العائلة المالكة البريطانية والعمل من القصر... مكاتبهم تكشف شخصياتهم

ملكة بريطانيا تجري محادثة مع رئيس وزرائها بوريس جونسون قبل إصابته بالفيروس
ملكة بريطانيا تجري محادثة مع رئيس وزرائها بوريس جونسون قبل إصابته بالفيروس
TT

العائلة المالكة البريطانية والعمل من القصر... مكاتبهم تكشف شخصياتهم

ملكة بريطانيا تجري محادثة مع رئيس وزرائها بوريس جونسون قبل إصابته بالفيروس
ملكة بريطانيا تجري محادثة مع رئيس وزرائها بوريس جونسون قبل إصابته بالفيروس

الحجر المنزلي لم يقتصر على فئة دون غيرها بعد أن أكد فيروس كورونا المستجد «ديمقراطيته». وبالإضافة إلى ما نتج عن هذا الحجر من أساليب تسلية وترفيه مبتكرة، فإنه فرض أيضاً العمل من البيت على الأغلبية الساحقة، ولم يُستثنَ منها سوى قطاعات الصحة وما شابهها. غير ذلك فرض العمل من البيت نفسه كثقافة جديدة على الكل بمن فيهم العائلات المالكة في أوروبا. فهذه الفترة بالنسبة إليهم ليست إجازة أو انفصالاً عما يجري من حولهم، بل فرصة لإثبات أنهم جزء من المجتمع. وحسب الصور والتغريدات والفيديوهات التي ينشرونها، يبدو أنهم تأقلموا مع الوضع بسرعة فائقة. في بريطانيا مثلاً، افتتح الأمير تشارلز، الذي تعافى من فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) منذ فترة قصيرة جداً، ومن مكتبه في «بيركهول» بأبيردين، مستشفى «نايتينغايل» الجديد بلندن، بينما أجرت الملكة إليزابيث محادثة عمل مع رئيس وزرائها بوريس جونسون عبر الهاتف قبل إصابته بالفيروس، كما أجرى كل من الأمير ويليام وزوجته كايت ميدلتون محادثات مماثلة من قصر «كينسغتون» مع الجمعيات الخيرية التي يرعونها ويدعمونها.
ففي القصر البريطاني، حيث يتطلب البروتوكول كتابة الرسائل خطّياً وإجراء اللقاءات الرسمية وجهاً لوجه، كان لا بد من التغيير. فالحالة استثنائية وتتطلب بروتوكولات جديدة تعتمد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. صحيح أن الملكة وأفراد آخرون من عائلتها لهم حسابات على «إنستغرام» و«تويتر» حتى قبل حدوث الجائحة، إلا أنها كانت تقتصر على بعض الصور والأخبار بينما ظلت اللقاءات الرسمية والزيارات الخيرية تتطلب حضورهم بشكل شخصي. «كل هذا تغير. فهم الآن يمارسون التباعد الاجتماعي ويعملون من البيت كغيرهم» حسبما صرح به مصدر من قصر باكنغهام لمجلة «فانيتي فير» مؤخراً. وأضاف المصدر نفسه أنه يجب ألا نتوقع أن هذا التغيير سيقتصر على هذه الفترة، بل علينا توقع استمراره في المستقبل بشكل أو بآخر، حتى بعد انتهاء الجائحة. يوضح أن «هناك تدابير في الجانب التقني، يتم العمل عليها بحيث يمكن القيام ببعض الأنشطة عبر الإنترنت في المستقبل». واللافت أن الصور التي تتداولها الصحف والوكالات تشير إلى أن أغلب أفراد العائلة المالكة مستعدون للتغييرات الحالية والقادمة، فمنذ فترة قصيرة نشرت صوفي دوقة ويسيكس، و«الكنة» المفضلة لدى الملكة حسب البعض، على «تويتر» فيديو من تصوير ابنتها الصغيرة، تشاطر فيه الناس أفكارها عن الأحداث الراهنة وكيف يمكن الوقاية من الفيروس المستجد «كوفيد - 19». الأمير ويليامز أيضاً صوّر فيديو يناشد فيه دعم الصندوق الوطني للطوارئ، أتبعه بمقابلة عبر الفيديو مع مركز اتصال صحي بمنطقة «كرويدن». فرغم إلغاء العديد من الفعاليات والأنشطة يبدو أن العائلة المالكة لا تريد أن تتخلى عن المنظمات الخيرية التي تدعمها وتحتاج إليها الآن قبل أي وقت مضى.
وكالعادة، لم تمر هذه الصور واللقطات مرور الكرام، فأعين الفضوليين كانت لهم بالمرصاد، تراقب كل حركة وتتفحص كل التفاصيل المحيطة بهم، على أساس التعرف أكثر على حياتهم وتحليل شخصياتهم بعيداً عن الصور البراقة التي يعكسونها أمام الكاميرات في الظروف العادية. تبين من خلال تشريحهم لهذه الصور أن مكتب الأمير ويليام مرتّب بشكل يعكس شخصية عملية ومتوازنة، حسب مصممة الديكور كاثرين بولي. فمكتبه يبدو مرتباً لا يحتوي إلا على هاتف وطابعة وإكسسوارات أساسية. كما أن المزج بين الأثاث العصري والكلاسيكي مع تمتعه بإضاءة طبيعية قوية تعكس إرادة قوية ورؤية واضحة، حسب رأيها.
مكتب كاميلا باركر بولز في المقابل، يبدو مزدحماً بالكتب وصور فوتوغرافية لأفراد من عائلتها، في منظر يعكس ميلها للحياة العائلية كما إلى شخصية فنية ودافئة. أما مكتب كايت ميدلتون، فيؤكد ما يعرفه الكثيرون عن اهتمامها بأسرتها. فقد رتبت مكتبها بشكل يناسب مسؤولياتها كشخصية عامة وكأم لثلاثة أطفال. فالمساحة كانت شاسعة تتوسطها طاولة كبيرة وضعت فوقها كتب أطفال، وفي ركن وضعت كرسياً صغيراً قد تكون خصصته لطفلها الأخير. إلى جانبه وضعت كنبة كبيرة باللون الأبيض يمكن أن تجلس فيها براحة وهي تراقب أطفالها الثلاثة.


مقالات ذات صلة

ميغان ماركل «الطباخة»... في مسلسل

يوميات الشرق ابتسامةٌ للحياة (أ.ف.ب)

ميغان ماركل «الطباخة»... في مسلسل

أعلنت ميغان ماركل عن بدء عرض مسلسلها المُتمحور حول شغفها بالطهو، وذلك في 15 يناير (كانون الثاني) الحالي عبر منصة «نتفليكس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لقطة من فيديو تُظهر الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج (إنستغرام)

الأمير هاري يصطحب نجله آرتشي في رحلة ركوب أمواج بكاليفورنيا

نُشرت لقطات للدوق البالغ من العمر 40 عاماً وهو يرتدي بدلة سباحة سوداء برفقة الطفل البالغ من العمر 5 سنوات في مدرسة ركوب الأمواج في كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا (الولايات المتحدة))
أوروبا ملك بريطانيا تشارلز الثالث والملكة كاميلا خلال وصولهما قداس عيد الميلاد في كنيسة مريم المجدلية في نورفولك بإنجلترا (أ.ب)

في رسالة عيد الميلاد... الملك تشارلز يشكر الفريق الطبي على رعايتهم له ولكيت (فيديو)

وجّه الملك تشارلز الشكر إلى الأطباء الذين تولوا رعايته ورعاية زوجة ابنه كيت أثناء تلقيهما العلاج من السرطان هذا العام، وذلك في رسالة بمناسبة عيد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك تشارلز في زيارة لمصنع الشوكولاته (غيتي)

الملك تشارلز يسحب الضمان الملكي من شركة «كادبوري» بعد 170 عاماً

ألغى الملك البريطاني تشارلز الثالث الضمان الملكي المرموق لشركة كادبوري بعد 170 عاماً، على الرغم من أنها كانت الشوكولاته المفضلة لوالدته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز (أ.ف.ب)

علاج الملك تشارلز من السرطان... هل ينتهي هذا العام؟

كشفت شبكة «سكاي نيوز»، اليوم (الجمعة)، عن أن علاج الملك البريطاني تشارلز من السرطان سيستمر حتى العام الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.