مجلس نينوى لـ («الشرق الأوسط»): مطلع العام المقبل موعد لانطلاق عملية استعادة الموصل

إقليم كردستان يخصص مراكز لتدريب عناصر القوة التي ستناط بها المهمة

مجلس نينوى لـ («الشرق الأوسط»): مطلع العام المقبل موعد لانطلاق عملية استعادة الموصل
TT

مجلس نينوى لـ («الشرق الأوسط»): مطلع العام المقبل موعد لانطلاق عملية استعادة الموصل

مجلس نينوى لـ («الشرق الأوسط»): مطلع العام المقبل موعد لانطلاق عملية استعادة الموصل

أعلن مجلس محافظة نينوى أمس أن العملية المرتقبة لتحرير الموصل ستنطلق مطلع العام المقبل بمشاركة 80 ألف عنصر، وأن الاستعدادات لهذه العملية الموسعة بدأت بالفعل.
وقال غزوان حامد، عضو المجلس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب الخطة المعدة من قبل وزارة الدفاع، فإن عملية استعادة السيطرة على الموصل تبدأ مع بداية العام المقبل، وهناك تحضيرات لهذه العملية كتشكيل الفرقة 19 لتضم 7 آلاف عنصر من الذين تركوا صفوف الجيش إبان سيطرة (داعش) على مدينة الموصل، إضافة إلى قوات شرطة نينوى التي تتدرب في معسكر بمنطقة دوبردان غرب أربيل، وقوات البيشمركة التي تساهم في العملية من خلال استعادتها السيطرة على مناطق في سهل نينوى، ومحاصرة الموصل من كل الاتجاهات». وتابع: «عندما تحرر القوات العراقية الشرقاط الواقعة جنوب الموصل، ستتجه للسيطرة على القيارة، وبذلك ستصبح الموصل محاصرة من كل الاتجاهات».
وأوضح حامد أن «المعسكرات الخاصة بقوات تحرير الموصل فتحت الآن في إقليم كردستان، والكثير من أفراد هذه القوات مدربون لأنهم ضباط وجنود كانوا موجودين في صفوف الجيش العراقي من قبل، أما الباقون فهم من المتطوعين الجدد وشرطة نينوى الذين يحتاجون إلى تدريب مكثف لإعدادهم من أجل خوض المعركة المرتقبة»، مضيفا أن تحرير الموصل، حسب رأي الجانب الأميركي، يحتاج إلى 80 ألف عسكري، وهذا العدد سيكون موجودا سواء من القوات الاتحادية التي ستأتي من بغداد، أو من القوات التي شكلت لهذا الغرض، وشرطة نينوى، وقوات البيشمركة.
لكن العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي باسم وزارة البيشمركة، استبعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» مشاركة البيشمركة في تحرير الموصل، وقال: «نحن ملتزمون بالتحالف الدولي الموجود حاليا، وقوات البيشمركة تعتبر جزءا رئيسيا من هذا التحالف، أما بخصوص الموصل فإن البيشمركة تمتلك خططها الخاصة في الحرب ضد (داعش)، لذا لا أتصور أننا نستطيع في ذلك الوقت المشاركة في عملية استعادة الموصل، لأن قوات البيشمركة الآن تحارب (داعش) في جبهة طويلة وواسعة، لكن قد نستطيع أن نقدم لهم المساعدة في هذه العملية، ولم يحدد هذا بعد».
وكشف حكمت عن أن وزارة البيشمركة خصصت مراكز التدريب التابعة لها في الإقليم لتنظيم الفرقة 19 التي ستشارك في تحرير الموصل، مبينا أن وزارة الدفاع الاتحادية عينت ممثلا لها للإشراف على هذا الموضوع في كردستان.



غروندبرغ يغادر صنعاء ويحض الحوثيين على خفض التصعيد وإطلاق المعتقلين

غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
TT

غروندبرغ يغادر صنعاء ويحض الحوثيين على خفض التصعيد وإطلاق المعتقلين

غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)

حض المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ قادة الجماعة الحوثية على خفض التصعيد المحلي والإقليمي وإطلاق المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية، مؤكداً تصميمه على حماية التقدم المحرز في خريطة الطريق اليمنية التي تجمدت بعد تصعيد الجماعة البحري منذ نهاية 2023.

وجاءت تصريحات المبعوث غروندبرغ، الخميس، عقب اختتام زيارة إلى صنعاء هي الأولى له منذ منتصف 2023، وسط آمال أممية بأن تقود مساعيه إلى التوصل إلى إحلال السلام وطي صفحة الصراع المستمر منذ انقلاب الجماعة الحوثية على التوافق الوطني في سبتمبر (أيلول) 2014.

وقال غروندبرغ في بيان إنه أجرى مناقشات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لتجديد المشاركة في العملية السياسية، مع التركيز على معالجة التحديات واستكشاف إمكانيات تعزيز السلام في سياق المنطقة المعقد.

وأكد المبعوث الخاص غروندبرغ خلال اجتماعاتهِ مع قادة الحوثيين على أهمية خفض التصعيد الوطني والإقليمي لتعزيز بيئة مواتية للحوار. وحث -بحسب البيان- على ضرورة الاتفاق على إجراءات ملموسة لدفع الحوار إلى الأمام بعملية سياسية لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في جميع أنحاء اليمن.

المبعوث الأممي إلى اليمن بعد وصوله إلى صنعاء يستعد لاستقلال السيارة (رويترز)

كما سلطت المناقشات الضوء على أهمية اتخاذ تدابير لمعالجة التحديات الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية، وفي الوقت نفسه تعزيز الاستعدادات لوقف إطلاق النار، وهي مكونات أساسية لخريطة الطريق والتوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات اليمنيين.

وقال غروندبرغ: «أنا مصمِّم على حماية التقدم المحرز حتى الآن على خريطة الطريق والتركيز على آفاق السلام في اليمن».

وأوضح البيان أن المناقشات حول ملف المعتقلين المرتبطين بالصراع استندت إلى التقدم المحرز خلال المفاوضات التي عقدت في سلطنة عُمان في يوليو (تموز) 2024، حيث أكد المبعوث الخاص أن الملف حيوي لبناء الثقة بين الأطراف والمضي قدماً في تنفيذ الالتزامات السابقة.

وشدد على أهمية إعطاء الأولوية لهذه القضية الإنسانية كخطوة نحو تعزيز الثقة التي يمكن أن تساعد في تمكين اتفاقات أوسع نطاقاً وتظهر الالتزام بجهود السلام.

حماية المجتمع المدني

أفاد البيان الصادر عن مكتب غروندبرغ بأنه استهل زيارته إلى صنعاء بزيارة منزل عائلة أحد الموظفين في مكتبه كان الحوثيون اعتقلوه تعسفياً في يونيو (حزيران) 2024.

وأعرب المبعوث عن خالص تعاطفه ومواساته لما تكبدته عائلة الموظف في هذه الفترة العصيبة، عارضاً دعمه لهم. وأطلع غروندبرغ العائلة -بحسب البيان- على جهود الأمم المتحدة لإطلاق سراح جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً. كما أعرب عن تضامنه مع عائلات المعتقلين الآخرين، مدركاً لمعاناتهم المشتركة والحاجة الملحة للإفراج عن أحبائهم.

سيارة أممية ضمن موكب المبعوث الأممي غروندبرغ في صنعاء (إ.ب.أ)

وفي جميع مناقشاته، أكد غروندبرغ أنه حث الحوثيين بشدة على إطلاق سراح الأفراد المعتقلين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية فوراً ودون قيد أو شرط. وأكد أن الاعتقالات التعسفية غير مقبولة وتشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

وشدد غروندبرغ بالقول «يتعين علينا حماية دور المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني. فهم يقدمون مساهمات حيوية لتحقيق السلام وإعادة بناء اليمن».

وقبل زيارة صنعاء كان المبعوث اختتم نقاشات في مسقط مع مسؤولين عمانيين، ومع محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

أجندة الزيارة

في بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحمّل مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».