7 ملايين وظيفة بريطانية تحت رحمة الإغلاق

اقتصاد بريطانيا قد يخسر حوالي خمس إجمالي الوظائف بسبب الإغلاق (إ.ب.أ)
اقتصاد بريطانيا قد يخسر حوالي خمس إجمالي الوظائف بسبب الإغلاق (إ.ب.أ)
TT

7 ملايين وظيفة بريطانية تحت رحمة الإغلاق

اقتصاد بريطانيا قد يخسر حوالي خمس إجمالي الوظائف بسبب الإغلاق (إ.ب.أ)
اقتصاد بريطانيا قد يخسر حوالي خمس إجمالي الوظائف بسبب الإغلاق (إ.ب.أ)

كشفت دراسة بريطانية جديدة النقاب عن أن أكثر من نصف الوظائف في بعض قطاعات الاقتصاد البريطاني ستصبح معرضة للخطر في حالة استمرار الإغلاق في البلاد لفترة إضافية؛ بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد في البلاد.
وتشير التقديرات الصادرة عن معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية بجامعة «إسكس» البريطانية، إلى أن اقتصاد المملكة المتحدة سيخسر نحو 6.5 مليون وظيفة على الأقل، أي نحو خمس إجمالي الوظائف الوطنية، وذلك بسبب حالة الإغلاق التي تشهدها البلاد حالياً... حسبما ذكرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية الأحد.
وأفادت الصحيفة بأن العوامل التي أخذتها الدراسة في الاعتبار والتي تتعلق بقدرة الموظفين على العمل من منازلهم، تشير إلى أن بعض القطاعات ستتأثر بمعدلات أقل من غيرها.
ويُذكر أن محافظ بنك إنجلترا المركزي مارك كارني، قد أكد في وقت سابق ضرورة استعداد بلاده لضربة اقتصادية مع تزايد تداعيات تفشي فيروس «كورونا».
كما تعهد وزير المالية البريطاني ريشي سوناك في مارس (آذار) الماضي بإطلاق حزمة حوافز اقتصادية بقيمة 30 مليار جنيه إسترليني (39 مليار دولار)، في الوقت الذي يسعى فيه إلى تهيئة الاقتصاد البريطاني؛ لمواجهة التأثيرات الكارثية المحتملة لانتشار فيروس «كورونا» المستجد.
والأسبوع الماضي، أظهرت بيانات تراجع الإنفاق في قطاع التجزئة بأكثر من الربع، وتوقف مؤقت لتعاملات واحدة من كل أربع شركات نتيجة إجراءات العزل العام بسبب وباء كورونا.
وأعلن اتحاد التجزئة البريطاني، يوم الخميس، تراجع المبيعات بنسبة 27 في المائة على أساس سنوي في الأسبوعين المنتهيين في الرابع من أبريل (نيسان)، واللذين يشملان الفترة التالية لبدء إجراءات عزل عام في 23 مارس (آذار)، تضمنت إغلاق الأسواق باستثناء متاجر السوبر ماركت.
وقالت الرئيسة التنفيذية للاتحاد هيلين ديكنسون: «أدى إغلاق المتاجر غير الضرورية إلى خواء المتاجر الرئيسية وتراجع في المبيعات... لدرجة لا يمكن حتى أن تعوضها الزيادة في التسوق عبر الإنترنت»، كما أوردت وكالة رويترز.
وأظهر مسح أجراه المكتب الوطني للإحصاءات أن 25 في المائة من الشركات أغلقت مؤقتاً أو علقت التعاملات منذ العزل العام. وفي الشركات التي لا تزال مفتوحة، مُنح خُمس العاملين إجازات.
وحتى في حالة تخفيف إجراءات العزل العام وانتعاش النمو، يمكن أن يظل الناتج السنوي منخفضاً 13 في المائة في 2020. وهو أكبر تراجع سنوي في أكثر من ثلاثة قرون.
ومن جهته، قال مكتب مسؤولية الميزانية في بريطانيا إن اقتصاد البلاد قد ينكمش بنسبة 35 في المائة في الفترة من أبريل إلى يونيو (حزيران)، وإن معدل البطالة قد يزيد بأكثر من الضعف إلى عشرة في المائة نتيجة إجراءات العزل العام التي تفرضها الحكومة بسبب فيروس كورونا.
وقال المكتب إن عجز الموازنة قد يبلغ 273 مليار جنيه إسترليني (342.23 مليار دولار) في السنة الضريبية 2020 - 2021. وهو خمسة أمثال التقديرات السابقة له وبما يعادل 14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.