مالطا تحضّ «الأوروبي» على إطلاق «مهمة إنسانية فورية» في ليبيا

TT

مالطا تحضّ «الأوروبي» على إطلاق «مهمة إنسانية فورية» في ليبيا

قال بيتر ستانو، المتحدث باسم المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تصريحات من بروكسل، أمس، إن الوضع في ليبيا «إحدى المشكلات التي تشغل عقل وتفكير بوريل، والتي يعمل على إيجاد حلول لها، ومن بين هذه الحلول عملية «إيريني» العسكرية.
وجاءت تصريحات ستانو خلال المؤتمر الصحافي اليومي للمفوضية عبر الفيديو، رداً على سؤال حول إرسال وزير خارجية مالطا رسالة إلى بوريل، تتناول الوضع في ليبيا، وضرورة التحرك لوقف المهاجرين، الذين يحاولون الوصول إلى الأراضي الأوروبية.
تجدر الإشارة إلى أنه رغم الإعلان عن إطلاق مهمة «إيريني» العسكرية قبالة سواحل ليبيا للمساهمة في تحقيق السلام في البلاد، من خلال مراقبة حظر توريد السلاح إلى ليبيا، تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة بهذا الخصوص، فإن هذه المهمة العسكرية لم تبدأ بشكل عملي، وتنتظر التوصل إلى توافق بشأن مساهمات الدول الأعضاء فيها، وآليات العمل.
وأوضح المتحدث الأوروبي في تصريحاته صحافية أن مؤسسات التكتل الموحد «تعي جيداً خطورة الوضع في ليبيا، خصوصاً في ظل الأزمة الصحية العالمية الحالية»، مبرزاً أن بوريل تسلم بالفعل رسالة من وزير خارجية مالطا، التي طالب فيها بروكسل بالتحرك بشكل عاجل في ليبيا، وأنه سيعمل على التعامل مع الطلب المالطي والرد عليه «كما يحدث في كل مرة يتسلم فيها رسالة من رئيس دبلوماسية دولة عضو في التكتل الموحد».
وكتب وزير الخارجية المالطي إيفاريست بارتولو، ووزير الشؤون الداخلية بايرون كاميليري، في رسالتهما إلى بوريل أن على الاتحاد الأوروبي أن «يدعم خفر السواحل الليبي في تعزيز السيطرة على حدوده، ويضمن بشكل ملموس أن تمثل ليبيا ميناءً آمناً لإنزال المهاجرين». كما تطلب مالطا من الاتحاد الأوروبي إطلاق مهمة إنسانية فورية في ليبيا، كتوفير الغذاء والأدوية ومعدات الرعاية الصحية، والمساعدة في وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين فيما تهز جائحة «كوفيد - 19» العالم، وأوروبا خصوصاً.
وقال وزير خارجية الجزيرة المتوسطية العضو في الاتحاد الأوروبي إن فرق الاتحاد الأوروبي «يجب أن توزع مواد غذائية وطبية بقيمة 100 مليون يورو (110 ملايين دولار) على الأقل».
وجاءت رسالة بارتولو إلى وزير الخارجية الأوروبي، غداة تحديد قوات خفر السواحل المالطية موقع أربعة قوارب مطاط بين ليبيا ومالطا على متنها 258 شخصاً.
وتواجه المشاورات الأوروبية الجارية حالياً حول تفاصيل مهمة «إيريني» لحظر الأسلحة قبالة سواحل شرق ليبيا، والتي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الماضي، صعوبة في التوصل إلى اتفاق نهائي، بدليل أن المشاورات التي جرت على المستوى الوزاري الأوروبي الأسبوع الماضي لم تسفر عن أي إعلان يتعلق بإنهاء المشاورات حول التفاصيل، وإطلاق المهمة بشكل فعلي وعملي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.