وضع «الحرس الثوري»، أمس، حدّاً لصمته إزاء تقارير عن احتكاك بين زوارق إيرانية وسفن أميركية، وحذر الولايات المتحدة من مغبة أنشطتها العسكرية في الخليج، قائلاً إن قواته البحرية كثفت نتيجة لذلك دورياتها لتأمين مرور السفن الإيرانية.
وقال الجيش الأميركي، الأربعاء الماضي، إن 11 قطعة بحرية تابعة لبحرية «الحرس الثوري» اقتربت بشكل خطير من سفن أميركية تابعة للبحرية وخفر السواحل في الخليج، ووصف الأمر بأنه «خطير واستفزازي».
وأفادت «رويترز» بأن بياناً لـ«الحرس الثوري» أكد للمرة الأولى حدوث هذه الواقعة. وهدد البيان بأن إيران «سترد رداً حاسماً على أي خطأ ترتكبه الولايات المتحدة في الخليج».
ونصح البيان الأميركيين «باتباع القواعد الدولية وبروتوكولات البحرية» في الخليج العربي وخليج عمان و«الإحجام عن أي مخاطرة أو قصص مختلقة وزائفة»، مضيفاً: «يجب أن يتأكدوا من أن بحرية (الحرس الثوري) والقوات المسلحة القوية تعدّ التصرفات الخطرة من الأجانب في المنطقة تهديداً للأمن القومي وهو خط أحمر، وأي خطأ في الحسابات من جانبهم سيلقى رداً حاسماً». وقبل ذلك؛ قال بيان للجيش الأميركي إن السفن الإيرانية اقتربت من 6 سفن عسكرية أميركية تقوم بعمليات مشتركة مع طائرات هليكوبتر عسكرية أميركية في المياه الدولية. وأضاف الجيش الأميركي أنه، في مرحلة ما، اقتربت السفن الإيرانية لمسافة 10 ياردات من السفينة «ماوي» التابعة لقوات خفر السواحل الأميركية.
ونفت القوات البحرية لـ«الحرس الثوري» رواية الجيش الأميركي عن الحادث، وقالت إن القوات الأميركية «تصرفت بشكل غير احترافي». بدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان «الحرس الثوري» أن البحرية الأميركية قدّمت «رواية غير صحيحة حول هذا الحادث، مما يشير إلى أن الأميركيين يرغبون في نسخة هوليوودية للأحداث».
وذكرت الوكالة أن البيان اتهم سفن الولايات المتحدة بـ«اعتراض» سفينة «سياوشي» في 6 و7 أبريل (نيسان) الحالي من خلال القيام «بتصرفات عالية المخاطر وتجاهل التحذيرات». وقبل يومين على رواية «الحرس الثوري»، كان وزير الدفاع الإيراني البريجادير جنرال أمير حاتمي قد نفى الحادث، وعدّ أن الرواية الأميركية «بلا أساس».
ونقلت «رويترز» عن حاتمي قوله: «ما يؤدي لانعدام الأمن في منطقة الخليج (...) هو الوجود غير المشروع والعدواني للأميركيين الذين جاءوا من الطرف الآخر للعالم إلى حدودنا ووجهوا مثل هذه المزاعم التي بلا أساس».
ونوه «الحرس الثوري» في بيانه بأنه كثّف دورياته رداً على ذلك وأرسل 11 زورقاً لمواجهة البوارج الأميركية في 15 أبريل الحالي. وقال: «ورغم التصرفات غير المهنية والاستفزازية التي يقوم بها الإرهابيون الأميركيون وعدم مبالاتهم بالتحذيرات، ومع التصدي الشجاع وبسالة قواتنا، فإنه قد تم إرغام البوارج الأميركية على الانسحاب من مسار قطع البحرية التابعة لـ(الحرس الثوري)» حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ووفق بيان سلاح البحرية الأميركي، كانت بوارج تابعة للبحرية وخفر السواحل تنفّذ عمليات في المياه الدولية في شمال الخليج مصحوبة بمروحيات «أباتشي» الهجومية.
وجاء الحادث عشية الذكرى الأولى لتوقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرسوماً يصنف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية.
وبعد نحو 9 أشهر على تصنيف «الحرس» وتوتر شهدته مياه الخليج، سمح الرئيس الأميركي بتوجيه ضربة جوية قضت على العقل المدبر للعمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري» قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني.
وردت إيران على هذه الضربة بهجوم صاروخي في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي على قاعدة «عين الأسد» في العراق حيث كانت تتمركز قوات أميركية. ولم يسفر هذا الهجوم في حينه عن سقوط قتلى أو جرحى، لكن في توقيت لاحق جرى تشخيص حالات ما يزيد على 100 عسكري بإصابات دماغية.
«الحرس» الإيراني يكثّف دورياته في الخليج بعد احتكاك خطير
«الحرس» الإيراني يكثّف دورياته في الخليج بعد احتكاك خطير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة