تُعد شبكة يوم الأرض العالمي أضخم ملتقى للحركة البيئية العالمية، إذ تضم 75 ألف شريك في 192 دولة، يعملون معاً لتحقيق التغيير الإيجابي، وتنويع وتنشيط وتعزيز المعارف حول قضايا البيئة.
خلال سبعينات القرن الماضي، ساهمت فعاليات يوم الأرض في تعزيز الوعي البيئي ضمن المجتمع الأميركي، فكانت عاملاً مؤثراً في إنشاء هيئات بيئية حكومية، وحظر مبيد «د.د.ت»، وإصدار قوانين نظافة المياه والهواء، وتطبيق قواعد الكفاءة والانبعاثات من السيارات، ووضع أول لائحة للكائنات المهددة بالانقراض، وبدء تقييد استخدام مركَّبات كلوروفلوروكربون المسببة لثقب الأوزون.
وعلى المستوى العالمي، أطلقت شبكة يوم الأرض عام 2010 أكبر حملة للخدمات البيئية في العالم، تقوم على بناء التزامات ثابتة ومبادرات من قبل الأفراد والمنظمات والشركات والحكومات، لإحداث فارق في صالح البيئة على المستوى الفردي أو الوطني أو العالمي. ونجحت هذه الحملة في تسجيل مليار «عمل بيئي» قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في مدينة ريو البرازيلية سنة 2012، وما زالت الحملة قائمة حتى الآن، وتقترب من تسجيل المليار الثالث من الأعمال.
ومنذ إطلاق مبادرة «مشروع ظل شجرة»، زرع شركاء شبكة يوم الأرض مئات ملايين الأشجار في 32 دولة، مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجاً لإعادة التحريج. وتعمل الشبكة على دعم استعادة الغطاء الشجري، وإعادة بناء الاقتصادات المحلية، من خلال زراعة أنواع الأشجار المنتجة التي يمكن أن توفر موارد غذائية صحية للمجتمعات المحلية.
كما كانت شبكة يوم الأرض شريكاً في إنشاء جائزة «مدارس الشريط الأخضر»، وهي مبادرة أطلقت في سنة 2011 لتشجيع المدارس العامة والخاصة على خفض البصمة البيئية، وتحسين صحة الطلاب والموظفين، وتوفير التعليم البيئي المتعدد التخصصات.
وتتقاطع هذه المبادرة في تفاصيل كثيرة مع برنامج مماثل أطلقته مجلة «البيئة والتنمية» عام 1996، عندما رعت إنشاء أكثر من 400 نادي بيئة في المدارس اللبنانية، ثم توسَّع البرنامج في العالم العربي مع تبنِّيه من قبل المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفِد) الذي أصدر في مؤتمره الأخير في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 مرجعاً شاملاً بعنوان «الدليل البيئي للمدارس العربية: التربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وفي يوم الأرض سنة 2015، أعلنت الشبكة «التزامات المواطن العالمي»، في تجمُّع ضمَّ قادة عدد من الدول ومديري شركات كبرى، وغيرهم من الشخصيات المؤثرة. ومن بين هذه الالتزامات تقديم مرفق البيئة العالمي مبلغ 200 مليون دولار من أجل تنظيف المحيطات، وإحداث صندوق ائتماني لإدارة التلوث والصحة البيئية تابع للبنك الدولي، وإطلاق تحالف عالمي يضم برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ووكالة حماية البيئة الأميركية لمنع جميع أنواع الطلاء التي تحتوي على الرصاص.
وفي وجه السياسات التي تقلل من شأن العلم وتشكك فيه، نجحت شبكة الأرض سنة 2017 في تنظيم «مسيرة من أجل العِلم» شارك فيها 150 ألف شخص يدعمون علم المناخ والحقائق المستندة على الأدلة.
واجتذبت هذه المسيرة التي بدأت في واشنطن، اهتمام كثيرين، وكانت حافزاً لتنظيم مسيرات مماثلة في أكثر من 600 مدينة حول العالم، كما كانت مصدر إلهام للتظاهرات المناخية الشبابية التي انطلقت في السنوات الأخيرة للمطالبة بمستقبل بيئي أفضل.
لكن المشاركة العربية في شبكة يوم الأرض تبقى محدودة، وهي تقتصر على بعض الشركاء في مصر والمغرب وتونس والعراق وعُمان والإمارات؛ خصوصاً من خلال برامج تربوية يتم تنفيذ بعضها مع الوزارات، وأخرى مع هيئات بيئية أهلية.
أي إنجازات لأيام الأرض؟
أي إنجازات لأيام الأرض؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة