الحوثيون مستمرون في تجاهل دعوة غوتيريش

الجيش أفشل هجمات في 4 جبهات ويسقط طائرة مسيرة في سماء الجوف

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (موقع أخبار الأمم المتحدة)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (موقع أخبار الأمم المتحدة)
TT

الحوثيون مستمرون في تجاهل دعوة غوتيريش

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (موقع أخبار الأمم المتحدة)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (موقع أخبار الأمم المتحدة)

لم تجد الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة في اليمن بهدف الحد من فرص انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، استجابة من قبل جماعة الحوثي الانقلابية فيما لقيت استجابة من قبل تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، الذي أعلن وقف إطلاق النار في اليمن؛ حيث صعدت الجماعة الانقلابية من عملياتها العسكرية في مختلف جبهات القتال.
ورغم تصاعد عدد قتلاها، شنت الجماعة الحوثية منذ إعلان التحالف وقف إطلاق النار هجوما موسعا على مواقع الجيش الوطني مصحوبا بقصف مكثف، بمختلف الأسلحة، علاوة على قصفها الأحياء والقرى السكنية في مختلف المحافظات التي تشهد مواجهات عسكرية ومواصلة التحشد المستمر إلى مواقعها، مقاتلين وآليات عسكرية، مستغلة غياب مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وخلال اليومين الماضيين اشتدت المعارك في جميع جبهات القتال بما فيها مأرب والبيضاء والجوف وفي الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
وأفادت مصادر عسكرية باندلاع معارك عنيفة، الأحد، في جبهة الحازمية في البيضاء، وسط اليمن، عقب شن ميليشيات الحوثي هجوما على مواقع الجيش الوطني، المسنود من المقاومة الشعبية من أبناء القبائل، الذي أفشل الهجوم الحوثي وشن هجماته وقصفه المدفعي على مواقع الانقلابيين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وبالتزامن قصفت ميليشيات الحوثي بقذائف المدفعية مواقع تمركز قوات الجيش في جبهة قانية، شمال البيضاء.
وقتلت امرأة وطفلان وأصيب آخرون، الجمعة، جراء قصف ميليشيات الحوثي الانقلابية حيا سكنيا في منطقة العقلة بمديرية الصومعة، جنوب شرقي محافظة البيضاء. كما تمكنت قوات الجيش من إحباط هجوم حوثي، الأحد، على مواقعه في جبهة صلب، غربي مديرية نهم (شرق صنعاء)، وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ومساء السبت أسقطت قوات الجيش الوطني طائرة مسيرة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية أثناء تحليقها على مواقع الجيش في جبهة الجدفر شرق مديرية الحزم بمحافظة الجوف.
جاء ذلك في الوقت الذي أفشلت فيه قوات الجيش هجوما واسعا شنته جماعة الحوثي الانقلابية في جبهة حرض، شمال حجة، شمال غرب، وفق ما أورده الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر.نت» الذي نقل عن قائد اللواء الأول قوات خاصة في محور حرض العميد حسين عبيد الجار، قوله بأن «قوات الجيش أفشلت هجوم الميليشيا الحوثية الذي يعد الرابع من نوعه، منذ بدء التزام الجيش بوقف إطلاق النار». مؤكدا أن «المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا الحوثية فيما لاذ من نجا منهم بالفرار».
وقال بأن «قوات الجيش ملتزمة بوقف إطلاق النار». وأن «للجيش الحق في الرد على كافة اعتداءات الميليشيا الحوثية التي ترفض كافة المبادرات لإيقاف إطلاق النار لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».