سيول جارفة تضرب عدن... وهادي يوجه باتخاذ تدابير للإغاثة والإيواء

سيول ضربت عدة مدن يمنية أمس (إ.ب.أ)
سيول ضربت عدة مدن يمنية أمس (إ.ب.أ)
TT

سيول جارفة تضرب عدن... وهادي يوجه باتخاذ تدابير للإغاثة والإيواء

سيول ضربت عدة مدن يمنية أمس (إ.ب.أ)
سيول ضربت عدة مدن يمنية أمس (إ.ب.أ)

ضربت السيول الجارفة الناجمة عن مياه الأمطار مدينة عدن اليمنية أمس (الثلاثاء) ما أدى إلى توقف كلي لخدمات الكهرباء والمياه وشل الحركة بعدما تحولت الشوارع إلى بحيرات، في وقت أكدت مصادر محلية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل غرقا وتهدم العشرات من المنازل.
وجاءت هذه التطورات في وقت واصلت الجماعة الحوثية شن هجماتها على مواقع قوات الجيش اليمني في صرواح (غرب مأرب) وفي جبهات محافظة الضالع (جنوب) ومحافظة حجة الحدودية (شمال غربي). وفي حين وجه سكان المدينة نداءات استغاثة لتصريف المياه وإيواء الأسر التي غرقت منازلها، أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجهات الحكومية بسرعة التحرك لإغاثة المتضررين وإيوائهم. وكان مراقبو الأرصاد توقعوا أن يستمر تشكل المنخفض الجوي المتسبب في هطول الأمطار على عدن والمحافظات المجاورة يومي الثلاثاء والأربعاء داعين السكان إلى توخي الحذر والبعد عن مجاري السيول. وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن أغلب الشوارع في مديريات كريتر والتواهي والمنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر باتت مغمورة بمياه الأمطار في حين جرفت السيول ثلاثة أشخاص على الأقل في مديرية المعلا، بينهم طفلان، ما أدى إلى وفاتهم وفق مصادر طبية في المدينة.
وشهدت المدينة انقطاعا تاما للكهرباء في حين ذكر مسؤولون محليون أن السلطات المحلية وجهت بقطع الخدمة خشية الحوادث التي يمكن أن يتسبب فيها التيار الكهربائي في ظل غرق الشبكة بمياه الأمطار.
ودعا السكان في مناشداتهم مختلف الجهات إلى الإسراع بعملية تصريف المياه من الشوارع خشية أن تختلط مياه الأمطار بشبكات مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي، إضافة إلى تحاشي انتشار الأوبئة بسبب القمامة المتكدسة وتكاثر البعوض.
وذكر الشهود أن عشرات المنازل العشوائية في أحياء التواهي والشيخ عثمان وكريتر تعرضت للغرق فيما تهدم العديد منها بخاصة الواقع منها في مجاري السيول المتحدرة من جبال المدينة. وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة لعمليات إنقاذ قام بها السكان في أحياء مدينة عدن، كما أظهرت صور أخرى مشاهد لآثار الدمار الذي تعرضت له المنازل والشوارع.
في غضون ذلك، أفادت المصادر الرسمية بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمر نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة الطوارئ في الحكومة سالم الخنبشي باتخاذ المعالجات والتدابير اللازمة لإغاثة أبناء وساكني عدن لتجاوز تبعات وآثار الأمطار والسيول التي شهدتها عدن وما ترتب عنها من تداعيات وأضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية ومنازل المواطنين والمفقودين.
وشدد هادي - بحسب وكالة «سبأ» الحكومية - على ضرورة تفعيل عمل اللجان الميدانية المعنية بالإغاثة والإنقاذ والإسعاف والإيواء والحصر والمواساة لكل الضحايا ومعالجة الأضرار المترتبة على ذلك وعمل رؤية استراتيجية تتضمن معالجات لتفادي أضرار السيول والكوارث.
وذكرت المصادر الرسمية أن هادي حذر المسؤولين المعنيين من التقصير وعدم الاهتمام والوقوف الجدي لمواجهة أضرار السيول في عدن وغيرها من المحافظات، ودعا إلى تسخير جميع الوسائل والإمكانات لتجاوز المحنة مع التأكيد على أهمية مواصلة اتخاذ الاحتياطات اللازمة واستمراريتها من قبل المواطنين والأجهزة المعنية كافة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي أنه أطلع الرئيس هادي على الجهود المبذولة من خلال حالة الاستنفار والطوارئ المعلنة والشروع في اتخاذ المعالجات لتفادي تكرار أضرار السيول مستقبلاً ومحاسبة المقصرين.
على الصعيد الميداني، أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الميليشيات الحوثية واصلت شن هجماتها على مواقع قوات الجيش اليمني في جبهة صرواح (غرب مأرب) رغم التهدئة المعلنة من قبل تحالف دعم الشرعية وهو ما اضطر الجيش إلى التصدي للهجمات وتكبيد الجماعة خسائر في الأرواح والمعدات.
وفي محافظة الضالع (جنوب) أفاد الإعلام العسكري بأن القوات المشتركة تمكنت من صد هجمات الجماعة الحوثية في مناطق الفاخر و«باب غلق» وأخذت زمام المبادرة للسيطرة على العديد من المواقع الجبلية غرب محافظة الضالع.
على الصعيد ذاته، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي بأن الميليشيات الحوثية استمرت أمس (الثلاثاء) في خرق الهدنة الأممية من خلال قصف واستهداف الأحياء والقرى السكنية في مديرية التحيتا ومنطقة الجبلية التابعة لها جنوب محافظة الحديدة غرب اليمن.
وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة إن «الميليشيات أطلقت عددا من قذائف الهاون صوب الأحياء السكنية في مركز مديرية التحيتا، بالتزامن مع إطلاق نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة وسلاح البيكا بشكل مكثف، كما استهدفت القرى السكنية في منطقة الجبلية بقذائف (آر بي جي) وبالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة وبالأسلحة القناصة».
كما أفاد المركز بأن الميليشيات الحوثية استهدفت أمس (الثلاثاء) القرى السكنية في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، ضمن تصعيدها العسكري المتواصل بحق المدنيين.
ونقل المركز الإعلامي لقوات العمالقة عن مصادر محلية في مديرية الدريهمي تأكيدها أن «الميليشيات استهدفت القرى السكنية بقذائف الهاون وبسلاح القناصة وبالأسلحة الرشاشة المتوسطة، ما تسبب بحالة من الذعر والخوف والهلع في صفوف المدنيين».
إلى ذلك، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر. نت) بأن قوات الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة في محافظة حجة(شمال غربي) أفشلت هجوما حوثيا في جبهة «الطينة» وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي للجماعة الحوثية على مواقع الجيش في محافظة تعز (جنوب غربي).


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.