهم

الحلاق ألكس يقص شعر رأس أحد زبائنه في المنزل
الحلاق ألكس يقص شعر رأس أحد زبائنه في المنزل
TT

{تواطؤ} على الحجر في لبنان بين الحلاقين وزبائنهم

الحلاق ألكس يقص شعر رأس أحد زبائنه في المنزل
الحلاق ألكس يقص شعر رأس أحد زبائنه في المنزل

لم تستطع غالبية الحلاقين ومزيني الشعر في لبنان كبت غضبهم تجاه الإجراءات المتّخذة للحد من انتشار وباء «كورونا» وإقفال محلاتهم عملاً بقرار التعبئة العامة. ومؤخراً نفّذ أصحاب صالونات الحلاقة في مدينة طرابلس اعتصاماً، مطالبين الحكومة بالسماح لهم بمزاولة أعمالهم كالمعتاد بعد انحسار الوباء في لبنان. فهم كغيرهم من زملائهم في المهنة يعانون من ضائقة اقتصادية ويعجزون عن تأمين مصاريفهم اليومية.
وفي ظل إقفال محلاتهم اضطر بعض الحلاقين إلى استقبال زبائنهم في الخفاء، بحيث يدخلونهم من أبواب جانبية وخلفية بدل المداخل الأساسية المعتمدة عادة.
ولا تتوانى بعض النساء من دخول محلات تزيين الشعر بهذه الطريقة سعياً وراء تجديد أناقتهن بشكل أو بآخر. فبينهن من ترغب في تلوين شعرها الأبيض وإعادة رونقه لتبقي على إطلالتها المعهودة أمام زوجها وأبنائها. فيما تجد شريحة أخرى بتصفيف شعرها أسبوعياً، ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها حتى في أحلك الظروف، وهو ما ينعكس إيجاباً على حالتها النفسية. وتقول ميريلا التي لا تزال تتردد عند مصفف شعرها في طرابلس: «يكفي أنّنا نعاني من الإحباط والكآبة في ظل التزامنا منازلنا منذ أكثر من شهرين، وعلينا أقله في هذه الفترة أن نشعر بأننا لا نزال أحياء ونتنفس على طريقتنا».
أما فاديا بارودي فتروي: «في الخفاء ادخل محل تصفيف الشعر، ويضع حلاقي الصبغة على شعري لأهرول عائدة إلى منزلي خوفاً من (كبسة) غير منتظرة من رجال الأمن. فلم أكن أتخيل يوماً أني سأسير بين أهل الحي بكل ثقة بالنفس وأنا في هذه الهيئة. وفي البيت أنتظر المدة المطلوبة لإتمام مفعول الصبغة وأغسل شعري بعدها فأشعر براحة نفسية لا مثيل لها».
ولكن ما تقوم به ميريلا وفاديا كما ذكرتا لـ«الشرق الأوسط» يغيب تماماً عن نورا التي وجدت طريقة أفضل للاعتناء بجمالها وهي إرسالها وراء مصفف شعرها إلى منزلها في منطقة الروشة. وتقول: «لم أرغب في كسر قاعدة التعبئة العامة والمخاطرة بالتوجه إلى محل تصفيف الشعر. ومنذ فبراير (شباط) الماضي وحلاقي يأتيني المنزل متخذاً كل الإجراءات الوقائية اللازمة ليصفّف شعري».
ولا يختلف الرجال كثيراً عن النساء في هذا الموضوع، فبعضهم لا يزال يتذكر جدّه أو والده الذي كان يأتيه الحلاق إلى المنزل بناء على طلبه. كما أنّ شريحة من الأثرياء ورجال الأعمال وحتى السياسيين يتبعون هذا التقليد لأنّهم لا يحبون ارتياد محلات تصفيف الشعر الرجالي. فهم بذلك يبقون حياتهم الحميمة بعيداً عن أعين زبائن آخرين، وليس من الضروري أن يرونهم أثناء تلوين شعرهم أو حلاقة ذقنهم. «هي عادة كان يقوم بها جدي أيام زمان في منطقة المزرعة». يروي باسم في حديث لـ«الشرق الأوسط» ويضيف: «كان يرفض أن يتوجه إلى محل الحلاقة. فهو كان يدفع للحلاق إضافة إلى تسعيرة القص وحلاقة الذقن البقشيش (الحرزان) كي يلبيه في أي وقت يطلبه فيه».
من ناحيته، يشير ألكس، وهو حلاق رجالي لم يتوقف عن مزاولة مهنته منذ بداية الأزمة: «أتخذ كامل احتياطاتي، أضع الكمامة على وجهي وأرتدي القفازات وأقص شعر زبائني في بيوتهم. ويعبرون عن امتنانهم الكبير لي».
والمعروف أن سياسيين وفنانين ورجال أعمال كانوا في الماضي يتمسكون بمصفف شعرهم فيرافقهم في أسفارهم، أو يطلبونه على وجه السرعة في رحلة سفر خاصة حيثما يذهبون، ويتكفلون بدفع بطاقة السفر، وأحياناً يقدمون للحلاق خدمة مرفهة في طائرتهم الخاصة.
فمصفف الشعر على طريقة «الدلفيري» (التوصيل المنزلي) ظاهرة غير جديدة، أعادها وباء «كورونا» إلى يوميات اللبنانيين وذكرياتهم. وهي رائجة حتى إشعار آخر، سيما أنّ أصحاب هذه المهنة يتكلون على رزقهم اليومي كي يؤمنوا مصاريف عوائلهم.
أما نضال سابا، وهي ربة منزل وأم لثلاث بنات، فقد وجدت وسيلة أخرى تحقق من خلالها التوفير وسرعة الخدمة فيما يخص إطلالة زوجها. وتقول: «كان زوجي يرتاد أهم محلات الحلاقة في بيروت، ولكن في ظل (كورونا)، ولنحيد أنفسنا تماماً من إمكانية الإصابة بالوباء، بت أقص شعر رأسه بنفسي وهو يبادلني هذه الخدمة، عندما أريد تصفيف شعري. وهذه الحال لا تقتصر علي فقط، فهناك عدد كبير من أصدقائنا يقومون بذلك».
وانتشرت من ناحية ثانية على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديوهات مصورة لمصففي شعر يعلّمون النساء كما الرجال كيفية تلوين شعرهم، وقصّه وتصفيفه.
ويعلّق المزين النسائي روبير في الأشرفية في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بعض الزبائن لا يستغنون عن أنامل مصفف الشعر مهما كلّفهم الأمر. وهذه الفيديوهات لا تلبي حاجاتهم لأنّها برأيهم تربكهم ولا يعرفون كيفية تطبيقها على أرض الواقع. ومن البديهي أن نبحث عن سبل تؤمن أرزاقنا في هذه الفترة. فنحن من أول المتضررين من قرار التعبئة العامة المطبق في لبنان والذي يقضي بإقفال محلاتنا. وحالياً أنتظر تلقي مكالمة هاتفية من هذه الزبونة أو تلك وألبي طلبها بكل طيبة خاطر لأنني بحاجة إلى تأمين رزقي».
شريحة أخرى من الرجال لم تتوانَ عن حلق شعر رأسها بالكامل، تفادياً لأي احتكاك مع شخص من خارج عائلتها في زمن الجائحة. وصارت موضة الرأس الحليق بين ليلة وضحاها ظاهرة رائجة بين الرجال في لبنان الذين وجدوا فيها خير سبيل للوقاية من العدوى.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.