بري يطالب بتحريك عجلة اقتصاد لبنان وهيكلة الدين

TT

بري يطالب بتحريك عجلة اقتصاد لبنان وهيكلة الدين

استهل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس، اجتماع هيئة مكتب المجلس بقراءة سورة «الفاتحة»، مترحماً على اقتراح الحكومة الاقتصاص من ودائع المتمولين في المصارف لتمويل عجز الدولة.
وفي الموضوع الإصلاحي نقل الزوار عن رئيس المجلس تأكيده أن المطلوب معالجة الأسباب والنتائج التي تسببت بالأزمة التي نعاني منها على المستويين المالي والاقتصادي، مجدداً التأكيد على وجوب السير بالإصلاحات وتطبيق القوانين على الجميع، خصوصاً بموضوع الفساد ومكافحة الهدر وإصدار القوانين المطلوبة بشرط عدم المس بأموال المودعين، سائلاً عن كيفية تغطية الفجوة المالية المقدرة بنحو 59 مليار دولار وهل تغطى بأموال المودعين؟
وأكد بري أن هناك عدة أمور يمكن اللجوء إليها من مكافحة الفساد وسد أبواب الهدر والحسم من الفوائد وضخ سيولة جديدة بعد دمج المصارف وتنقيتها، وهذه إجراءات لا يمكن حتى لصندوق النقد الدولي أن يرفضها، وهي بالتالي تعيد الثقة وتجعل الخارج ينظر إلينا نظرة مختلفة.
وفي موضوع الإصلاحات ورؤيته لحل الأزمة الاقتصادية، قال الرئيس بري لزواره: «المطلوب خطوات تعيد تحريك عجلة الاقتصاد وهيكلة الدين وهناك كثير من الأفكار التي تطرح حيال الموضوع المصرفي والمالي المطلوب في النهاية إيجاد حل وإضاءة شمعة»، مؤكداً أن الخطة الاقتصادية التي تتم مناقشتها في مجلس الوزراء ليس وزير المال من اقترحها. وحول المساعدات الخارجية نقل الزوار عن رئيس المجلس قوله: «المطلوب أن نخطو على المستوى الداخلي خطوات تقنع الخارج وإلا ستكون المساعدات على باب الله». وعن العلاقة مع رئيس الحكومة، ينقل الزوار تأكيد بري أن العلاقة مع الرئيس دياب هي علاقة قديمة منذ أن كان وزيراً للتربية، وهي أكثر من جيدة، كما هي العلاقة مع الرئيس ميشال عون، قائلاً: «لقد بذلت كل جهد مستطاع من أجل أن تنال الحكومة الثقة ومن أجل أن يكون للبنانيين حكومة برئاسة حسان دياب». وأكد بري أن السلطة التشريعية ليست سلطة حكم، بل هي سلطة رقابة ومحاسبة، مشدداً على ضرورة استعادة الأموال المنهوبة من خلال تطبيق القانون، قائلاً إن الأموال المنهوبة والمهربة قبل وبعد «17 تشرين» يجب أن تعاد. وذكرت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» أن بري لمح إلى أنه متفائل بوصفة صندوق النقد الدولي للخروج من الأزمة، استناداً إلى معطيات لديه بأن صندوق النقد سيتساهل في مقترحاته التي لن تشكل إحراجاً للبنان، ذلك أن «صندوق النقد يتفهم وضع لبنان خصوصاً بعد أزمة كورونا ولا شروط لديه تحرج لبنان».
وترأس بري أمس اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس لبحث جدول أعمال الجلسة المقبلة للمجلس. وقالت المصادر المواكبة لـ«الشرق الأوسط» إن الجلسة التشريعية ستُعقد بعد عطلة عيد الفصح للطوائف الشرقية، وقبل حلول شهر رمضان، ما يعني أنها ستكون منتصف الشهر المقبل، لافتة إلى أن هناك 3 خيارات لعقدها بجلسة تشريعية، لم تُحسم بعد؛ إما أن تُعقد في مجلس النواب ويتوزع النواب بين القاعة وشرفاتها للحفاظ على التباعد، وإما أن تُعقد في قاعة قصر الأونيسكو لأنها تتسع للنواب بما يكفل التباعد بينهم، وإما أن تُعقد «أونلاين».
وأشارت إلى أن البند الأساسي على جدول أعمالها هو إصدار قانون عفو عام، لافتة إلى أن هناك لجنة مصغرة تدرس الموضوع، وتعد صيغة توافقية تتجنب الصدام.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».