جورج كوكس: اللعب بالخارج يمكن أن يفتح الأبواب المغلقة

نادي فورتونا سيتارد الهولندي تحول إلى قبلة للاعبين الشباب الباحثين عن آفاق جديدة

كوكس في مواجهة أياكس في سبتمبر الماضي
كوكس في مواجهة أياكس في سبتمبر الماضي
TT

جورج كوكس: اللعب بالخارج يمكن أن يفتح الأبواب المغلقة

كوكس في مواجهة أياكس في سبتمبر الماضي
كوكس في مواجهة أياكس في سبتمبر الماضي

يقول الظهير الأيسر لنادي برايتون الإنجليزي، جورج كوكس، الذي يلعب على سبيل الإعارة لنادي فورتونا سيتارد الهولندي: «المجيء إلى هنا هو بالتأكيد أفضل شيء قمت به». ويعد كوكس واحداً من كثير من اللاعبين الشباب الذين انتقلوا للدوري الهولندي الممتاز من أجل المشاركة في عدد أكبر من المباريات، وتطوير مستواهم.
ويعتمد نادي فورتونا سيتارد الهولندي على التعاقد مع المواهب الشابة، ومنحها فرصة المشاركة في المباريات في الدوري الهولندي الممتاز، ثم بيعها بمبالغ مالية أعلى بعد ذلك. أما اللاعبين الذين يلعبون للنادي على سبيل الإعارة، فتتضمن عقودهم شروطاً تسمح للنادي الهولندي بالتعاقد معهم بصفة دائمة، وهو ما يعد بمثابة فرصة لهؤلاء اللاعبين الشباب أن يثبتوا أنهم يستحقون اللعب في الدوري الهولندي الممتاز.
وفي بداية الموسم، كان كوكس أمام خيارين: إما الانتقال إلى دوريات أدنى في إنجلترا وإما الانتقال إلى هولندا. ويقول عن ذلك: «لقد قررت الانتقال إلى هولندا من أجل العمل على تطوير مستواي، وقد تعلمت الكثير خلال هذا العام. اللعب في دوري الدرجة الثانية ليس أفضل قرار، لكن بعض اللاعبين يقومون بذلك، ويعملون على الصعود بعد ذلك للدوريات الأعلى في إنجلترا، لكن بعض الأشخاص يفضلون تجربة شيء جديد والذهاب إلى الخارج، وأنا شخصياً أرى أن ذلك هو الشيء الأفضل».
وقد لعب كوكس لبعض الوقت مع نادي نورثهامبتون في دوري الدرجة الثالثة بإنجلترا الموسم الماضي، لكنه لم يشارك خلال تلك الفترة سوى في 5 مباريات فقط، في حين أنه لعب 21 مباراة مع فورتونا سيتارد، وأصبح أحد العناصر الأساسية بالفريق، تحت قيادة المدير الفني سيغورز أولتي، ومساعده كيفين هوفلاند، وهو لاعب دولي سابق في منتخب هولندا، ويعرف الكثير عن كيفية اللعب في خط الدفاع. يقول كوكس: «يتفوق نادي أياكس أمستردام على باقي الأندية الأخرى. لقد لعبت أمام أياكس أمستردام في ثالث مباراة لي مع الفريق، وأدركت أن هذا الفريق في مستوى مختلف تماماً عن باقي الأندية، وأعتقد أن كثيراً من الناس لا يدركون مدى قوة هذا الفريق. لقد كنت ألعب ضد كوينسي بروميس، لكن لاعبي الفريق داني فان دي بيك ودوسان تاديتش كانا يلعبان في مناطق قريبة مني، ويتسببان في كثير من الصعوبات بالنسبة لي. إنهم لاعبون رائعون، ليس فقط من الناحية الفنية، ولكن أيضاً من حيث الذكاء الكروي وكيفية التحرك داخل الملعب».
وقد لعب تود كانتويل أيضاً في صفوف فورتونا، قبل أن يعود مرة أخرى لنادي نوريتش سيتي، حيث أثبت نفسه بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز. وبفضل الأداء الجيد الذي قدمه كوكس في الدوري الهولندي، فإنه جذب إليه أنظار كثير من الأندية الأخرى، وقد شاهده كثير من كشافة اللاعبين. ويحث كوكس اللاعبين الإنجليز الشباب على النظر للخارج، والبحث عن تجارب جديدة لتطوير مستواهم، ويقول عن ذلك: «اللعب بالخارج يمكن أن يفتح كثيراً من الأبواب المغلقة، ويُظهر للناس أن لديك شخصية قوية، ولا تخشى الخروج من بلدك، والذهاب إلى مكان جديد. فتود كانتويل يقدم الآن مستويات جيدة للغاية مع نادي نوريتش سيتي، وكان انتقاله للدوري الهولندي بمثابة الخطوة التي فتحت له آفاقاً جديدة في مسيرته الكروية؛ أعتقد أن الانتقال إلى الخارج هو الخيار الأفضل لـ80 في المائة من اللاعبين تحت 23 عاماً في إنجلترا».
ويضم نادي فورتونا لاعبين على سبيل الإعارة من كثير من الأندية الأوروبية، بما في ذلك فالنسيا وبوروسيا دورتموند ويوفنتوس، وهو ما يعد بمثابة إشارة واضحة على أن اللاعبين الشباب يؤمنون بقدرة هذا النادي على تطوير مستواهم. يقول مساعد المدير الفني للنادي، كيفين هوفلاند: «أعتقد أن الدوري الهولندي الممتاز كان على مدار سنوات طويلة هو أفضل مسابقة لتطوير قدرات اللاعبين الشباب. لقد شعرت بذلك عندما كنت لاعباً أيضاً، فعندما ذهبت إلى الخارج، رأيت أشياء مختلفة، وتعلمت أشياء جديدة في أكاديميات الناشئين في هولندا، ثم ذهبت للعب في الخارج وأنا في الثالثة والعشرين أو الرابعة والعشرين من عمري».
ويضيف: «ما تسمعه من اللاعبين القادمين من الخارج، وخاصة من إنجلترا -حيث كان لدينا كانتويل، والآن كوكس- وما تشعر به وتسمعه، خاصة في الجوانب الخططية، يجعلك تدرك أن هؤلاء اللاعبين لم يحصلوا على التعليم المناسب في هذا الصدد، وخاصة الطريقة التي نعلم بها اللاعبين. الوضع مختلف هنا، ومن الجيد بالنسبة للاعبين الشباب أن يتعلموا مثل هذه الأشياء هنا، والتعامل مع مديرين فنيين حصلوا على تعليم مختلف. أعتقد أن هذا هو الفرق الرئيسي بالنسبة لنا كمديرين فنيين».
ويتابع: «يتعين على اللاعبين أن ينظروا للقدوم إلى هنا على أنه مدرسة للتعلم، وأن السفر إلى الخارج سوف يجعلهم يتعلمون شيئاً جديداً مع مدرس جديد. ربما يستطيع اللاعب أن يتحسن في غضون شهر أو ثلاثة أو ستة أشهر، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. إنهم بحاجة إلى التعود على الثقافة الجديدة، ونحن نقول هذا الأمر للأندية، وهي تثق بنا».
إن هذه الرؤية المختلفة من جانب هوفلاند قد ساعدت كوكس كثيراً في فهم اللعبة. وعندما يتم استئناف المباريات بعد أزمة فيروس كورونا، فسيواصل فورتونا العمل من أجل الهروب من شبح الهبوط. ويُقدر كوكس أهمية كل مباراة، لكنه يقول إن ذلك يمكن أن ينطبق على الدوريات الأدنى في إنجلترا أيضاً، ويضيف: «الفرق هو أنني ألعب أمام أفضل اللاعبين في معظم الأسابيع، لكن الأمر يختلف في دوري الدرجة الثالثة في إنجلترا. كما تتاح لي الفرصة للعب أمام أياكس أمستردام وبي إس في أيندهوفن على ملعبهما، وهي الأشياء التي جعلتني أوافق على خوض هذه التجربة».
ودائماً ما تكون الخطوات التالية لأي شخص في كرة القدم غير مؤكدة. وسينتهي عقد كوكس بنهاية الصيف الحالي، وسيتعين عليه الانتظار لكي يعرف ما إذا كان فورتونا سيحول تعاقده إلى تعاقد دائم أم لا. وإذا لم يحدث ذلك، فيمكنه مواصلة مسيرته الكروية في مكان آخر، سواء في المملكة المتحدة أو في الخارج. ومهما كان الفصل التالي في مسيرته الكروية، فإن كوكس يشعر بالرضا التام عن تجربته في الدوري الهولندي هذا الموسم، ويقول: «لقد كنت ألعب في برايتون منذ أن كنت في العاشرة من عمري، لكن الانتقال إلى الدوري الهولندي كان هو الخيار المثالي بالنسبة لي من أجل التحسن والتطور».


مقالات ذات صلة

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».