مصر: «الأعلى للإعلام» يعاقب «المصري اليوم» بعد سلسلة مقالات «مثيرة للجدل»

 المجلس الأعلى للإعلام (أرشيفية)
المجلس الأعلى للإعلام (أرشيفية)
TT

مصر: «الأعلى للإعلام» يعاقب «المصري اليوم» بعد سلسلة مقالات «مثيرة للجدل»

 المجلس الأعلى للإعلام (أرشيفية)
المجلس الأعلى للإعلام (أرشيفية)

حذفت صحيفة «المصري اليوم» من موقعها الإلكتروني، اليوم (الأربعاء)، سلسلة مقالات تحت اسم مستعار «نيوتن»، امتثالاً لقرارات صدرت من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مساء أمس، أوصت بإزالتها وتغريم الصحيفة مالياً بسبب ما رود عن سيناء.
وحقق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أمس مع كل من صلاح دياب، مؤسس «المصري اليوم» والمساهم في ملكيتها وكاتب مقالات «نيوتن»، وعبد اللطيف المناوي، العضو المنتدب ورئيس تحرير صحيفة «المصري اليوم»؛ على وقع سلسلة مقالات اعتبرت أنها «مثيرة للجدل».
وقال رئيس التحرير التنفيذي لـ«المصري اليوم»، إيهاب الزلاقي، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، اليوم، إن الموقع الإلكتروني التزم بحذف المقالات السابقة لـ«نيوتن»، مشيراً إلى صعوبة حذف المقالات من النسخ «بي دي إف» للصحيفة، لأنها مثل الصحيفة الورقية التي طبعت بالفعل.
وأكد الزلاقي، أن الصحيفة ستمتثل للقرارات الصادرة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بعدم نشر مقالات «نيوتن» في باب الرأي، مشيراً إلى أن الممثل القانوني للصحيفة يتابع باقي القرارات.
وقبل ساعات من قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ذكرت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان «كلمة (المصري اليوم)»، «أنها تعرضت خلال الأسبوعين الماضيين، ومؤسسها صلاح دياب، إلى هجمة إعلامية كاسحة لم تكن لها علاقة بحوار أو جدل صحافي حول قضية من قضايا الوطن، يجوز فيها الاختلاف والتنوع».
وحذفت مقالات «نيوتن» التي تنشر بصحيفة «المصري اليوم» منذ نحو ثماني سنوات، بعد سلسلة مقالات اعتبرت مثيرة للجدل ووصفها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وهو الهيئة المسؤولة عن تنظيم وسائل الإعلام في مصر، بأنها «تنتهك أحكام الدستور والقانون وتنشر وتبث الضغينة».
وقرر المجلس أمس معاقبة «المصري اليوم» بغرامة مالية مقدارها مائتان وخمسون ألف جنيه مصري (نحو 16 ألف دولار أميركي)، وإحالة رئيس تحريرها إلى المساءلة التأديبية بنقابة الصحافيين، مع منع الصحف ووسائل الإعلام من ظهوره لحين انتهاء المساءلة التأديبية.
وحسب القرار رقم 16 لسنة 2020، فقد ألزم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام صحيفة «المصري اليوم» وموقعها الإلكتروني بإزالة «المحتوى المخالف» من الموقع، وحجب الباب الذي نُشرت وبُثت به المواد المخالفة بالصحيفة والموقع الإلكتروني لمدة ثلاثة أشهر، وإحالة الواقعة إلى النائب العام للتفضل بالنظر والتصرف في الشق الجنائي. كما قرر المجلس منع جميع الصحف ووسائل الإعلام من ظهور صلاح دياب، لمدة شهر، حسب بيان المجلس.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».