{أعمال العشرين} تدعو إلى تذليل تحديات الشركات الصغيرة

TT

{أعمال العشرين} تدعو إلى تذليل تحديات الشركات الصغيرة

شددت مجموعة الأعمال السعودية، التابعة لمجموعة العشرين، على ضرورة العمل على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، بصفتها إحدى الدعامات الأساسية المحركة للاقتصاد والقطاع الخاص، داعية إلى العمل على تذليل التحديات التي تواجهها بسبب آثار الجائحة، حالياً ومستقبلاً، في محاولة لإعادة إحياء الأعمال في المرحلة الجديدة.
وأكد الدكتور عبد الوهاب السعدون، ممثل «شيربا» مجموعة الأعمال السعودية في مجموعة العشرين، أن المبادرة تهدف إلى معالجة تداعيات الوباء من خلال التنسيق العالمي، والالتزام على المدى الطويل، مؤكداً في الوقت ذاته أن المجموعة ملتزمة بتلبية احتياجات الشركات الصغيرة، خاصة ما يتعلق بالتنقل خلال هذه الأوقات العصيبة.
ولفت السعدون إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والمتوسطة، عرضة للآثار السلبية الاقتصادية بسبب الجائحة، مشيراً إلى أن مهمة مجموعة الأعمال السعودية (B20) هي دفع الحكومات وقطاع الأعمال للعمل معاً من أجل مستقبل مستقرّ في ظل تنمية مستدامة.
ومن ناحيتها، قالت رانيا نشار، الرئيس التنفيذي لشركة «سامبا كابيتال»: «نحن بحاجة للتأكد من مشاركة النساء في عمليات صنع القرار»، مشيرة إلى أن القطاع النسائي ركيزة مهمة حيوية في قطاع الأعمال والاقتصاد، مبينة أن «السيدات في كثير من دول العالم الثالث -أفريقيا خاصة- كادحات وعاملات بشكل كبير في مجالات الزراعة والأعمال الأخرى».
وشددت نشار على ضرورة دعم وتحفيز النساء، لا سيما أن المرأة تواجهها كثير من التحديات، من حيث الأعمال وفرص التوظيف، في وقت اقتحمت فيه كثيراً من المجالات الحيوية الجديدة في عالم الأعمال. وجاء ذلك في جلسة حوارية افتراضية عبر الإنترنت، أمس (الثلاثاء)، أكدت ضرورة تكاتف وتعاون دول العالم لمعالجة واقع وبطء نمو قطاع الأعمال بفعل التأثيرات السلبية لتفشي كورونا، وذلك بمشاركة عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين لإجراء نقاش عالمي حول استمرارية الأعمال والانتعاش بعد انحسار الوباء.
وشدد الاجتماع، في جلسة تحت عنوان «إعادة إحياء الأعمال في المرحلة الجديدة»، على ضرورة استمرار العالم في تعاونه بشكل لصيق لمواجهة صدمات وباء «كوفيد-19» غير المسبوقة، واكتساب الصحة والرفاهية الأولوية المطلقة، من خلال الخطط المحفزة لانتعاش الاقتصاد العالمي، مع أهمية دعم تعاون رواد أعمال من أنحاء العالم كافة، وعملهم للإسهام في تعظيم بيئة الأعمال.
وناقش الاجتماع تقييم الاستجابة العالمية والتعامل مع الوباء، مستعرضاً واقع العمل الجديد والاستجابة للأزمة والاستعداد للمستقبل، مع محاولة لرسم مسار الانتعاش، وبحث كيفية تعظيم دور التكنولوجيا المساعدة على الانتعاش الاقتصادي.
وشارك في الجلسة الحوارية الافتراضية، بجانب أعضاء مجموعة الأعمال، كل من بول بولمان رئيس غرفة التجارة الدولية، والدكتور ديفيد نافارو مبعوث منظمة الصحة العالمية الخاص بشأن مواجهة فيروس كورونا، وفرانشيسكو ستاراس الرئيس التنفيذي المدير العام لشركة «إينل»، وفيرنر بومان الرئيس التنفيذي لشركة «باير»، وجان كايس الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «كايس».


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.