الرئيس الإسرائيلي يدعو نتنياهو وغانتس إلى تجنب انتخابات رابعة

أحال التكليف إلى الكنيست لتشكيل حكومة في 21 يوماً

ملصق من الحملة الانتخابية الإسرائيلية الأخيرة لنتنياهو وغانتس (رويترز)
ملصق من الحملة الانتخابية الإسرائيلية الأخيرة لنتنياهو وغانتس (رويترز)
TT

الرئيس الإسرائيلي يدعو نتنياهو وغانتس إلى تجنب انتخابات رابعة

ملصق من الحملة الانتخابية الإسرائيلية الأخيرة لنتنياهو وغانتس (رويترز)
ملصق من الحملة الانتخابية الإسرائيلية الأخيرة لنتنياهو وغانتس (رويترز)

بعد أن انتهت مدة التكليف والتمديد للتكليف من دون نتيجة، توجه الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، إلى كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب «كحول لفان»، بيني غانتس، طالبا العمل الحثيث في الأيام القادمة على تشكيل حكومة وحدة بينهما والامتناع بأي شكل من الأشكال عن جر إسرائيل إلى انتخابات أخرى، تكون الرابعة خلال سنة.
وقال ريفلين، في رسالة إليهما، إن «البلاد تعيش في أزمة خطيرة وغير مسبوقة، بسبب وباء (كورونا)، وهناك تبعات متشعبة في الاقتصاد وجهاز التعليم. والتوجه إلى انتخابات أخرى سيكون خطوة قانونية ولكنها غير مسؤولة». وقد أعلن كل من نتنياهو وغانتس أنهما سيلتقيان (مساء أمس) لإجراء محاولة أخرى للتوصل الى تفاهمات.
وكان ريفلين قد منح غانتس كتاب التكليف لتشكيل حكومة قبل شهر، ولكن مدة التكليف (28 يوما) قد انتهت من دون توصل إلى نتيجة. فتوجه إليه كل من نتنياهو وغانتس في اللحظة الأخيرة تماما، قبل دقيقة من منتصف ليلة الاثنين - الثلاثاء، بطلب تمديد التكليف أسبوعين آخرين، وفق ما يجيز القانون، لكنه رفض. ومدد لهما 48 ساعة أخرى فقط. ورفض في الوقت ذاته طلبات عدد من وزراء معسكر اليمين بأن يمنح التكليف لنتنياهو. وانتهى التمديد في منتصف الليلة قبل الماضية، من دون نتيجة. فأحال ريفلين التكليف إلى الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الذي سيكون لديه 21 يوما أخرى ليحاول تجنيد 61 نائبا حول أحد المرشحين. فإن لم ينجحوا في ذلك، يحل الكنيست نفسه بشكل أوتوماتيكي. ويقرر موعدا للانتخابات القادمة، خلال ثلاثة شهور.
وقد اتضح أن الخلاف يتركز في قضايا مرتبطة مع موضوع محاكمة نتنياهو بتهم الفساد. فالليكود يريد أن يضمن بقاء نتنياهو رئيس وزراء حتى لو قررت محكمة العدل العليا قبول الدعوى المقدمة إليها وتطلب منعه من ذلك بسبب لوائح الاتهام. ويريد الليكود سن قانون يضمن ذلك. ويقترح بندا في اتفاقية تشكيل الحكومة ينص على أنه في حال صدور قرار محكمة يمنع نتنياهو من تولي منصب رئيس حكومة، تحل الحكومة والكنيست وتعلن انتخابات جديدة. ويرفض غانتس هذا التوجه ويعتبره عملية التفاف على المحكمة العليا ومساسا بمكانتها وضربا لمبدأ فصل السلطات.
وفي الوقت الذي يعلن فيه نتنياهو وغانتس عن استمرار المفاوضات، توجه حلفاء غانتس السابقون إليه لحثه على العودة إلى صفوف التحالف بينهم واتباع وسيلة أخرى للتعاطي مع نتنياهو. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيلبيتينو»، في تغريدة له على تويتر، إن بإمكان غانتس سلوك طريق آخر يوفر عليه العناء من ألاعيب نتنياهو. وقال: «هناك خمسة مشاريع لقوانين طرحناها على جدول أعمال الكنيست، تقضي بمنع نتنياهو من تشكيل حكومة وتولي أي منصب فيها بسبب لوائح الاتهام بالفساد. فإذا بدأنا في تشريعها فسيرضخ نتنياهو ويتراجع فورا».
وقال رئيس كتلة ليبرمان البرلمانية، النائب عوديدفورير، إن نتنياهو لا يفهم إلا لغة القوة. فبمجرد طرح القوانين وإدراكه بأنه سيخسر كل شيء، سيتوقف عن شروطه التعجيزية ويوافق على تشكيل حكومة وحدة.
وقال مقرب من غانتس إنه لا يسقط هذه الإمكانية. ولكنه يفضل استنفاد الجهود حتى النهاية ولكن ليس بلا نهاية. وأضاف «نتنياهو طلب لقاء غانتس الليلة (مساء أمس الخميس)، وسنرى إن كان يحمل جديدا. فإذا لم تكن هناك جدية فستكون كل الإمكانيات مفتوحة».
المعروف أن إسرائيل تعيش في معركة انتخابات متواصلة منذ مطلع السنة الماضية، وقد جرت خلالها ثلاث معارك انتخابية، في أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول) ومارس (آذار) الماضي، ولم تستطع الأحزاب الفائزة تشكيل حكومة، بسبب إصرار نتنياهو على دخول المحكمة وهو في موقع مسؤول كرئيس حكومة. وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن شعبيته تزداد وأنه في حال إجراء انتخابات جديدة سيتمكن من تشكيل حكومة يمين من دون غانتس.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.