عُمان تبدأ ترشيد الإنفاق الحكومي 10 % ووقف العلاوات

صادرات السلطنة النفطية تتراجع 12.3 %

البحرية السلطانية العمانية تقل المشتقات النفطية وسط تراجع صادراتها من النفط الشهر الماضي (الشرق الأوسط)
البحرية السلطانية العمانية تقل المشتقات النفطية وسط تراجع صادراتها من النفط الشهر الماضي (الشرق الأوسط)
TT

عُمان تبدأ ترشيد الإنفاق الحكومي 10 % ووقف العلاوات

البحرية السلطانية العمانية تقل المشتقات النفطية وسط تراجع صادراتها من النفط الشهر الماضي (الشرق الأوسط)
البحرية السلطانية العمانية تقل المشتقات النفطية وسط تراجع صادراتها من النفط الشهر الماضي (الشرق الأوسط)

وجهت وزارة المالية العمانية أمس، كل الشركات الحكومية بترشيد الإنفاق خلال العام الحالي، ووقف منح العلاوات الاستثنائية لموظفي الدولة، موضحة نقلاً عن وكالة الأنباء الرسمية في البلاد، أنها أصدرت منشورين بهذا الشأن، في إطار عملها الذي يتصل باتخاذ مزيد من الإجراءات الحكومية للتعامل مع الأوضاع المالية والاقتصادية التي تتأثر بها السلطنة من جراء الانخفاض الحاد في أسعار النفط.
وأوضحت الوزارة أن أحد المنشورين يتعلق بترشيد الإنفاق التشغيلي والاستثماري، إذ تبلغ نسبة التخفيض المالي 10 في المائة، تمثل الحد الأدنى المطلوب لتعديل الموازنات التشغيلية والخطط المالية المعتمدة لهذا العام. وأشارت إلى أن المنشور «طلب من الشركات بذل قصارى جهدها لاستهداف تحقيق تخفيض في الإنفاق الفعلي بأقصى نسبة ممكنة، وعدم الاكتفاء بنسبة الـ10 في المائة المذكورة في المنشور، وأن تشمل مراجعة المصروفات التشغيلية كل بنود المصروفات دون استثناء، بما في ذلك رواتب وامتيازات الموظفين».
ويختص المنشور الحكومي الثاني بوقف منح العلاوات الاستثنائية لموظفي الدولة، في وقت كانت وزارة المالية قد أصدرت فيه عدداً من المنشورات المالية خلال الربع الأول من هذا العام، كما أصدرت توجيهات لاتخاذ مزيد من الإجراءات لخفض الإنفاق العام ومراجعة الأولويات الحكومية وتعزيز دور القطاع الخاص والشراكة معه في التنمية.
وتأتي هذه الخطوات بعد أن خفضت الحكومة الشهر الماضي الميزانية المخصصة للهيئات الحكومية بنسبة 5 في المائة عام 2020 استجابة للتحديات المالية التي تواجهها السلطنة، بينما أشارت وزارة المالية إلى أنها أمرت «باتخاذ مزيد من الإجراءات الحكومية للتعامل مع الأوضاع المالية والاقتصادية التي تتأثر بها السلطنة جراء الانخفاض الحاد في أسعار النفط».
وأضافت أن كل الميزانيات التشغيلية ستخضع للمراجعة في وقت تقرر فيه وقف منح العلاوات الاستثنائية لموظفي الدولة. وقالت إن القرار يُطبق على كل الوزارات والأجهزة والهيئات والمؤسسات العامة وغيرها من وحدات الجهاز الإداري للدولة الأمنية والعسكرية والأشخاص الاعتبارية العامة الأخرى.
ومن المتوقع أن يتسع عجز موازنة سلطنة عمان، التي تصنف كبرى وكالات التصنيف الائتماني سنداتها السيادية عند مستوى «مرتفع المخاطر» هذا العام، بسبب انخفاض أسعار النفط. كما يعاني اقتصادها المثقل بمستويات مرتفعة من الدين من تبعات تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويتزامن هذا التحرك الحكومي، مع انخفاض في صادرات النفط العماني، إذ أفصحت الأنباء الرسمية أمس، أن إنتاج البلاد النفطي في مارس (آذار) 2020 بلغ نحو 1.78 مليون برميل يومياً مرتفعاً 12.8 في المائة، مقارنة مع فبراير(شباط)، بيد أن صادرات الشهر ذاته بلغت 738.3 ألف برميل يومياً في المتوسط، تمثل انخفاضاً بواقع 12.3 في المائة مقارنة مع الشهر السابق.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.