متعة سردية يقطعها تشتت الأحداث

«القطار... إلى منزل هانا» للروائي العراقي الراحل سعد محمد رحيم

سعد محمد رحيم
سعد محمد رحيم
TT

متعة سردية يقطعها تشتت الأحداث

سعد محمد رحيم
سعد محمد رحيم

هذه الأيام وبسبب العزلة والحجر الإجباري، خوفاً من مصافحة الضيف الثقيل «فيروس كورونا» رحت أراجع مكتبتي، لأقتطف الثمار التي نضجت، ولم تؤكل بعد، فوقفت مع عددٍ لا بأس به من الكتب؛ دواوين شعر، وكتب نقدية، قرأتُ منها مباحث، وفصولاً، لم أستطع إكمالها، وبحوث أكاديمية كنتُ مجبراً على إكمالها وعلى مضض، وروايات أيضاً، ومن بين كل تلك الأجناس فإن الرواية هي العمل الأدبي الوحيد الذي لا تستطيع الانفكاك منه، إلّا أنْ تكمله، وأقصد الروايات الشيِّقة طبعاً، وواحدة من تلك الروايات هي للروائي الراحل سعد محمد رحيم (1957 - 2018)، واسمها «القطار... إلى منزل هانا». ودائماً حين يرحل منّا أديبٌ وصديقٌ نشعرُ بالمرارة والحزن، ونؤكد بيننا وبين أنفسنا أنَّنا يجب أنْ نُعيد نتاج هذا الأديب بالقراءة والتأمل، ربما في جزء منها بعضُ وفاءٍ، نشعر به، وفي جزءٍ آخر هو هيبة الموت التي يتركها على أرواحنا، بحيث نشعر لحظتها بالفارق الزمني والإبداعي الذي خلَّفه ورحل هذا الأديب أو ذاك. أعود إلى قطار سعد محمد رحيم، وهي رواية لا تستطيع الفكاك من أسرها، لطريقة السرد التي حبكت العمل، وللغة الواضحة والغامضة في الوقت نفسه، وللتداخل الزمني الموجود، ولتداخل اليوميات التي تقترب من دفتر المذكرات اليومي الشيق الذي يسجل التفاصيل اليومية بكل طفولة ودهشة، ولمشاهد الحب في بعض مفاصلها، ولكنْ قطعاً كل عملٍ سيواجَه بوجهات نظر مختلفة وبعضها متقاطع.
«القطار... إلى منزل هانا» باعتقادي هي رواية حب، وليس كما وصفها الناقد فاضل ثامر في مقدمة الرواية التي طبعها اتحاد الأدباء والكتاب في العراق 2018 بعد وفاة رحيم بسنة، بأنَّها رواية «بوليسية» وتقترب من أجواء أغاثا كريستي، والناقد فاضل ثامر يقارب هذه الفكرة من خلال إشارات الرواية نفسها، ذلك أن أم «هانا» سيدة اسمها «جاكلين» جاءت مع زوجها «ديفيد» عالم الآثار البريطاني، وتكتب روايات بوليسية، وهذه المقاربة صحيحة لأن أغاثا كريستي روائية بوليسية، وسكنت في العراق مع زوجها عالم الآثار البريطاني في بدايات القرن الماضي، في الموصل، إلى هذا الحد فإنَّ المقاربة صحيحة، ولكننا نختلف في توصيف فاضل ثامر بأنها رواية بوليسية، ذلك أنَّنا لم نخرج بمشهد بوليسي واحد، في الرواية كلها، ربَّما تخللها بعض اللقطات التي تقترب من أجواء التحقيقات، ولكنها بقيت مشاهد مبتورة، وغير ملتحمة مع عمل الرواية بشكل عام، وسنأتي لبعض هذه التفاصيل.
تدور أحداث الرواية بين مكانين مختلفين، وزمانين مختلفين، فالمكان الأول هو الحُنينة موقع أثري في العراق عام 1967 والمكان الثاني هو لندن 2005، وبطل الرواية هو عالم آثار عراقي اسمه «رمزي عبد الصمد» من الموصل، ودرس في لندن تحت يد أحد علماء الآثار واسمه «ديفيد»، و«ديفيد» مع زوجته «جاكلين» أقاما في موقع «الحنينة» الأثري في 1967 ومعهم الشاب «رمزي» للتنقيب في ذلك الموقع، لدى «ديفيد» بنت اسمها «هانا» لها صديق اسمه «سام» عادا من الهند، وهما متخاصمان، و«هانا» شابة جميلة، يستغرق الروائي بوصفها والهيام بها، وبعد أنْ اختلفت مع حبيبها «سام» ذهبتْ مع «رمزي» الشاب المنقِّب عن الآثار مع أبيها في نفس اليوم. وفي اليوم الثاني هاجرت «هانا» إلى لندن، ولم يرها إلَّا في عام 2005. هذا يعني أنَّ الزمن الروائي اختصر لنا الكثير من التفاصيل خلال هذه الفترة، التي تزوَّج فيها «رمزي» من إحدى المعلمات، وأنجب بنتاً وولداً، وبعدها بسنوات تعرضت زوجته لمرض السرطان، وماتت على أثره، وبسبب الحرب الأهلية في العراق، غادر «رمزي» بعد أنْ أُحيل على التقاعد إلى لندن، هو وابنته الطبيبة رحاب، وولده نزار.
سكن في شقة في ضواحي لندن، بعدها بدأ جولته الجديدة، وهي البحث عن «هانا» طبعاً في هذه المدة توفي البروفسور «ديفيد»، والد «هانا»، مع زوجته «جاكلين» كاتبة الروايات البوليسية أيضاً، وبقيت «هانا» وحدها، وبسنواتها التي تشارف الستين عاماً، إلى أنْ استدل عليها «رمزي» ووصل بيتها، وجلس معها، وبدأ يحاول أنْ يذكّرها بنفسه التي نسيته كما تشير الرواية، إلى أنْ تذكّرته، كأنَّه خيطٌ ذابلٌ من الماضي، وبقيا على صداقة قوية، وعاشا لحظات حب، وهما في شيخوختهما، كأنهما يتشبهان برواية «الحب في زمن الكوليرا» حيث لم يحظَ العاشق الشاب بحبيبته، إلَّا بعد بلوغه الخامسة والسبعين، ويأخذها في قارب تجاري، رافعاً فيه علم الإصابة بالكوليرا، دون أْنْ يعترضهما أي شخصٍ في لحظات حب مجنونة.
هكذا بقي «رمزي» مع «هانا» ولكنه لم يحظَ بالحميمية معها إلَّا مرة واحدة، فقد تعرضت مباشرة لوعكة صحية شديدة اكتشفت فيما بعد أنها مصابة بنفس المرض الذي أصاب أمَّها، وهو «سرطان مبايض الرحم» وانتهت الرواية بهذه الحالة، التي أتفق مع ثامر حين قال عنها: «حتى ليخامرني الشك في أنَّ الرواية، بمعنى من المعاني، يمكن أنْ تكون ناقصة أو غير مكتملة...»، وهذه ليست الملاحظة التي أودُّ ذكرها، إنَّما هناك ملاحظات منها على سبيل المثال، ورود شخصيات في الرواية، وأحداث لم ترتبط على الإطلاق بالعمل الروائي، ولو قمنا بحذف تلك المشاهد، لما أثَّر على مسير العمل، فمثلاً يأتي رجلان (لأحدهما هيئة جيمس بوند، والآخر يذكِّر ببدانته والغليون الذي في فمه بونستون تشرتشل وإنْ لم يكن يشبهه) يأخذان الدكتور «رمزي» في لندن طبعاً، ويحققان معه، يسألهم «رمزي»: من أنتم؟ يجيبه أحدهم: «أنا الدكتور واتسون، وهذا زميلي المستر جون وهذه المس ليلي، لسنا جهة معادية، وفي النهاية سيصب هذا في مصلحتك». يسألونه عن شيءٍ اسمه «الحلقة المفقودة» ولكن التحقيق كان لطيفاً وسهلاً حيث الاسترخاء مع السيجار، وتكرر مرتين دون أنْ تكون هناك إجابة عن هذا الموضوع، ودون أنْ يؤثر هذا الحدث على مسار الرواية المبنيّ للحظة الحب التي تركتها «هانا» في روح «رمزي» في نهاية الستينات، ومن المشاهد أيضاً أنْ يلتقي «رمزي» مع امرأة ثملة، اسمها «إيميلي» يلتقيها في القطار وينزلان معاً، هي تستأجر تاكسياً، ومن ثم تنادي عليه تطلب منه 20 يورو، لم يجد في جيبه غير 50 يورو، تخطفها منه، وبعد أيام، مصادفةً، يلتقيها مرة ومرتين وثلاثاً، ويبدأ يربط خيوطها مع الدكتور «واتسون» ولكننا كقراء لا نخرج بنتيجة من هذا الربط الذي لم يستطع الروائي إثباته، أو إقناعنا بأنهم عصابة واحدة، يحاولون الإيقاع بالدكتور «رمزي»، وانتهت الرواية ولم نخرج بنتيجة عن وضع هذه الصديقة.
إنَّ هذه الأحداث الثلاثة: العصابة التي تحقق مع «رمزي» حول الحلقة المفقودة، والمرأتان اللتان التقاهما «رمزي»، لم ترتبط بأي خيطٍ من خيوط الحبكة الروائية، ذلك أنه لو حذفت تلك المشاهد من الرواية لما ارتبك العمل، وبهذه النتيجة فإنَّ دخولهم في الرواية هو دخولٌ غيرُ فني، ولا علاقة دلالية تربطهم ببقية الخيوط، وبهذا تتحوَّل الرواية في بعض صفحاتها إلى دفتر مذكرات، بمعنى أنَّها تروي في عدد من صفحاتها ما يجري معها بشكلٍ يوميٍ، وهذه الرواية غير المرتبطة مع سياق الرواية، يؤثر على الوحدة الدلالية والعضوية للعمل الذي تتفرق شخصياته، وأماكنه، وأزمنته، ولكنَّه في النتيجة يقوم الروائي بتجميع تلك الخيوط، وربط بعضها بالبعض الآخر، كما تترابط الأزمنة والأمكنة أيضاً، ولكن مع كل هذه الانفلاتات اليومية في الرواية، فإنَّها حفلت بتشويق عالٍ بلغة تُمسك بقلب القارئ وعقله لتتابع خيط السرد، وإنْ تفكَّك في بعض محاوره. في الملخص نقول إنَّ الرواية هي قصة حب لشاب محروم مع شابة بريطانية، استمرت ساعة لكن انطبع طعمُ تلك الساعة التي قضاها مع «هانا» أربعين عاماً. لم يستطع الفكاك من تلك اللحظة، إلى أنْ التقاها مرة ثانية، بعد ذبول العمر، وذهاب قطاره باتجاهات متعددة، لكنَّ الاتجاه الأكثر دفئاً لديه هو ذهاب قطاره باتجاه «هانا».



عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.