مسؤول فلسطيني: وفد الرئيس مستعد للذهاب إلى غزة مجدداً

TT

مسؤول فلسطيني: وفد الرئيس مستعد للذهاب إلى غزة مجدداً

قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» روحي فتوح، إن يد الحركة ممدودة للخروج من وباء الانقسام، في ظل مواجهة الاحتلال، وصفقة ترمب - نتنياهو، وتفشي وباء كورونا (كوفيد - 19).
وطالب فتوح، حركة حماس، في بيان، ردا على تصريحات لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية (حمل فيها السلطة وفتح مسؤولية عدم إنهاء الانقسام) بالخروج من الحالة النمطية، ووقف توجيه الاتهامات وتحميل المسؤولية للغير والتهرب من مواجهة الحقيقة.
وقال فتوح إن الوحدة الوطنية والانصهار في جسم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هي الطريق الوحيدة لإنهاء كل المشاكل الصغيرة والكبيرة، وأنه لن يبقى ملف معلق دون حل، (القضايا السياسية والاقتصادية والقانونية وغيرها دون استثناء). وأوضح أن موقف فتح منذ شكل الرئيس محمود عباس بداية شهر فبراير (شباط) الماضي، وفدا، هو الذهاب إلى غزة لإنهاء الانقسام.
وأضاف موضحا: «أجرينا اتصالات مع حماس من أجل ترتيب اللقاءات، وفوجئنا بوضع خيارات أمامنا علينا أن نقبل بها حسب ترتيبها، أولا لقاء موسع يضم قوى ومنظمات وشخصيات عامة ووجهاء، وثانيا لقاء خماسي يضم «حماس» و«الجهاد» و«الشعبية» و«الديمقراطية» وتلتحق بهم «فتح»، وثالثا اللقاء الثنائي بين «فتح» و«حماس». وكان ردنا أننا نلمس عدم الجدية وهذه لقاءات شكلية لن تقودنا لعمل وطني مثمر، أما اللقاء الموسع فعبارة عن همرجة لتضليل الرأي العام، واللقاء الخماسي غير مقبول فنحن مع الكل الوطني الذين شاركوا في اجتماعات القاهرة وموسكو، ونرحب باللقاء الثنائي بين «فتح» و«حماس» لأن اتفاقنا ولو بالحد الأدنى سينجح العمل الوطني العام».
وتابع عضو مركزية فتح، إلى أنه في حينها كان الموقف خطيرا وبحاجة إلى توحيد الموقف وإنهاء الانقسام لمواجهة صفقة العصر، «خاصة أن الرئيس في حينها كان سيلقي كلمة هامة أمام مجلس الأمن يوم 11 فبراير ليسمع العالم كلمة فلسطين من على أهم منبر للمجتمع الدولي، لكن للأسف أصرت «حماس» على موقفها ورفضت لقاء المشاركين في القاهرة وموسكو، وأصرت على اللقاء الخماسي، الذي سميناه لقاء أربعة + واحد، للأسف تهربوا من اللقاء الثنائي».
واستطرد فتوح: «بعد الأسبوع الذي بذلنا فيه كل ما نستطيع لإتمام مهمتنا التي لم تنجح، عدنا والحاج إسماعيل إلى الضفة، ومع ذلك حافظ الرئيس على موقفه بضرورة أن يكون هناك اختراق للوضع الراهن. ومع تفشي وباء كورونا، كلفني بعد إعلان حالة الطوارئ بالذهاب إلى غزة، حيث أقوم أنا وأخي أبو ماهر حلس بمحاولة جديدة، وذهبت مع الأخ زياد أبو عمرو عضو اللجنة التنفيذية، نائب رئيس الوزراء، وحاولت مع الأخ غازي حمد، ترتيب لقاء، لكنه اعتذر بسبب اجتماع لجنتهم الإدارية لمواجهة فيروس كورونا، ولم نتوصل فيما بعد إلى أي لقاء يكسر الجمود الحالي، وعليه عدت إلى الضفة».
وأعلن فتوح أن الرئيس لديه الاستعداد أن يعيد إرسال الوفد رغم حالة الحظر في ظل الجائحة، «وأنا شخصيا لدي الاستعداد أن أنفذ الأمر إذا ما تم تكليفي، فالوحدة الوطنية فوق كل اعتبار». لافتا إلى أن تعليمات الرئيس واضحة؛ والحكومة تنفق شهريا حوالي 100 مليون دولار على قطاع غزة، لا يعود منها شيء من مداخيل القطاع إلى الخزينة العامة رغم أن الجباية مستمرة في غزة.
وكان هنية قال في تصريحات وزعها المكتب الإعلامي لحركة حماس «نحن حرصنا على عدم تسييس أزمة كورونا لأنها إنسانية، لذلك بادرت بالاتصال مع قيادات في السلطة من أجل حماية شعبنا في غزة والضفة، لكن أستطيع أن أقول إن التعاون ليس بالدرجة الكافية». وأضاف أن الإخوة في رام الله ما زالوا يتحركون وفق حسابات سياسية في التعامل مع غزة، «ونقول إن هذا الموضوع يحتاج إلى جهد أكبر من السلطة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.