باحثة بمختبر ووهان حذّرت قبل عام من تفشي فيروس جديد من عائلة «كورونا»

الباحثة الصينية شي زنغلي (تلفزيون CCTV الصيني)
الباحثة الصينية شي زنغلي (تلفزيون CCTV الصيني)
TT

باحثة بمختبر ووهان حذّرت قبل عام من تفشي فيروس جديد من عائلة «كورونا»

الباحثة الصينية شي زنغلي (تلفزيون CCTV الصيني)
الباحثة الصينية شي زنغلي (تلفزيون CCTV الصيني)

حذّرت باحثة في مختبر مدينة ووهان الصينية، حيث ظهر فيروس «كورونا» المستجد لأول مرة نهاية العام الماضي، من تفشي فيروس تاجي شبيه بفيروس «سارس» قبل عام.
وجاء هذا التوقع في دراسة أجرتها شي زنغلي، الملقبة بـ«المرأة الوطواطة»، وزملاؤها في مختبر ووهان للفيروسات، عندما أكدوا على ضرورة إجراء تحقيقات حول الفيروسات القادمة من الخفافيش.
وكان هذا التحذير جزءاً من ورقة بحثية قدمتها شي، نائب مدير المختبر، وثلاثة مؤلفين مشاركين في يناير (كانون الثاني) 2019. وتم نشرها في مارس (آذار) من العام نفسه.
ويعتقد أن شي قامت بعمل تسلسل جيني لفيروس «كورونا» المستجد في غضون ثلاثة أيام بعد ظهور الوباء في الصين، ولكن جرى التعتيم عليه من قبل مديرها، حسب ما ذكرته صحيفة «ذا صن» البريطانية.
وفي الورقة البحثية، شدد الفريق بعد تحليل ثلاثة أمراض واسعة النطاق هي متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) ومتلازمة الوفاة المفاجئة لعدم انتظام ضربات القلب، على احتمال حدوث وباء بفيروس جديد من عائلة «كورونا» في الصين.
وقالوا إن جميع مسببات الأمراض الثلاثة كانت فيروسات تاجية «كورونا»، ويمكن إرجاعها إلى الخفافيش، ونشأ اثنان منها في الصين. وأضافوا: «بالتالي، من المحتمل جداً أن تنشأ حالات تفشي فيروسات تاجية من الخفافيش، وهناك احتمال متزايد أن يحدث هذا في الصين. وبذلك، يصبح التحقيق في فيروسات الخفافيش قضية ملحة للكشف عن علامات الإنذار المبكر، التي بدورها تقلل من تأثير مثل هذا التفشي المستقبلي في الصين».
وأشار العلماء إلى أن حجم الصين وعدد سكانها وتنوعها البيولوجي يمكن أن يدفع نحو الانتشار المحتمل، كما أكدوا على أن التقاليد الصينية للطعام في تفضيل اللحوم الحية للحيوانات المذبوحة قد يعزز انتقال الفيروس.
وأصبح مختبر ووهان للفيروسات، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، محل جدل مع انتشار الوباء حول العالم. ويتم تداول نظريات حول أن الفيروس خرج من المختبر، حتى إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال، يوم الأربعاء الماضي، إن واشنطن تحاول تحديد ما إذا كان الفيروس قد وصل للبشر لأول مرة عن طريق الخطأ خلال تجارب تنطوي على الخفافيش في مختبر ووهان.
وتتهم بعض الدول الصين بالمسؤولية عن نشر وباء فيروس «كورونا» المستجد أو «كوفيد - 19»، لكن وزارة الخارجية الصينية نفت هذا الأمر مراراً. وقالت بكين إن منظمة الصحة العالمية لم تجد أي دليل على أن الفيروس «من صنع الإنسان».
وتخطت حصيلة الوفيات بفيروس «كورونا» عتبة 150 ألف وفاة في العالم، فيما تم تشخيص أكثر من مليونين و207 آلاف و730 إصابة في 193 بلداً، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)

طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
TT

طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)

توصلت دراسة أميركية إلى أن توفر المساحات الخضراء في الأحياء طريقة بسيطة يمكن أن تسهم بشكل كبير في تقليل وقت الشاشة لدى الأطفال.

وأوضح الباحثون من جامعة ميتشغان أن البرامج الهادفة لإبعاد الأطفال عن الشاشات تكون أكثر فاعلية في الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء مثل الغابات، والحدائق العامة، والمناطق المفتوحة، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Health and Place).

وأصبحت زيادة وقت الشاشة لدى الأطفال مشكلة شائعة تؤثر سلباً على صحتهم البدنية والعقلية. ويقضي العديد من الأطفال ساعات طويلة يومياً في مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ ما يؤدي إلى تقليل نشاطهم البدني وزيادة فرص الإصابة بالسمنة. كما أن هذه العادة تؤثر على نوعية النوم، حيث يعاني الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات من صعوبة في النوم أو نوم غير مستقر.

وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن زيادة وقت الشاشة يمكن أن تؤدي إلى تأخر في النمو الاجتماعي والمعرفي للأطفال، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.

واعتمدت الدراسة على بيانات من «دراسة المجتمعات الصحية» في الولايات المتحدة التي تركز على سلوكيات الأطفال المتعلقة بالسمنة، حيث قام الباحثون بتحليل معلومات عن الأحياء المجتمعية للأطفال ودرسوا الوصول إلى المساحات الخضراء في تلك المناطق.

وتمت مقارنة فاعلية البرامج التي تهدف إلى تقليل وقت الشاشة بين الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء والأحياء التي تفتقر إليها. كما تم قياس تأثير هذه البرامج على سلوكيات الأطفال فيما يتعلق بوقت الشاشة والنشاط البدني.

وفقاً للدراسة، فإن نحو ثلثي الأطفال بين 6 و17 عاماً يتجاوزون الحد الموصى به أقل من ساعتين يومياً لوقت الشاشة. وتهدف بعض البرامج لتقليل وقت الشاشة من خلال توفير برامج تعليمية قائمة على المجتمع وتطوير المهارات للآباء، أو فرص النشاط البدني المجانية للأطفال.

الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات يعانون من صعوبة النوم (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب النتائج، يعد الوصول إلى هذه المساحات عاملاً مهماً في نجاح برامج تقليل وقت الشاشة، حيث توفر هذه الأماكن للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة من جامعة ميتشغان، الدكتورة إيان مارشال لانغ، إن عدم توفر المساحات الخضراء قد يؤدي إلى بيئة غير مشجعة تقلل من فاعلية البرامج الهادفة للحد من وقت الشاشة.

وأضافت عبر موقع الجامعة أن هذه النتائج تبرز أهمية اتخاذ خطوات لمعالجة الفجوات في الوصول إلى المساحات الخضراء بين المناطق المختلفة، مع ضرورة العمل على توفير بيئات أكثر عدلاً وصحة للأطفال من خلال الاستثمار في المساحات الخضراء في جميع الأحياء.

وأشارت إلى أن تحسين البيئة المحيطة بالأطفال عبر توفير المساحات الخضراء يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتقليل وقت الشاشة وتعزيز الأنشطة البدنية؛ ما يعود بالفائدة على صحة الأطفال.