عريقات: أي ضم في الضفة سيلغي «الاعتراف المتبادل»

لمح إلى أن السلطة قد تحل نفسها

مواجهات بين فلسطينيين أرادوا الوصول إلى غور الأردن وجنود إسرائيليين في فبراير الماضي (أ.ب)
مواجهات بين فلسطينيين أرادوا الوصول إلى غور الأردن وجنود إسرائيليين في فبراير الماضي (أ.ب)
TT

عريقات: أي ضم في الضفة سيلغي «الاعتراف المتبادل»

مواجهات بين فلسطينيين أرادوا الوصول إلى غور الأردن وجنود إسرائيليين في فبراير الماضي (أ.ب)
مواجهات بين فلسطينيين أرادوا الوصول إلى غور الأردن وجنود إسرائيليين في فبراير الماضي (أ.ب)

قال الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، إن أي خطوة إسرائيلية باتجاه ضم أي جزء ولو صغيراً من الضفة الغربية، سيعني بشكل واضح وفوري انتهاء جميع الاتفاقات مع إسرائيل بكل أشكالها.
وأضاف عريقات للتلفزيون الرسمي «أبلغني السيد الرئيس بشكل واضح وهذا ما أبلغته لقادة العالم: إذا ضمت إسرائيل أي جزء من الضفة ستنتهي جميع الاتفاقات الانتقالية، ولتأتي الحكومة الإسرائيلية وتتحمل مسؤولية احتلالها للفلسطينيين من النهر للبحر».
ورفض عريقات القول بأن السلطة ستحل نفسها، لكنه لمح لذلك بقوله، إن السلطة ولدت لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، مضيفاً «لن نتحول إلى سلطة وظيفة لخدمة سلطة الاحتلال. سلطة من دون سلطة واحتلال من دون كلفة، وغزة خارج المعادلة. لن نكون ولن نسمح».
وأكد عريقات، أن قرار الضم الإسرائيلي، اتخذ فعلاً، لكن النقاش يتركز أين وكيف وعلى أي مراحل سيتم تنفيذ لك. وأقر بأنه لا يوجد حتى الآن آلية دولية لوقف ذلك. وأضاف، أن «العالم يقول نحن ضد الضم. أرسلنا رسائل خطية للكل، والجميع يتفق معك، لكن عندما نسألهم ماذا ستفعلون، نسمع صمتاً مرتفعاً».
وأوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن السلطة تعمل على ائتلاف دولي رافض لمشروع الضم. وأضاف «بالنسبة لنا نريد مؤتمراً دولياً على أساس إنهاء الاحتلال وتجسيد دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967».
وقال عريقات، إن أياً كانت الآلية الدولية، تضم الرباعية ودولاً أوروبية أو الرباعية ودولاً عربية أو أي دول كانت، أكثر أو أقل، فإن أي عملية سياسية يجب أن تتسند إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد طرح عقد مؤتمر دولي للسلام تنتج منه آلية دولية من أجل رعاية مفاوضات.
عريقات قال، إن الدول تتريث في هذه المسألة حتى لا تصطدم مع الولايات المتحدة، وإن كانت لا توافقها على خطتها المعروفة باسم خطة صفقة القرن. وأكد أنه بغض النظر عن المواقف كلها، فإنه إذا ما قام نتنياهو بضم 33 في المائة من الضفة، بما في ذلك القدس والأغوار والبحر الميت، فهذا يعني إلغاء الاتفاقات والمرجعيات كافة والاعتراف المتبادل؛ ما يعني تدمير السلطة. وذكّر بـ«دعوة سفير دولة إسرائيل في الأمم المتحدة، الصريحة إلى الإطاحة والتخلص من الرئيس عباس. إنه لا يريد التخلص من عباس شخصياً لأنه رفض مشروع ترمب، بل كل فلسطيني رافض لهذا المشروع. نحن رفضناه سنرفضه وشعبنا خلفنا».
وكان عباس أجرى اتصالات هاتفية عدة مع قادة دول عربية لحثهم على التصدي لضم إسرائيلي محتمل لأجزاء من الضفة الغربية. ويخشى الفلسطينيون من خطوات ضم إسرائيلية قريبة، مستغلين انشغال العالم بأزمة «كورونا».
وحذرت منظمة التحرير بداية الأسبوع من قرب اتفاق بين واشنطن وتل أبيب على خريطة المناطق في الضفة الغربية التي سيتم ضمها إلى إسرائيل. وقالت المنظمة بأن واشنطن وتل أبيب توشكان على الاتفاق بشكل نهائي على الخرائط. ويدور الحديث عن أن الحكومة الإسرائيلية تستعد من خلال حوار مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، لضم وفرض «سيادتها» على غور الأردن وشمال البحر الميت في العاشر من يوليو (تموز) المقبل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تعهد الأسبوع الماضي بإقرار السيادة الإسرائيلية على غور الأردن في الضفة الغربية وشمال البحر الميت، ومن ثم ضم هذه المنطقة في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
وتعتبر منطقة الأغوار مهمة من الناحية الاستراتيجية وتتخذ الكثير من الشركات الإسرائيلية منها مقراً لها، خصوصاً الشركات الزراعية. ويرى الفلسطينيون أن السيطرة الإسرائيلية على عمق الضفة الغربية تنهي فعلياً إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».